Skip to content

لماذا لا يتم تدريس منهاج للدين المسيحي في المدارس الحكومية؟

رابط المقال: https://milhilard.org/cmmu
عدد القراءات: 566
طالبات يقرأن القرآن في حصة التلاوة في مدرسة حكومية

طالبات يقرأن القرآن في حصة التلاوة في مدرسة حكومية

رابط المقال: https://milhilard.org/cmmu

دانية قطيشات وفادي نشيوات- ملح الأرض

تعد مادة الثقافة الإسلامية أحد أهم المواد التي يتم تدريسها في المدارس الحكومية والخاصة، والتي تساعد الطلبة على تقويم سلوكياتهم وفقًا للتعاليم الإسلامية، ولكن في المدارس الخاصة يتم تدريس التعاليم الدينية المسيحية للطلبة المسيحيين الأمر الذي لا نجده في المدارس الحكومية، فمنهاج الدين المسيحي مقتصر فقط على المدارس الخاصة.

وتعالت أصوات حقوقية ودينية في السنوات الماضية تطالب بالمساواة في تدريس المناهج الدينية في المدارس الحكومية وعدم اقتصارها فقط على الدين الإسلامي من باب المساواة في تعلّم تعاليم الديانتين من جهة، إضافة إلى كون تدريس الدين المسيحي في المدارس الحكومية يساعد في تقبل الآخر من جهة أخرى.

نتائج اسئلة الاستبانة الالكترونية غير العلمية

ملح الأرض نشرت استبيان رأي غير علمي لرصد مطالبات الأهالي بضرورة تضمين مواضيع تتناول الدين المسيحي في المدارس الحكومية وكانت النتائج كما يلي :

86.4% يؤيدون تدريس الدين المسيحي كمهاج أساسي للطلبة المسيحين في المدارس الحكومية و 8.8% أجابو ب لا ،و5.6% أجابوا بمحايد.

واعتقد 68.8% حسب نتائج الاستبيان أن هناك بعض الأسر المسيحية تعزف عن إدخال أبنائهم إلى المدارس الحكومية بسبب عدم وجود مواضيع تتناول الدين المسيحي، فيما خالف هذا الرأي 17.6% ، و13.6% أجابوا أحيانا. كما وجد 82%  من العينة المستجيبة أن تدريس الدين المسيحي في المدارس الحكومية قد يساهم في زرع ثقافة تقبل الآخر.

نتائج اسئلة الاستبانة الالكترونية غير العلمية

النائب عمر النبر: سأقوم بالمطالبة بتدريس الدين المسيحي للطلبة المسيحيين في المدارس الحكومية

النائب عمر النبر بدوره أكد أن أحد أهم الأسباب التي تقود بعض العائلات الأردنية لتسجيل أبنائهم في مدارس مسيحية خاصة هو عدم وجود منهاج يتكلم عن الدين المسيحي في المدارس الحكومية، وأشار أنه مع وجود تطبيقات التعلم عن بعد لم يعد هناك سببًا لعدم تدريسه للطلبة والطالبات المسيحيين في المدارس الحكومية.

وأكد النبر لـ ملح الأرض  أن تدريس مواضيع خاصة عن الدين المسيحي أو معلومات عنه هي فكرة جيدة لكن الأهم هو تعريف الطلبة عن الوجود المسيحي في الأردن وتاريخهم المشرّف في المنطقة ومناصرتهم للقضية الفلسطينية والتضحيات التي يقدمها المسيحين يومًا بعد يوم، مشيرًا إلى أنهم عرب أقحاح وليسوا أجانب.

وأشار النبر أنه من المهم أن يتم زرع ثقافة عدم التفريق بين المواطنين الذي يقف جنبًا إلى جنب مهما كان دينه، مشيرًا إلى أن هناك رجال دولة مسيحيين منذ الأزل.

وحاولت مراسلة ملح الأرض التواصل مع وزارة التربية والتعليم للاستفسار عن سبب عدم تضمين الديني المسيحي ضمن مناهج المدارس الحومية إلا أن جميع من تواصلنا معهم رفضوا التعليق على الأمر.

