Skip to content

المركز الكاثوليكي: الدين داعم ومشجّع على المشاركة السياسيّة

رابط المقال: https://milhilard.org/w4m7
عدد القراءات: 414
تاريخ النشر: يونيو 24, 2023 8:02 م
1C3A2594
رابط المقال: https://milhilard.org/w4m7

أكد مؤتمرون على أنّ الدين، ورغم أنّه لا يشترك بعمل سياسيّ، إلا أنّه داعم ومشجّع على المشاركة السياسيّة من خلال دعوة مؤمنيه وأتباعه إلى ألا يكونوا على هامش المجتمع وسيرته الإصلاحيّة، وإنما في قلبها وفي قلب مسيرتها وتفكيرها.

وخلال مؤتمر أقامه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، بالتعاون مع مكتب مؤسّسة “كونراد أديناور شتيفتونغ” في المملكة، ورعاه دولة الدكتور عبدالرؤوف الروابدة، وحضره سفير دولة الفاتيكان المطران جيوفاني دال توسو، شدّد المؤتمرون على أنّ الإصلاح السياسي الذي وجّه إليه جلالة الملك عبدالله الثاني، بتشكيل لجنة كبيرة لصياغة توصيات وملامح المستقبل الأردنيّ المشرق، يتطلب أن يعي المواطن ضرورة الدخول بهذا الركب الإصلاحي الذي يمهّد لأردن أقوى وأعلى وأكثر ديمقراطيّة ومشاركة من جميع أبنائه وبناته.

وألقى المدير العام للمركز الكاثوليكي الأب د. رفعت بدر في بداية المؤتمر كلمة ترحيبية استهلها مشيرًا إلى أنّ المركز، ومنذ تأسيسه عام 2012، قد أخذ على عاتقه، تحت مظلة البطريركيّة اللاتينيّة، وبالتعاون مع مختلف الكنائس والأديان ومكوّنات المجتمع الأردنيّ الواحد، أن يكون صوتًا إيجابيًا بالدعوة إلى المساواة في الحقوق والواجبات، وإلى المواطنة الصالحة، والنظر إلى كلّ مواطن بأنّه ليس متفرّجًا أو منظّرًا من بعيد، بل هو في صميم الحياة المجتمعيّة، ومنها النواحي الدينيّة والاجتماعيّة والثقافيّة والسياسيّة.

ولفت إلى أنّ عقل الدولة الأردني لا يريد أن يخلط بين الشأن الدينيّ والشأن السياسيّ، فهنالك سلطات دينيّة وهنالك سلطات سياسيّة، ولا خلط بينهما ولا ذوبان للواحد في الآخر، بل هنالك هذا التشارك والتعاون لما فيه خير المجتمع الواحد، مشيرًا إلى الأوراق النقاشيّة لجلالة الملك عبدالله الثاني تأتي لترسم ملامح أردننا الجديد، وهذا يتطلّب وعي أبنائه ورغبتهم في الخدمة والتعاون والتشاركيّة. واختتم الأب بدر كلمته مستشهدًا بـ”تطويبات رجل السياسة” التي اقترحها الكاردينال الفيتنامي فرنسوا  فان توان، المتوفي عام 2002، والتي تورد القيم التي يجب على السياسي أن يتحلّى بها.

من جهته، قال الممثّل المقيم لمؤسّسة كونراد أديناور في الأردن، الدكتور إدموند راتكا، أن هنالك بروزا للشعوبية في أوروبا ونقص بالثقة في النظام السياسي حول العالم كما حان الوقت لكل دولة لإيجاد طريقها الخاص في السياسة، وأضاف أن المشاركة السياسية العريضة تؤدي إلى حاكمية أفضل واستقرار طويل الأمد في دول العالم. وأشار إلى أن المسيحية والإسلام يشجعان الشعوب للعمل على تحقيق مستقبل أفضل في هذا العالم، وأضاف أن الانضواء في العمل السياسي هي عملية يومية، كما أن اصلاح المجتمعات قد يبث الحياة في المواطنة وفي حاجة الناس للسعي ليكونوا زعماء سياسيين.

وعرض المركز الكاثوليكي فيلماً قصيراً حول الاصلاحات السياسية، وبالأخص في انشاء قانوني الأحزاب والانتخاب .

هذا وتضمن المؤتمر ثلاث جلسات، كانت الأولى بعنوان “الدين والمشاركة السياسيّة في الأردن”، أدارتها الإعلاميّة الزميلة شهد الطراونة، وتحدّث بها الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة آل البيت الدكتور عامر الحافي حول “المنظور الإسلامي للمشاركة السياسيّة”، والأمين العام للنيابة اللاتينيّة في الأردن الأب عماد علامات حول “المنظور المسيحي للمشاركة السياسيّة”، والامين العام لمجلس الكنائس الاردني الاب ابراهيم دبور ، حول موقف الكنيسة الداعم للمشاركة السياسية، والإعلاميّة المتخصصّة في السياسات الانتخابيّة والبرلمانيّة رنا خمايسة حول “الحثّ على المشاركة في الحياة السياسيّة”.

وفي  مداخلة للأب ابراهيم دبور، أكد أن الكنيسة في تعاليمها تشجع على العمل السياسي من خلال نظرتها بأن يهدف في نهاية المطاف على خدمة الانسان وتعزيز كرامته وهي بالتالي تؤكد على الدور الهام للمسيحيين في بناء وطنه وازدهاره عبر الموطنة الصالحة.

أمّا الجلسة الثانيّة فحملت عنوان “أنماط متعدّدة في الحياة السياسة”، أدارها رئيس البرامج في جمعية كاريتاس الأردن عمر عبوي، وتحدّث بها عميدة شؤون الطلبة بالجامعة الألمانيّة الأردنيّة الدكتورة ظلال عويس متناولة “دور الشباب في الحياة السياسيّة”، واستاذة قسم الصحافة بجامعة اليرموك الدكتورة مارسيل جوينات حول “دور المرأة في الحياة السياسيّة”، ورئيس مجلس إدارة شركة نماء للحلول الذكيّة والاستراتيجيّة، وزير الشباب الأسبق، معالي الدكتور فارس بريزات حول “الأحزاب السياسيّة: كيف تكون جاذبة؟”.

في حين تناولت الجلسة الثالثة “نظرة الشباب نحو المشاركة في الحياة السياسيّة”، أدارتها مسؤولة البرامج في مركز الثريا للدراسات أسماء الشلة، وتحدّث بها المهتم بالسياسة الأردنيّة المهندس حسان الور، والخبيرة في برامج تمكين الشباب والمرأة لينا حداد، والباحث والكاتب في العلاقات الدوليّة والإسلام السياسي محمد عساف.

واختتم المؤتمر بملاحظات نهائية مع مديري المركزين المنظمين للمؤتمر: الكاثوليكي وكونراد، الاب رفعت بدر والدكتور ايدموند راتكا. وكذلك القى العين جميل النمري خلاصة للنهار مبيّنا اهميّة حث الشباب على المشاركة الايجابية والفاعلة والمؤثرة في مجتمعنا الأردني الواحد.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content