Skip to content

كتاب: “قيادة المرأة في الكتاب المقدس” للدكتور منذر اسحق

رابط المقال: https://milhilard.org/uzc6
عدد القراءات: 1084
تاريخ النشر: يناير 29, 2023 7:19 م
كتاب قيادة المراة في الكتاب المقدس لمنذر اسحق

كتاب قيادة المراة في الكتاب المقدس لمنذر

رابط المقال: https://milhilard.org/uzc6

راجع الكتاب داوُد كُتّاب– خاص ب ملح الارض

بعد اكمال خدمة رسامة القس سالي عازر كأول قسيسه في الكنيسة اللوثرية الإنجيلية في القدس خرج البعض بتحليلات ومداخلات تسأل عن الشرعية الكتابي لمبدأ رسامة النساء.

القس الدكتور منذر إسحق راعي الكنيسة اللوثرية في بيت لحم وبيت ساحور وعميد كلية بيت لحم للكتاب المقدس عام 2022 يرد على تلك التساؤلات في كتاب عن دار نشر كلية بيت لحم للكتاب المقدس.

الكتاب بعنوان “قيادة المرأة في الكتاب المقدس- ورسامتها في الكنيسة الإنجيلية اللوثرية مكون من 121 صفحة مليء بالمصادر والمراجع الكتابية واللاهوتيين من حول العالم.العنوان الفرعي على رأس الكتاب مقتبس من رسالة الرسول بولس لأهل غلاطية والتي تنص “لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.”  وإذا عدنا الى الآية الكاملة فإنها تنص كما يلي: لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وأنثى لأنكم جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.” (غلاطيه 3: 28.)


لا توجد قاعدة كتابية لحرمان المرأة من التعليم، والقيادة في الكنيسة”.


وقد اختار الناشر والمؤلف صورة لغلاف الكتاب تعود للعصر البيزنطي في القرن السادس تظهر على الصورة مجموعة من النساء تقف ثلاث منهن في وضع الخطابة أو الصلاة وتحمل اثنتان أخريان مبخرتين متأرجحين وتقترب من جسم مقبب، حيث تكشف الستائر المربوطة الخلفية عن مذبح، قد يشير الى قبر السيد المسيح.

الكتاب مكون من خمس فصول يفتتحه المطران اللوثري سني إبراهيم عازر بالتوضيح أن الرسامة للمرأة جزء من اللوثري مؤكدا أن الكنيسة في فلسطين والأردن: أخذت الإصلاح نهجا” وأكمل أن القيادة الفلسطينية المحلية للكنيسة نمت وقامت بأعمال حديثة محدثة “وكانت نهضة المرأة جزءًا رئيسيا من عمل الكنيسة”. ويوضح المطران ان رسامة المرأة “ينبع اولاً من فهمنا لكلمة الله. يعلم الكتاب المقدس أن الرجل والمرأة واحد في المسيح”. ويعتبر المطران عازر أن هوية الإصلاح لدى الكنيسة اللوثرية هو “عملية مستمرة متواصلة تنبع من الروح القدس.”

الكنيسة اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة دشنت مبدأ العدالة بين الجنسين وقد تم ذلك بقرار بالإجماع برسامة المرأة و”أن للمرأة المسيحية حقوق متساوية للرجل، من منظور اللاهوت المسيحي الإنجيلي اللوثري.” طبعا ذلك القرار له تبعات هامة وفريدة في الشرق الأوسط حيث وفرت المحكمة الكنيسة اللوثرية حقوق متساوية في كافة الأمور ومنها الإرث للمرأة العربية المسيحية وفي ذلك تقدمت الكنيسة اللوثرية وانفردت في أمر له مطالب مدنية منذ سنوات في المشرق العربي”.

أما في موضوع الرسامة بالذات، فيخصص الكاتب فصلًا كاملًا لمبدأ المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة موفرًا أمثلة عن مشاركة المرأة في القيادة والتعليم والنبوة في تاريخ الخلاص، وان الكتاب المقدس ينادي بضرورة تشجيع المرأة على الخدمة الكنسية ورسامتها ويجيب على الاعتراضات حول قيادة المرأة ويقدم تحليل لواقع المرأة في الكنيسة موفرا اقتراحات لتعزيز وتدعيم خدمتها فيها في الوقت الحالي.

يستند المفكر د. منذ اسحق للقاعدة اللاهوتية المستندة على المساواة في الخلق وفي الفداء وفي حلول الروح القدس ليخرج بالاستنتاجات التالية:

 إن الخلق على صورة الله والكرامة البشرية، والمسؤولية والتكليف لإخضاع الخليقة نيابة عن الله،  والفداء والمساواة في المسيح وسر المعمودية المقدس وحلول الروح القدس والدعوة للخدمة، كلها حسب المؤلف تشكل القاعدة ان خدمة المرأة في الكنيسة والمجتمع يجب أن يتم البناء عليها.

