Skip to content

جامعة دار الكلمة تختتم أعمال مؤتمرها  “الثقافة والتحول الرقمي” ومشاركون لـ ملح الأرض: علينا معالجة العلاقة بين الثقافة والتحول الرقمي

رابط المقال: https://milhilard.org/lv1i
تاريخ النشر: يونيو 12, 2022 9:18 ص
IMG_0218
رابط المقال: https://milhilard.org/lv1i

رنا أبو فرحة- ملح الأرض – قبرص

اختتمت جامعة دار الكلمة والمنتدى الأكاديمي المسيحي للمواطنة في العالم العربي (Cafcaw)، أعمال مؤتمرها الدولي الرابع والعشرين بعنوان “الثقافة والتحول الرقمي: التحديات والفرص لجنوب غرب آسيا وشمال افريقيا”، والذي عقد على مدار يومين متتاليين في مدينة ليماسول في جزيرة قبرص، وذلك بمشاركة أكثر من 50 باحثاً وباحثة من الأكاديميين والفنانين والخبراء، بالإضافة الى عدد كبير من المهتمين، والذين شاركوا من 17 دولة من مختلف أنحاء العالم بما في ذلك الشتات.
وشهد اليومين عشرات الجلسات الحوارية والأنشطة والفعاليات الأكاديمية والثقافية والفنية التي جمعت بين التقدم والتطور الرقمي والثقافة والحضارة وأهمية ارتباط هذه المفاهيم لخدمة المجتمعات.
وقد أكد القس الدكتور متري الراهب مؤسس ورئيس جامعة دار الكلمة لـ ملح الأرض على أهمية فحوى المؤتمر باعتباره مواكب للحاجة البشرية في التطور وتسهيل الوصول الى المعلومات والتواصل بين البشر، كما دعا جميع المهتمين والباحثين الى مواصلة دراسة العلاقة بين الثقافة والتحول الرقمي من خلال إقامة شراكات وطنية من مختلف الدول، وتنظيم ورش عمل ومؤتمرات مستقبلية تتناول مواضيع مختلفة مرتبطة بالتحول الرقمي.
وشدد الراهب على ضرورة متابعة جميع المهتمين والباحثين لموضوع التحول الرقمي مع الاهتمام بالاخلاقيات، والقوانين، والسياسات ، والتنمية المستدامة ، والاستراتيجيات الاجتماعية والاقتصادية الشاملة.
واستعرضت الدكتور باميلا شرابية مديرة برنامج المؤتمر في حديث خاص لمراسلة “ملح الأرض” التي جضرت فعاليات المؤتمر أسباب تناول هذا الموضوع في المؤتمر الرابع والعشرين لجامعة دار الكلمة، موضحة أنه عادة ما يتم التعامل مع التحول الرقمي من منظور التكنولوجيا أو الأعمال، أو ثقافة منظور المؤسسة، ولكن هذه هي المرة الأولى في منطقتنا التي نعالج فيها علاقة التحول الرقمي بالثقافة وحقيقة أنه تم إجراؤه من خلال “عدسات” أو أطر مختلفة: من الفنون إلى العلوم الإنسانية ، والعلوم الاجتماعية ، والتكنولوجيا ، والفلسفة ، والدراسات الدينية ، وعلم التربية ، وما إلى ذلك.

