السابق Samia Khoury’s appeal for the release of her grandson Shadi Suheil Khoury
رابط المقال: https://milhilard.org/m713
تاريخ النشر: أكتوبر 19, 2022 3:45 م
رابط المقال: https://milhilard.org/m713
كتبت : رلى السماعين
لم أكتب يوماً الا لنشر الامل التي أجدها صفة مهمة من صفات البقاء، وتعمل على اعطاء قيمة مضاعفة للقيم الانسانية المشتركة التي هي عامود الاساس للعلاقات البشرية وما ينتج عنها.
في هذه المقالة تناولت نقيض الانسانية، عرّفته بالكراهية، التي نتحاور عنها بخجل ونكتب عنها باقتضاب. شدتني الاحداث المتتالية التي يمر بها مجتمعنا الاردني مؤخراً وكان أهمها الحملة الشرسة على قتل الكلاب الكنعانية والتطورات الاخيرة لكرة القدم الاردنية. كم هو خطير أن نتكلم عن كل الاحداث التي نمر بها دون تسليط الضوء على جذر هذه الامور، بذلك نعطي مساحة واسعة لخطابات الكراهية، المبطنة منها والعلنية، للنشر والتداول وبكثرة خاصة في العالم الرقمي.
شدني بأن الاخبار تنقل، من دون ادراك أحياناً، ثقافة التخلي عن القيم الانسانية، فباتت أكثر الاخبار تداولاً ورواجاً هو عن الانسانية التي تتطاحن وتتخبط وتتقاتل مروجين بذلك ثقافة الكراهية بالرغم من كل الجهود على كافة المستويات الرسمية والمجتمعية والاعلامية في نشر التوعية ضد خطابات الكراهية، لكن ما نشهده الان هو رواجاً واسعاً وتعطشاً كبيراً لدي البعض وخاصة في العالم الرقمي، على متابعة ومشاركة الاخبار الدموية والمدمرة للنفسية.
هذا الاهتزاز في الثوابت الانسانية جعلني ابحث لادرك بأن نقيض الانسانية المدمر سببه الكراهية التي هي فكرة، وهي اشخاص أيضاً: هي فكرة معشعشة في عقول أشخاص يكرهون أنفسهم ويبثون سواد فكرهم في اقوالهم وافعالهم، ويلاقون رواجًا في عالم باتت القيم والثوابت فيه رمادية.
لم أجد أي تفسير للكراهية الذي هو نقيض الانسانية الا بأنه مرض العصر يعشش بالقلب والعقل، وهو دلالة واضحة عن الابتعاد عن الله وبالتالي كراهية خلقه.
لا يمكن ضبط أي مجتمع ما دون تطبيق صارم للقانون، وتعزيز وجود منظومة اخلاقية واضحة وممارسة، عكس ذلك نعطي للكراهية مساحة لتحقيق اهدافها المتمثلة بتدمير كل ما حولها أفراداً وبيئة وبالتالي مجتمعات.
بحثت لاتعرف على شخصية ذلك الشخص المليء بالكراهية، النتيجة كانت بأنه شخصا كارهاً لنفسه أولاً ولا يقيم اعتباراً أو تأسفاً لاحد. الشخص أو الاشخاص الذين يعيشون بالكراهية كحالة، هم بشر يعيشون بالم وعدم استقرار نفسي وعاطفي، يغلب عليهم مشاعر الحزن والغضب، فَمِهِم ينطق مرارة ولعنات وتجديف، أما أفعالهم فهي متهورة وكلها حب للانتقام والسبب العقل المظلم والافكار القاتمة.
ويقال أيضاً بأن المظهر الخارجي للشخص يكشف جوهر قلبه. فالذي يسكن قلبه الكراهية يكون غالباً وجهه مظلماً تلفه غمامة من الحزن الكبير يشعر بها كل من يقترب إليه. ومن صفاته المكر والحسد وسوء النية !
فما الحل إذاً؟ وهل من علاج؟
القيم الانسانية الجامعة للبشرية تجعل الناس رحماء بعضهم مع بعض، وتعزز لديهم التكافل والرحمة والاحترام، وغيرها من صفات حميدة واخلاق كبيرة اساسها المحبة، محبة الله ومحبة القريب، هذا إن عززناه وتبنيناه نُصلح أنفسنا وتُصلَح مجتمعاتنا، ذلك لان المحبة لا تقابل الشر بالشر، وفيها الكثير من السلام الذاتي ومع الاخرين، وفيها دعوة ليس فقط لبناء المجتمعات بل لثباتها وازدهارها.
*صحافية وكاتبة مختصة في شؤون حوار الثقافات والسلم المجتمعي
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.