يستعرض القس منذر النساء القائدات في العهد القديم مثل مريم أخت موسى وهارون والقاضية دبورة والنبيه خلدة. أما في العهد الجديد فيبدأ بالقديسة العذراء مريم ام يسوع موضحًا دورها اللاهوتي والتعليمي والانجيلي ثم ينتقل لشرح قصة حنة النبية ومريم أخت مرثا وهي تلميذة المعلم والعديد من النساء التي وصفهم الإنجيل بأنهم “رافقوا يسوع في خدمته العلنية”. وشمل الكتاب قصص نساء لعبن دور في الكنيسة الأولى منهم “بنات فيلبس” والشماسة “فيبي” والمعلمة “بريسكلا” والرسولة “يونياس” كما ذكر العهد الجديد “نساء كنيسة كورنثوس.

لا يتهرب اللاهوتي منذر اسحق من النقاش حول الاعتراضات التي يصفها بعنوان “ألا يقول الكتاب؟” مستهًلا النقاش بالتأكيد حول غياب التناقض في الكتاب المقدس، حيث “لا يمكن أن يعلُم المساواة في نص وعدم المساواة في نص آخر”. وأنه من الضروري أن لا نقرأ النصوص “بمعزل عن السياق العام أو عن القواعد اللاهوتية”.


الاختلاف بين الرجل والمرأة لا “يلغي إمكانية خدمة المرأة في الكنيسة ولا يلغي إمكانية قيادة المرأة بحيث تكون معلمة وقائده ومرشدة”.


يعترف الكاتب بوجود نصوص ذكورية خاصة في العهد القديم “تعكس نظرة سلبية عن علاقة الرجل بالمرأة” ولكن المؤلف يأخذ بعض النصوص المتعلقة بشريعة موسى – مثلاً حول الطلاق- ويوفر المنظور الجديد الذي قدمه يسوع والذي فسره السيد المسيح بالقول: “إن موسى سمح بالطلاق في القديم لقساوة قلوب البشر”.

وفيما يخص الفقرة في سفر كورنثوس التي تنص أن الرجل “رأس المرأة” يعتبر المؤلف أن الرسول بولس يعالج قضية خاصة بكنيسة كورنثوس بالحالة الاجتماعية لتلك المدنية (والمنطقة عامة) في القرن الأول فيما يتعلق بمفهوم الشعر واللباس عند الرجال والمرأة.

 ويعلق الكاتب ان “الملفت أن غالبية المسيحيين الذي سيخدمون هذه الفقرة، لتعلُم سيادة الرجل على المرأة لا يشددون على أهمية غطاء الرأس أو عدمه للمرأة والرجل في الكنيسة”. أما فيما يتعلق بالفقرة التي تنص “لتصمت نساؤكم في الكنائس فيسأل القس منذر “هل يعلم الرسول الصمت التام للمرأة في الكنيسة؟ ماذا عن الترنيم؟ أو الصلاة؟ أو حتى تعليم الأطفال والنساء؟ هل يدور الكلام عن الصمت المطلق؟ ويرد: قطعا لا.  ويصل إلى قناعة أن المعنى هنا موضوع النظام والترتيب خلال اجتماع الكنيسة وتحديدا خلال التعليم. ويعتبر الكاتب أن المعنى هنا موضوع التشويش والثرثرة في الكنيسة ويخلص للقول “يجب أن نفهم جملة “لتصمت نساؤكم في الكنائس على انها تعبر عن موقف الرسول بخصوص النساء في كورنثوس في القرن الأول أثناء التعلم هي وليس قطعًا وصية تصلح لكل زمان ومكان.


وينهي الدكتور اسحق هذا الفصل بالاستنتاج التالي: “لقد أظهرت القراءة الدقيقة لهذه النصوص، أنها لا تعلُم أن المرأة لا يمكنها أن تعلم ابداً، أو أنها يجب أن تصمت في الكنيسة، وأن الجدل كان يدور حول كيفية قيامها بهذه الأمور. نستنتج إذًا، أنه لا توجد قاعدة كتابية لحرمان المرأة من التعليم، والقيادة في الكنيسة”.

وفي فصل آخر يعالج الكاتب مجموعة اعتراضات مثل أن التلاميذ كانوا رجال، أو أن آيات التفويض ذكورية الصيغة، او ان المرأة عاطفية متقلبة المزاج، وغيرها من الاعتراضات ، ويرد الدكتور منذر اسحق على كل منها بالتفصيل مؤكدًا في استنتاجه أن الاختلاف بين الرجل والمرأة لا “يلغي إمكانية خدمة المرأة في الكنيسة ولا يلغي إمكانية قيادة المرأة بحيث تكون معلمة وقائده ومرشدة”.


ستعيش الكنيسة التكاملية الحقيقية فقط، عندما تستطيع المرأة أن تخدم الله بحرية ودون قيود”.


 يقول القس إسحق في نهاية التوضيح والرد انه آن الاوان لندرك “أن المرأة مثل الرجل، قادرة على القيادة والتعليم في الكنيسة والمجتمع وآن الآوان لنعترف أن الذكورية السلبية في المجتمعات، قد ساهمت وبشكل كبير في قمع المرأة وحصر أدوارها في أمور وخدمات محدودة”، وينهي القس إسحق كلامه بالقول إن الكنيسة “ستعيش الكنيسة التكاملية الحقيقية فقط، عندما تستطيع المرأة أن تخدم الله بحرية ودون قيود”.

يمكنكم قراءة الكتاب من هذا الرابط

https://acrobat.adobe.com/link/track?uri=urn:aaid:scds:US:ad216ab2-7008-3b51-9b70-f21b450c34e3

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content