Skip to content

خطاب الكراهية.. من المسؤول؟

رابط المقال: https://milhilard.org/s0b9
تاريخ النشر: نوفمبر 8, 2022 11:28 ص
الكاتب د. امجد جميعان

الكاتب د. امجد جميعان

رابط المقال: https://milhilard.org/s0b9

كتب لـ ملح الأرض: الدكتور أمجد جميعان مستشار أول  الطب النفسي

خطاب الكراهية
من المسؤول؟
ماذا تعرفون ؟
ماذا تعلمون؟

نستمع يوميا الى حديث او حوار حول خطاب الكراهية ومن المسؤول ويتبادر لذهن معظم المستمعين و للوهلة الاولى ان الموضوع ديني من الدرجة الاولى وان الدولة هي التي تؤجج هذا الخطاب!!!!!!! .

*ولكن في حقيقة الامر لقد اصبح الموضوع الديني من ثوابت الكراهية والواقع الحالي والمُر انتقالنا الى قضايا اخرى واوسع والتي باتت تنخر في تركيبة المجتمعات فأنتقل هذا الخطاب؛ الى الكراهية الاقليمية والعشائرية والجنسية والطائفية والفلاح والمدني…… والى داخل العائلة الواحدة واصبحنا ألان كمن يعيش ضمن كانتونات او مافيات مغلقة يصعب اختراقها ولها قوانينها ولها رجالها ولا تقبل الاخر .
*واصبحت لهذه التجمعات متطلباتها الخاصة والتي تفرضها بكل الطرق ولا تخضع فعلياً للسلطة واصبحت لهذه التجمعات اجندات تفرضها متى تشاء وبحسب ما يتناسب مع مصالحها.

*لقد تفاقمت ازمة الثقة بين هذه المجموعات والسلطة من جهه وبين المتصارعين كمجموعات وبين المتصارعين كأفراد من جهات اخرى.

وكنتيجة حتمية لمثل هذه الصراعات فلقد ارتفعت مستوى ردود الفعل وخطورتها ؛ فاصبحنا نشاهد تفاقم في ورود الفعل/ العدوانية والاعتداءات الجسدية مثل الضرب والتهديد بالقتل او الايذاء او ايذاء الذات بقصد الانتحار او الابتزاز والتنوع في الايذاء النفسي والجنسي والمعنوي وعلى رأسها قتل الشخصية كعمل منظّم والتشهير بالافراد والمؤسسات والذي انتشر مؤخراً بشكل مثير للقلق اضافة الى انتشار الابتزاز على اسس جنسية……

وادى كل ذلك الى حدوث خلل وارباك في اهم مؤسسات المجتمع المدني وهي العائلة والمدرسة وبالتالي تفاقم ازمة عدم الثقة والكراهية .
والكل يتهم الكل ولكن من هو المسؤول ؟
هل هو النظام العالمي الجديد ؟
هل هي المتغيرات الاقتصادية والسياسية في المنطقة ؟
هل هي الدولة؟
هل الافراد انفسهم؟
هل هي التغيرات الديموغرافية؟
هل الفقر والبطالة ؟

اعتقد على ان ما حدث هو نِتاج مجموعة من العوامل تراكمت عبر السنيين الماضية فمنها الدولية والعربية والمحليةً وكل من النظام العالمي والدول والانظمة الحاكمة والافراد وكلٌ له مصلحة خاصة في تأجيج الصراعات و الكراهية حيث عاشت المنطقة سنوات طويلة تحت الحكم العثماني ولم تحظى شعوب هذه المنطقة بالاستقرار لمئات السنيين. لقد بدأت تبرز بوضوح معالم هذا الخطاب في العصر الحديث وخاصة الديني في منطقتنا بعد هزيمة حزيران وسقوط الثقة بالمعسكر القومي والاشتراكي واتهام قادة التيارات القومية بالخيانة وتحميلهم المسؤولية وتصادف ان يكون غالبيتهم من المسحيين كمؤسسين للاحزاب القومية، ودخول التيارات الدينية بقوة الى الساحة كبديل لتحرير فلسطين واسلمة القضية الفلسطينية مدعومة من قوى دولية وعربية لشن الحرب على المعسكر الاشتراكي والشيوعي واستمرت كذلك حتى سقوط المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي في اوائل تسعينيات القرن الماضي .

ومع تلاشي التاثير القومي في الساحة العربية ومنها الاردنية واتهام المسحيين مؤسسي هذه الاحزاب بالعمالة ، دخلت قوى وطوائف جديدة ومتعددة للمنطقة واتخذت بلادنا ساحه حرب لها فأصبح لكل منها تيار دولي او عربي و مناصرين لها بالداخل .

