السابق بطريرك الأرمن طلب من “المستثمر اليهودي” بناء مصعد في دير الأرمن في بيت لحم يوم التنازل عن ربع ارضي دير الارمن في القدس
رابط المقال: https://milhilard.org/v633
عدد القراءات: 512
تاريخ النشر: أغسطس 4, 2023 9:14 ص
رابط المقال: https://milhilard.org/v633
داود كُتّاب– ملح الأرض
تابعت بشغف مقابلة في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية مع بطريرك اللاتين في القدس والذي أعلن بابا الفاتيكان أنه سيصبح الكاردينال بيتسابالا في شهر أيلول القادم. قبل ذلك أعطى البطريرك بيتساييلا مقابلة حصرية لوكالة الأنباء الفرنسية. قمنا بترجمة المقابلة ونشرها كما ننشر كافة أخبار الكنائس، ولكن ما يحزننا هو عدم السماح لنا بإجراء مقابلات مباشرة مع أصحاب الشأن المسيحي.
فعلى سبيل المثال نشرنا في “ملح الأرض” خبر اختيار بطريرك القدس في منصب كاردينال مع تعليقات غالبيتها تبارك واحدها كان يتمنى لو كان بطريرك الشعب ميشيل صباح كان قد تم تكريمه أيضا.
وطبعا كاي إعلامي مهتم في الشأن المسيحي قمنا بمراسلة المدير التنفيذي لبطريركية اللاتين في القدس لإعادة التذكير بطلبنا السابق أن نجري لقاء مع غبط البطريرك ولم نحصل بعد على رد.
لا شك أن اختيار بيتسابالا هو شرف شخصي، ولكن يجب ان لا يتجاهل غبطته أن تعيين شخصية من بطريركية القدس لها معاني أوسع من المعنى الشخصي. وقد أشار الكاردينال المعين في مقابلة يديعوت التي قمنا بترجمتها ونشرها ولكن نحن من ناحيتنا نعبر عن عتبنا الصادق لغياب صوت الكاردينال الجديد من على صفحات ومواقع والمنصات العربية. فبقدر الاحترام والفخر يكون العتب كما يقول مثلنا العربي “العتب بقدر المحبة”.
المطلوب التوسع في رقع المشاركة من المواقع الكاثوليكية الناطقة بالعربية إلى المواقع غير الكاثولكية والمواقع العربية في فلسطين والأردن
صحيح أن البطريرك بيتسابالا له حضور في المواقع الكاثوليكية الناطقة بالعربي مثل موقع أبونا. كما نسجل للبطريرك دوره الإيجابي في تأسيس ورعاية موقع بطريركية اللاتين في القدس والتي تنشر باستمرار تقارير إنسانية مرفقة بصور عن نشاطات الكنيسة الكاثوليكية ومؤسساتها بأربعة لغات منها العربية. ولكن بعد إعلان غبطته كاردينال ومن خلال موقعه في القدس فقد أصبحت مسؤوليته ودوره وتوقعات الناس منه أكثر بكثير . فهناك إجماع لوجود سبب سياسي متعلق برغبة قداسة البابا الاستفادة من كون القدس تحتضن بطريرك غير عربي قد يشكل جسر قوي للسلام والأمان.
فالمطلوب التوسع في رقع المشاركة من المواقع الكاثوليكية الناطقة بالعربية إلى المواقع غير الكاثولكية والمواقع العربية في فلسطين والأردن وباقي الشرق الأوسط. نريد أن يتعرف الإنسان العربي في وسائل إعلامه عن خلفية ورؤية ومواقف رجل الكنيسة الكاثوليكية الأول في القدس وبرنامجه في متابعة رؤية قداسة البابا لبلادنا ولمنطقتنا.
نرغب كما يرغب عدد كبير من سكان المنطقة بأسرها معرفة أعمق لرؤية الكاردينال المعين في العديد من الأمور خاصة فيما يتعلق في كيفية انهاء المعاناة والألم والظلم في فلسطين ودور الكنيسة بشكل عام في ملكوت الله على هذه الأرض.
كلنا سجل للبطريرك مواقفه المستمرة في رفض الظلم وفي المشاركة مع إخوته رؤساء الكنائس المقدسية في التوقيع على البيانات المنددة بما يجري في الأراضي المحتلة. وقد كان هناك مواقف مشرقه هذا العام مع الارتفاع الكبير في عمليات القتل والهدم والسجن والتشريد بشكل عام والاعتداءات المستمرة والمتكررة ضد المسيحيين ورجال الدين المسيحيين في القدس.
