Skip to content

العنصرية اليهودية: معاداة المسيحيين في القدس

رابط المقال: https://milhilard.org/r7ts
تاريخ النشر: فبراير 7, 2023 6:26 م
February 2, 2023, Jerusalem, Israel: Two men carefully handle an antiqua wooden statue of Jesus Christ that was pulled d

February 2, 2023, Jerusalem, Israel: Two men carefully handle an antiqua wooden statue of Jesus Christ that was pulled down and damaged in the Church of the Condemnation, in Jerusalem s Old City. Israeli police said officers arrested an American man on charges of vandalising a church along a major pilgrimage route in Jerusalem s Old City. The suspect broke a statue in the church, said the Israeli police, adding that the man s mental health was being assessed. The church marks the spot traditionally held to be where Jesus took up his cross after being sentenced to death by crucifixion. Jerusalem Israel - ZUMAs197 20230202_zab_s197_062 Copyright: xSaeedxQaqx

رابط المقال: https://milhilard.org/r7ts

داود كُتّاب

شهدت مدينة القدس في الأسابيع الماضية سلسلة من الاعتداءات على الحجر والبشر المسيحي من متطرفين يهود طبعاً، تحاول دائماً إسرائيل الادعاء بأنّهم متخلفون عقلياً، لكنّ الحقيقة أعمق من ذلك بكثير، فقد جرى الاعتداء وتحطيم الأيقونات وتمثال المسيح في كنيسة حبس المسيح في البلدة القديمة. وقبل ذلك، جرى اعتداء على شبان من حارة الأرمن. وقبله حدث اعتداء على شبّان مسيحيين في منطقة حارة النصارى، وبالذات عند باب الجديد، وقبل ذلك حطّم معتدون صلباناً في مقبرة البروتستانت.

جرت كلّ هذه الاعتداءات في البلدة القديمة من مدينة القدس، وعلى أيدي متطرّفين يهود، أحدهم يهودي أميركي. ولم تأتِ تلك الاعتداءات من فراغ، بل جاءت نتيجة تحريض مسموم وخطاب كراهية يحاول رسم فوقية واضحة لليهود على باقي الأمم كلها.

وقد بدأ الخطاب العنصري اليهودي منذ تأسيس الحركة الصهيونية وتجذّر بعد قيام دولة إسرائيل، خصوصاً في قانون العودة، والذي يوفر لكلّ إنسان على وجه الأرض له أم يهودية أحقية الهجرة إلى إسرائيل والحصول على جنسية، وكلّ مزايا المواطن الإسرائيلية، بل تتوفر له مزايا إضافية لما تسمّى “عالية olae”، أي من اختار الصعود إلى الأعلى بقراره الهجرة إلى دولة اليهود، حسب قولهم. وقد جرى تشريع تلك الأمور في أكثر من خمسين قانوناً عنصرياً سنّها البرلمان (الكنيست) الإسرائيلي، حسب دراسة لمؤسسة عدالة الفلسطينية، والتي تتخذ من حيفا مقرّاً لها. وقد كان أكثر تلك القوانين عنصرية القانون المعدل للقانون الأساسي، والذي سمّي “قانون القومية اليهودي” والذي وضع المواطن في دولة إسرائيل المنتمي للديانة اليهودية واللغة العبرية بمثابة أعلى من أي شخصٍ آخر، بمن فيهم مواطنون غير يهود في دولة إسرائيل.
العداء للمسيحية متجذّر في إسرائيل، لكن ما جرى في الأسابيع القليلة الماضية عكس زيادة كبيرة في خطاب الكراهية، والذي يعكس فكرة سيادة يهودية على كلّ أمر آخر.
وقد كثُرت في الآونة الأخيرة الدراسات الدولية، والتي جاءت لدعم دراسات مؤسسات حقوقية فلسطينية، ركّزت على وجود تمييز عنصري واضح في المناطق ما بين النهر والبحر، وبذلك أطلق على إسرائيل عبارة أبارتهايد. وكان المجتمع الدولي قد اعتبر أنّ ما يجري في جنوب أفريقيا ضد السود تمييز عنصري أو أبارتهايد جرت صياغته بأنه جريمة حرب، حسب القانون الإنساني الدولي.

تأتي الاعتداءات على المسيحيين في القدس القديمة مكملة عنصرية مستمرّة ضد المسلمين، والتي تنعكس بالانتهاكات التي لا تتوقف لحرمة المقدسات الإسلامية، وبالذات الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى، وتشمل منع المسلمين من إدارة كاملة، وبحرية، مسجدهم، وتطويره لإجراء التصليحات وأعمال الصيانة الضرورية إلّا بإذن من المحتلّ الإسرائيلي.

ويؤثر موضوع الاعتداء على المسيحيين في القدس بصورة أكبر بكثير على ما تحاول إسرائيل استعراضه للعالم بأنها ضامنة حرية العبادة، وأنها تحترم الأديان، وتتبعها بأن القدس فسيفساء تمثل إثنيات وديانات مختلفة. وبمرور الزمن، واستمرار التشريع والخطاب الصهيوني العنصري، تغوّل الفكر المتعالي لليهود على كلّ من هو غير يهودي، فأصبح عادياً للشبان اليهود المتدينين في القدس القدوم إلى البلدة القديمة والعربدة فيها، حيث يسمع الجميع أقوالاً عنصرية مقيتة، تشمل الطلب من سكان القدس الأصليين ترك بيوتهم وبلدهم، لأن هذه دولة اليهود، وما إلى ذلك من عبارات عنصرية مقيتة.

آن الأوان للتصدّي ليس فقط للأعمال المشينة التي يقوم بها هؤلاء المتطرّفون، بل المطلوب استئصال الخطاب المقزز العنصري، والذي أصبح من الفكر اليومي، ومن الثقافة السائدة لدى المجتمع الإسرائيلي.

عن العربي الجديد

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content