السابق د. اليس عبود مديرة الاهلية ومعين حداد مدير المطران
رابط المقال: https://milhilard.org/p8rq
عدد القراءات: 536
تاريخ النشر: نوفمبر 10, 2021 8:45 ص
رابط المقال: https://milhilard.org/p8rq
دانيا قطيشات- المغطس
يرغب عدد من المسيحيين في الأردن من مختلف الأطياف بممارسة حقهم “بالتبني” وسط دعوات دينية تنطلق من فكر الكتاب المقدس بممارسة المسيحيين حق التبني حول العالم، فبالرغم من كون تبني الأيتام حق ديني يمتلكه كافة المسيحيين في أي مكان، إلا أنه في الأردن يواجه المسيحيون صعوبة في القيام به كون التبني في الإسلام محرّم والدولة الأردنية دولة إسلامية يتبع مقيميها شريعتها.
نسرين حواتمة ناشطة أردنية مهتمة برعاية الأيتام وقد حصلت على تكريمًا عالميًا لاهتمامها في خدمة الأطفال الأيتام ، طالبت بتعديل تعليمات الاحتضان في الأردن لتوافق على “التبنّي للمسيحيين فقط”.
وقد ذكرت نسرين حواتمة “للمغطس“، أن هناك مطالبة من المسيحيين بتعديل تعليمات احتضان الأطفال الأيتام في الأردن والذي ينص على منع التبني في المملكة، ليصبح متاحاً للمسيحيين فقط ممارسة حق التبني.
وجاءت هذه المطالبة كون فكر الكتاب المقدس يشجّع على التبني وتقديم الرعاية لهؤلاء الأطفال الأيتام بشكل عام، وأنه في الأردن يوجد هناك قوانين كنسيّة تحكم موضوع تبني الأيتام وتشجع عليه.
ذكرت حواتمة “للمغطس” أن السبب الذي يمنع قيام مسيحي الأردن من التبني يكمن في أننا نعيش في دولة مسلمة يتبع المسيحيون شريعتها”.
تشريع التبني لدى المسيحيين عمل انساني ويقلل من مخاطر الاتجار بالبشر
وأكدت حواتمه أن فريق سندك أجرى لقاء مع مستشار قاضي القضاة الدكتور اشرف العمري في شهر شباط الماضي حول هذه المطالب، وكان رد الدكتور العمري ان ليس هناك من مانع إذا كان هناك اشارة في الكتاب المقدس حول موضوع التبني، وأن هذا الأمر يجب أن يحمل بأحد آياته تفسيرا يحلل التبني في الديانه المسيحية.
الفرق بين التبني والاحتضان
يعرف مفهوم التبني بأنه نسب طفل يتيم الأبوين لعائلة ما يرث من ميراثها وينسب إلى العائلة المتبنية اسمًا ونسبًا وهو محرم في الدين الإسلامي .
والأردن يطبق نظام الاحتضان ويحرّم التبني، والاحتضان هو أن تقوم عائلة فاقدة للذرية باحتضان طفل سواء يتيم أو فاقد يتيم دون أن ينسب اليها. وهناك قوانين وشروط نصت عليها وزارة التنمية الاجتماعية كتطابق ديانة العائلة المحتضنه للطفل اليتيم أو فاقد الرعاية ، ونعني بطفل فاقد الرعاية أي أن يكون الطفل يعاني من حالة من التفكك الأسري فتلجأ عائلة ما لاحتضانه.
احتضان أطفال لاجئين أمر ساعد على منح الطمأنينة لهم .
حواتمة هي مؤسسة “سندك” والتي خرجت من قلب الكنيسة في عام 2016 بهدف إلى خدمة الأيتام والمعنّفين في جميع أنحاء العالم العربي من خلال منسقي الخدمة في كل من الأردن وسوريا والعراق ومصر وجنوب السودان .
حيث قدّم فريق “سندك” لوزارة التنمية مطلب احتضان أطفال لاجئين مقيمين في الأردن من سوريا والعراق والدول التي واجهت حروباً وظروفاً معيشية صعبة وقد أنعم هذا الأمر على الأطفال شعور بالأمان الذي قد فقدوه في بلادهم .