مديرة أحد المدارس المسيحية رفضت التصريح عن اسمها قالت لـ ملح الأرض  “إن بعض الأهالي عندما يأتون لتسجيل أولادهم في مدارسهم يقومون بالسؤال عن الدين الذين سيتعلموه الأمر الذي استهجنته بدورها مشيرة إلى أن المدرسة تعمل على تدريس الدين المسيحي والإسلامي في المدرسة بنفس الوقت”.

وفي تصريح سابق للصحفي إبراهيم غرايبة لـ ملح الأرض قال بإنه ضد تدريس كل ما يتعلق بالدين للطلبة في سن صغير موضحًا أنه من الضروري بدء تدريسه في المرحلة الثانوية.

وكانت الناشطة المجتمعية لينا مسيح قد قالت سابقا لـ ملح الأرض وهي أحد أعضاء لجنة المحبة التابعة لمطرانية الروم الأرثوذوكس بعد الإعلان عن نية عدة جهات إنشاء صندوق الطالب الفقير الذي يهدف لمساعدة الطلاب المسيحيين غير القادرين على الدراسة في المدارس المسيحية، مشيرة إلى أن ذلك نتيجة لتعلاض بعض الطلبة للتنمر الذي يحدث عادة في المدارس الحكومية حيث إن عدد الطلبة قليل جدًا لا يتجاوز الطالب أو الطالبين في الصف مما يشعرهم بالعزلة.

المحامية الحقوقية تغريد الدغمي

اقرأ أيضا: انشاء صندوق للطالب الفقير في المدارس المسيحية


هل هناك نصوص قانونية تمنع تدريس الدين المسيحي في المدارس الحكومية؟

تجيب على هذا السؤال المحامية الحقوقية تغريد الدغمي لـ ملح الأرض وتقول ” لا يوجد نص قانوني صريح يمنع تدريس الدين المسيحي في المدارس الحكومية ودليل ذلك تدريسه في المدارس الخاصة، إن النص القانوني الذي ينص على أن الدين الإسلامي هو الدين الرسمي في الدولة ليس له علاقة فيما يخص تدريس الدين المسيحي في المدارس الحكومية”.

أهالي يطالبون بتدريس الدين المسيحي للطلبة المسيحيين في المدارس الحكومية

وفي حديث مع السيد “حازم” وهو والد أحد الطلبة المسيحيين في المدارس الحكومية تسائل في لقائه مع ملح الأرض “لماذا لا يتم اعطاء حصة الدين المسيحي والإسلامي معًا وتكون المادة للجميع؟” مضيفًا  “من الجيد إدخال الدين المسيحي في المنهاج الحكومي ليساهم في تقارب الفكر ونبذ التفرقة على أساس مذهبي”.

وقالت السيدة “رهام ” إنها سجلت أطفالها في مدارس خاصة مسيحية على الرغم من أن الوضع المالي لا يسمح بذلك حتى ليتسنى لهم تعلم دينهم ومفاهيمه”.

وقال ولي أمر أحد الطلبة في مدرسة دير اللاتين -السلط لـ ملح الأرض “ليس من المهم إضافة مواضيع لجميع طلاب المدارس الحكومة لكن من الممكن أن تكون حصة الدين مقسومة الى نصفين بحيث عند بداية الحصة يبقى الطلاب المسلمين في الصف ويذهب الطلاب المسيحيين إلى صف آخر وتكون مادة الدين واحدة لكن لها معلمين اثنين، واحد للدين المسيحي والآخر للدين الإسلامي لتسير الأمور كما هي في المدارس الخاصة المسيحية حتى لا يتم حرمان أي طالب من ممارسة حقه في تعلم ما هو موجود في ديانته، حتى لو اقتضى الأمر على دفع مبالغ رمزية مقابل تدريس الدين المسيحي لدفع ما يترتب من راتب معلم الدين المسيحي، وهذا الحاجز الوحيد الذي يقف أمام تسجيل أبنائي في المدارس الحكومية”.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content