ومع تمدد النظام العالمي الجديد وافكار العولمة وبشكل متسارع والسباق المحموم على استلام المناصب واقتناص المكاسب المادية مهما كلف الثمن وانتشار الفقر والفساد والرشوة وحدوث خلل في منظومة الاسرة وفي نظام التعليم
اصبحت البيئة والارضية جاهزة لاستقبال واحتضان هذا الخطاب وأي نزاع او خطاب اخر ممكن للمحافظة على المكتسبات الشخصية او لتحقيق المصالح الذاتية والفئوية .

الكل يتهم الكل ولكن ما حدث وما زال يحدث هو حصيلة تغيرات تاريخية دولية وعربية ومحلية متسارعة صاحبها لهاث محموم لاقتناص الفرص وللحصول على المكاسب لاعتقاد الكل بأن الاخرين منافسين او بمعنى اخر اذا لم اسرق غيري بسرقه ، ونتيجة لذلك دخل خطاب الكراهية بكافة الاشكال الى الساحة بقوة كسلاح بيد المتنافسين لتحقيق اهداف ومأرب شخصية متناسين الاهداف السلمية والمصلحة العامة ومصلحة الوطن .
هذه هي الانانية وهذه هي النرجسية وهولاء هم المرتزقة.

الكل يتحدث الان عن اهمية برامج التوعية والتي اعتقد انه قد فان الاوان لذلك واصبحت السلطات الحاكمة في منطقتنا غير قادرة على ايقاف هذا النزيف لانها اصبحت نفسها جزء من الصراع وغير قادرة عملياً على اجهاضه.

للاسف الشديد شعوبنا لم تعرف معنى التضحيات الحقيقي فالاستقلال هدية وانتصاراتنا المحدودة مكافأة وهزائمنا ممنهجة وصراعاتنا ذات طابع مصلحي ذاتي من الدرجة الاولى مدعوم بقوى واجندات خارجية.

ما زلنا نقول وعلى سبيل المثال ان المسيحي الاردني لا يمكن ان يكون رئيس وزراء او قائد جيش او وزير داخلية او وزير تنمية اجتماعية او محافظ !!!!!!!

وعندما نسأل لماذا؟؟
يقول البعض لا يمكن للاقلية ان تحكم الاغلبية !!!!

عن اي اقلية تتحدت !!!!!!
وانا على يقين بأن وان حدث ان يصبح مسيحي رئيس وزراء او قائد جيش فلن يستطيع الصمود في منصبه ايام لاسباب …….. لا داعي الخوض بها وهناك العديد من التجارب السابقة حيث لم يصمد العديد في السابق ومن صمد في منصبه فذلك لاسباب لاداعي للخوض بها الان.

*بريطانيا العظمى / الامبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس اصبح رئيس الوزارء وقطب من اقطاب حزب المحافظين من الطائفة الهندوسية وبدون منافس ومحافظ لندن الكبرى مسلم شيعي.
ورئيس الولايات المتحدة الامريكية الاسبق باراك اوباما اسود ونائب رئيس الولايات المتحدة الامريكية امرأة سوداء ًومن اقوى وزراء الخارجية السابقين الامريكية امرأة سوداء .
وازيدك من الشعر بيت؛ تم تعيين وزيرات واعضاء برلمان مسلمات في العديد من الدول الاوروبية وهّن بالاصل احفاد مهاجرين عمال غير مهرة وصلوا للعمل في فرنسا والسويد قبل اقل من مائة عام.
ونحن ما زلنا نقول لا يحق للمسيحي الاردني ان يكون في هذا المنصب او ذاك لاسباب Unwritten law”
بالرغم من ان المسيحي الاردني مواطن اصيل من الدرجة الاولى بكافة المعايير ومنذ مئات السنيين ولو قورن المسيحي الاصيل في عالمنا بالذين تقلدوا المناصب بالدول المذكورة اعلاه لوجدنا غالبيتهم من احفاد مهاجرين دخلوا بريطانيا العظمى وامريكا واوروبا كعمال غير مهرة وقبل اقل من مائة عام ولم يكن احدهم منهم له جدٌ زعيم او من احفاد من لهم بصمات في هدا البلد او مؤسس حزب او حفيد من قدموا الشهداء والتضحيات والبطولات …….
لا نستطيع ان نقارن انفسنا بشعوب ناضلت وقدمت ملايين الشهداء في الحرب العالمية الاولى والثانية وشعوب عرفت معنى الألم ، شعوب تقُدم المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية وضمن دولة مؤسسات وشعوب تميّز الافضل حسبما يقدمه للوطن .

ما نريد في الوقت الحاضر هو العمل

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content