وشددت شرابية على أن التحول الرقمي يحدث ولا مفر منه، حيث لم يعد السؤال لماذا أو إذا ، ولكن متى تلحق بهذا التطور وبأي استراتيجية وأخلاقيات وبوجود توازن المادي والرقمي، وبالتالي استدعى الأمر تنظيم هذا المؤتمر لمواكبة التطور ووضع خطوط واضحة للسير بمنهجيته.
وأضافت شرابية الى حديثها حول أهداف المؤتمر؛ إنشاء شبكة عبر وطنية من الأكاديميين والفنانين والممارسين ، ومعظمهم إما يعيشون في جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا أو هم أعضاء في مجتمعات الشتات، بالإضافة إلى ذلك ، كان أحد الأهداف هو معالجة هذه العلاقة بين الثقافة والتحول الرقمي في العديد من الموضوعات الفرعية التي تعتبر ملحة مثل الحفاظ على التراث الثقافي ؛ تحويل الفنون إلى أشكال رقمية ومستقبل الإنتاج الفني وسوق الفن ؛ تأثير الرقمية على التجارب والممارسات الدينية ؛ تأثير الرقمية على الهويات المحلية والشتات ، والتقاليد ، والتعليم ، وقضايا النوع الاجتماعي ، وإنشاء المحتوى ؛ وبالطبع التحول الرقمي وإدارة التنوع الثقافي والتنمية المستدامة.
وتناولت شرابية في حديثها لـ ملح الأرض أيضا تأثير التقنيات الرقمية على تغيير المشهد الثقافي في منطقتنا العربية والاقليمية كونها ساهمت في تفجير أشكال الإبداع والإنتاج والتوزيع والوصول والمشاركة باعتبارها ثورة كاملة الصناعات، وأن هذه التغييرات جلبت الفرص للمهتمين والمبدعين الذين وجب عليها مواكبة التطور للتماشي مع هذه التغييرات.
وأجمع الحضور الذي تفاعل بشكل كبير مع معطيات الجلسات على أهمية مواكبة التطور الرقمي في شتى المجالات باعتباره وسيلة ربط بين المجتمعات.

ومن أبرز الأوراق البحثية التي قدمت، تلك التي تتعلق بالتحول الرقمي وتأثيره على الهوية، والممارسات الدينية في زمن التحول الرقمي، الإسلام الرقمي وجيل الألفية، وسائل التواصل الاجتماعي واستخدامها من قبل الكنيسة (الفرص والتحديات).
كما تناولت جلسات أخرى أهمية المحافظة على التقاليد والثقافة مع مواكبة التحول الرقمي، وجلسات أخرى تخصصت في موضوع المتاحف العربية والارشيف وتحدياته كما اقترحت توصيات واستراتيجيات غير تقليدية للحفاظ عليه والاستثمار به.
هذا وتناولت جلسات إضافية موضوع الفن والتحول الرقمي الفني وتسخير المنصات الإلكترونية للاستثمار الثقافي بالفن والأدب الرقمي والتجمعات الفنية.
وتستعرض مجلة “ملح الأرض” في تقرير خاص لاحق واحدة من أهم الأوراق البحثية التي قدمت والتي تتناول علاقة الكنيسة بالتطور التكنولوجي الرقمي وأهمية مواكبة الكنيسة لتكنولوجيا التواصل الاجتماعي والتي توصي بضرورة التقدم الرقمي الكنسي.
حيث أجرت “ملح الأرض” لقاء خاص مع الباحث الدكتور نيقولا أبو مراد والذي بحث هذا الموضوع في ورقة علمية تؤكد أن تاريخ الكنيسة الفلسطينية أول من تابع التطور الرقمي، وطباعة الانجيل كانت إنطلاقة هذه الثورة في العالم وليس في الكنيسة فقط.
ستقوم ملح الأرض بنشر التقرير المطول حول هذه الدراسة العلمية خلال عدة أيام.
واختتم المؤتمر بجلسة ختامية يرأسها كل من القس البروفيسور متري الراهب مؤسس ورئيس جامعة دار الكلمة، والدكتورة باميلا شرابيه مديرة برنامج المؤتمر، وقد خرج المؤتمر بعدة توصيات ومنها: دعوة جميع المهتمين والباحثين الى مواصلة دراسة العلاقة بين الثقافة والتحول الرقمي من خلال إقامة شراكات وطنية من مختلف الدول، وتنظيم ورش عمل ومؤتمرات مستقبلية تتناول مواضيع مختلفة مرتبطة بالتحول الرقمي، كما وتدعو جميع المهتمين والباحثين الى متابعة موضوع التحول الرقمي مع الاهتمام بالاخلاقيات، والقوانين، والسياسات ، والتنمية المستدامة ، والاستراتيجيات الاجتماعية والاقتصادية الشاملة. 

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content