Skip to content

هل تحظى بطريركية القدس بكاردينالية دائمة؟

رابط المقال: https://milhilard.org/ub8l
عدد القراءات: 548
تاريخ النشر: سبتمبر 26, 2023 11:27 ص
الكاتب الفرد عصفور

الكاتب الفرد عصفور

رابط المقال: https://milhilard.org/ub8l

بقلم: الفرد عصفور*

عمان- الأردن الكرادلة في الكنيسة الكاثوليكية هم أمراء الكنيسة وفي التراتبية الكنسية يأتي ترتيب الكرادلة بعد رتبة الحبر الأعظم مباشرة وهو الذي يمنحهم هذه الرتبة وفق معايير ومواصفات هو يعلمها ويحددها. و الكرادلة فئتان وفقا لأعمارهم. للكاردينال في الكنيسة مهمات وصلاحيات لا يتمتع بها الأساقفة الذين لا يحملون هذه الرتبة. أهم وأخطر مهمة للكرادلة هي انتخاب البابا لكن هذه المهمة محصورة في الكرادلة الذين هم دون سن الثمانين وقت شغور الكرسي الرسولي.

عدد الكرادلة الآن في الكنيسة الكاثوليكية بمن فيهم الذين سيتم تكريسهم في الثلاثين من شهر أيلول الحالي مائتان واثنان وأربعون كاردينالا من بينهم مائة وسبعة وثلاثون فقط يحق لهم المشاركة في انتخاب البابا.

أغلبية دوائر الفاتيكان يرأسها كرادلة يساعدون قداسة البابا في مهماته وهناك كرادلة لا يتولون مسؤولية أي دائرة مكتفين بإدارة  ابرشياتهم مع تمتعهم برتبة الكاردينالية.

في الثلاثين من هذا الشهر سيقوم قداسة البابا في روما بمنح بركة الكاردينالية لواحد وعشرين أسقفا وبطريرك ومنهم بطريرك القدس بيير باتيستا بيتسبالا الذي أنعم عليه قداسة البابا بهذه الرتبة في الشهر الماضي.

نشر  الإعلان عن منح بطريرك القدس اللاتيني رتبة كاردينال الفرح والغبطة في قلوب أبناء كنيسة القدس فهذه الرتبة ليست فقط تكريما للبطريرك بصورة شخصية بل لكل الكنيسة المقدسية وكل رعاياها في الشرق الأوسط. ومع أن هذا الإعلان كان مصدر مسرة وسعادة إلا أنه أثار تساؤلا مشروعا هل القرار البابوي بمنح رتبة الكاردينالية لأي  اسقف تخص هذا الأسقف الذي تمنح له بصورة شخصية أم هي للأسقف بصفته يرأس كرسيا أسقفيا متميزا؟

“أبناء رعايا البطريركية اللاتينية المقدسية يرغبون ويطالبون بأن تكون رتبة الكاردينالية ملازمة لكرسي القدس”

لا بد أن هناك صفات معينة يستحسنها الكرسي الرسولي في الأسقف أو البطريرك تدفع قداسة البابا لمنح هذه الرتبة الرفيعة لهذا الأسقف أو ذاك. وقد يقال أن قداسة البابا غير ملزم بأن يمنح هذه الرتبة لكل بطريرك لكن في الواقع نرى أن هناك أساقفة تبدو رتبة الكاردينالية التي تمنح لهم وكأنها ملازمة للكرسي الأسقفي الذي يرتقون إليه مثل كرسي البطريركية المارونية في لبنان وكذلك كرسي البطريركية الكلدانية في العراق. فهل لدى الفاتيكان النية بمنح الكاردينالية لبطريرك القدس على الدوام؟

اعتقد أن كل أبناء رعايا البطريركية اللاتينية المقدسية يرغبون ويطالبون بأن تكون رتبة الكاردينالية غير شخصية بل ملازمة لكرسي القدس أي أن تمنح لكل بطريرك يتم تنصيبه على كرسي البطريركية. وهذا المطلب بالإضافة إلى أنه مطلب راعوي فهو بالتأكيد مطلب وطني وشعبي أيضا ويحتاج إلى دعم الجميع وسيجعل لكنيسة القدس صوتا وكلمة في شؤون الكنيسة وإدارتها العليا.

عند تنصيب البطريرك بيتسبالا كاردينالا في روما سيكون هناك وفد أردني رسمي وشعبي بالإضافة إلى الوفد الكنسي وبالتأكيد سيكون هناك وفد فلسطيني مماثل ولا بد أن كل الفعاليات الوطنية والشعبية والرعوية ترغب من هذا الوفد أن يلتمس من البابا والجهات المعنية في الفاتيكان أن يكون هناك قرار بابوي بجعل بطريرك القدس كاردينالا بصورة رسمية ودائمة. ومن المؤكد أن قرارا مثل هذا سيعزز تماسك الكنيسة المقدسية ووحدتها مع الكنيسة الأم في روما كما سيعزز مكانة المسيحيين في المشرق.

لا شك أن منح بطريرك القدس رتبة الكاردينالية هو تكريم لكرسي القدس وأبناء كنيسة القدس. وأهمية الرتبة تشكل دعما روحيا ومعنويا لمسيحيي المشرق بصورة عامة ومسيحيي فلسطين والقدس بصورة خاصة وهم الذين يتناقصون بتسارع ملفت للنظر  قد يؤدي إلى تفريغ الأراضي المقدسة من أهلها المسيحيين وهو أمر لا يريده أحد وبشكل خاص لا تريده الكنيسة ايضا.

“أن يطالب العرب المسيحيون في المشرق بأن تكون رتبة الكاردينالية حقا لكل اسقف يتبوأ كرسي القدس مطلب عادل ومستحق”

يتداول البعض أن الفاتيكان كان لديه النية قبل سنوات بمنح بطريرك القدس الأسبق البطريرك الفخري ميشيل صباح رتبة الكاردينالية لكن الأمر اصطدم بعراقيل شديدة، تعود الى اسباب سياسية . معروف بطبيعة الحال أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي كانت تنزعج من  مواقف البطريرك الأسبق الوطنية الأصيلة. وهل ستعرض لو تم منح الرتبة في المستقبل لبطريرك عربي؟

أن يطالب العرب المسيحيون في المشرق بأن تكون رتبة الكاردينالية حقا لكل اسقف يتبوأ كرسي القدس مطلب عادل ومستحق وقد حان وقته لأجل تعزيز مكانة القدس ومكانة كنيستها وتعزيز تلاحم أبنائها.

  • الفرد عصفور كاتب صحفي أردني

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content