كما سجلنا في “ملح الأرض” ونشرنا عن زيارات البطريرك لقطاع غزة المحاصر وجنين المنكوبة واهتمامه بالرعية المسيحية في تلك المناطق كما نشرنا نشاطات الكنيسة الكاثوليكية في دعم التعليم والصحة والشؤون الإنسانية لكافة أبناء وبنات وأطفال الشعب الفلسطيني. ولكن كل تلك الأخبار كانت بمثابة صور بدون صوت أي أننا لم نسمع وبعمق مواقف وتفاعل غبطته مع رعيته ومع الشعوب العربية في فلسطين والأردن.
ان إمتناع البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس لا يتجانس مع دعواتهم التي تتركز على بناء جسور محبة وحوار مع المسيحيين بشكل خاص ومع المجتمع الأوسع بشكل عام.
فوجئت بموافقة البطريرك الحديث عن مشكلة الاعتداءات الجنسية من قبل رجال الدين للأطفال
الوضع المسيحي في فلسطين والأردن لا يتحمل احتكار أحد للمعلومات والمواقف الخاصة بالكنائس والتي لها تأثير مباشر على الرعية وعلى المجتمع الأوسع.
في مقابلته مع صحيفة يديعوت أحرونوت فوجئت بموافقة البطريرك الرد على سؤال الصحفي عن مشكلة الاعتداءات الجنسية من قبل رجال الدين للأطفال. البطريرك رد بصورة مقتضبة قائلا إن هناك “حالات قليلة للاعتداءات الجنسية في إسرائيل” وأكد أن الكنيسة تفعل الكثير لرفع الوعي في هذا المجال وذلك من خلال التدريب في المدارس والمستشفيات وأنه يتم تدريب الكهنة . كما وطالب البطريرك اللاتيني أن يكون هناك “وعي في العائلاتمعتبرًا “انها مسؤوليتنا المباشرة، ما يحدث في مختلف العائلات والمجتمعات. ويجب أن يكون الوعي حاضرا في جميع أنحاء الكنيسة وخارجها “.
لا أعرف أن كان كلام البطريرك بيتسابالا حول محدودية الاعتداءات الجنسية محصور في إسرائيل ولكنه لم يتحدث عن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن والتي كلها تحت مسؤوليته بطريركية القدس.
وإذا كان المطلوب وعي المجتمع العربي، أليس من الأفضل أن تتحلى الكنيسة ورؤساؤها أجمعين بإجراء لقاءات صحفية مع صحفيين من نفس المناطق التي يسكن فيها الرعية بدل من الاكتفاء بتوفير مقابلات لصحفيين فرنسيين أو إسرائيليين؟
التواصل مع الإعلام العربي المستقل ليس محصورًا في موضوع معين. هناك عشرات الأسئلة التي تردنا حول عمل الكنائس قاطبة وأولوياتها ومشاريعها وكيفية تعاملها في مواضيع حساسة مثل التعامل مع أرضي كنسية، وتضارب المصالح والتنفيعات وغيرها من الأمور التي يعتبر البعض انها تخلو من مبادئ الحوكمة الرشيدة.
الموضوع واسع وكبير يتطلب الشفافية، ولكن وللأسف يشعر المتابع انه لا يوجد أي شعور لدى البطاركة ورؤساء الكنائس بالحاجة إلى الرد على أسئلة صحفية شرعية حول عمل الكنائس. فمثلا لماذا لا يتم نشر ميزانيات البطريركيات في حين يفرض القانون على أصغر مؤسسة خيرية أن تنشر سنويا تقرير مالي وإداري.
يقع الإعلامي العربي، وخاصة المهتم بالشؤون المسيحية، في حيرة من أمره خاصة عندما يصلنا اخبار وتساؤلات قد تشكل أساس خبر او تقرير صحفي يهم المتابعين من المكون المسيحي في الأردن وفلسطين. ولكن بدون ان نحصل على تعليق أو رد، نفي أو تأكيد، نجد نفسنا في مأزق. فمن ناحية لو نشرنا بدون رد الكنيسة يتم اتهامنا بأننا نشارك في “نشر الغسيل” وإننا نقدم هدية مجانية للمتطرفين من أتباع الأديان الاخرى ” وفي حال عدم النشر نُتهم أننا بعنا ضميرنا وإننا نغطي على اخطاء الكنيسة تحت حجة مطالبة الكنيسة ونشطائها بضرورة التستر على الأخطاء.
إن علاج كافة الإشكالات يمكن أن يتم تقليلها (ولا نقول إنهائها) من خلال الانفتاح والتفاعل مع منصات الإعلام المختلفة فهل من مجيب؟ وإذا لم يتم التجاوب مع طلباتنا المتكررة لمقابلة المسؤولين فهل يحق لأحد الاعتراض على نشرنا ما قد يعتبره البعض ضرر للكنيسة والقائمين عليها؟
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.