يذكر بأن وزارة التنمية الاجتماعية أبدت تعاونها وتفهمها لموضوع الاحتضان ولم يكن عندها مانع بشرط تطابق ديانة كل من العائلة المحتضنة والطفل اللاجئ. وهدفها هو ان يكون هذا الامر لمصلحة الطفل الفُضلى سواء كان مسيحيا او مسلما.
المغطس حاولت الحصول على تصريح من وزارة التنمية الاجتماعية التي رفضت بدورها التعليق على القضية.
حواتمة : أصبح هناك وعي عام وتقبل لموضوع الاحتضان في الأردن.
صرحت حواتمة “للمغطس” بأن العائلات المحتضنة قد تواجه صعوبات قانونية في إجراءات عملية الاحتضان ولكنها تُعتبر صعوبات روتينية، وأما عن الصعوبات الاجتماعية فقالت بأن المجتمع المسيحي بشكل خاص والأردني بشكل عام قد بدأ بتقبّل موضوع الاحتضان وهناك حالة من الوعي العام قد بدأ بالظهور تدريجيًا.
يذكر بأن الأردن هي دولة رائدة في الاحتضان فمنذ مطلع الستينيات وإلى يومنا هذا بلغ عدد العائلات المحتضنة في الأردن ما يقارب 1500 أسرة، ويوجد الآن ما يقارب 200 أسرة على قائمة الانتظار لاحتضان أطفال فاقدي الرعاية الأسرية .
وبحسب دراسة أجرتها مجلة The Lancet”” أنه ما يقارب مليون طفل في العالم أصبحوا أيتام بسبب وباء كورونا (وفاة أحد الأبوين أو كليهما) في الفترة ما بين تموز 2020 حتى آذار 2021 توزعوا كما يلي :
العراق 38.100 طفل ، مصر24.900 طفل ، الأردن 7.900 طفل، سوريا 1.900 طفل ، الكويت 580 طفل ، جنوب السودان 260 طفل ،الإمارات 90 طفل.
تسعى خدمة سندك لنشر الوعي بين الكنائس والمجتمع المسيحي المحلي حول دور الكنيسة وأهميتها في دعم الأطفال ورعاية الأيتام . ولم يتوقف نشاط هذه الخدمة فتقدم خدمة سندك مساعدة للأطفال الأيتام والمعنفين على استعادة هويتهم الحقيقية بالإضافة لمساعدتهم على مواكبة أقرانهم في جيلهم أكاديميًا ونفسيًا وجسديًا.
وتقدم أيضًا خدمة سندك دورات تدريبية لتطوير القائمين على خدمة الأطفال في مراكز الرعاية والأسر البيولوجية من خلال عقد هذه الدورات التي تعالج مشاكل نمو الأطفال وآلامه وصدماته ومشكلاته.
مساعدات مالية وطبية ونفسية وجسدية استفادت منها عدة عائلات من خدمة سندك
ذكرت منشئة خدمة “سندك“ “للمغطس” أن هناك خدمة تقدمها سندك تعمل على منع انتقال الطفل من عائلته البيولوجية إلى دار الأيتام أو دار الرعاية من خلال مساعدة أسر الأطفال من خلال تلبية احتياجاتهم التي قد تكون مساعدة مالية أو طبية أو نفسية أو جسدية.
كما تقوم سندك بالعمل على إيجاد أسر حاضنة للأطفال الذين يعيشون في دور الأيتام أو دور الرعاية حتى يستمتعوا في بيئة عائلية صحية.
يذكر بأن خدمة سندك قد قامت بمساعدة ما يقارب20 عائلة في مصر، 10 عائلات في سوريا ,50 عائلة في الأردن ,وتعمل سندك الآن على مساعدة 5 أطفال في جنوب السودان.
وأما عن الكويت والإمارات فقد بادرت سندك بنشر الوعي في أهمية الاحتضان ورعاية الأطفال لدى الكنائس المتواجدة في هذه الدول.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.