داود كُتّاب ملح الأرض

يبدو أن التغييرات الديمغرافية أصبح لها تأثير على وضع بعض الكنائس. هذا الاستنتاج تم ترجمته على أرض الواقع بإقامة كنيسة أسقفية في مدينة الفحيص الأردنية حسب راعي الكنيسة القس إبراهيم نيروز.

يقول القس نيروز ل ملح الأرض إن إقامة كنيسة جديدة جاء بسبب انتقال عدد كبير من عائلات الرعاية للسكن في المدينة.” المجمع الأسقفي اكتشف أن هناك عددا كبيرا من العائلات الأسقفية انتقلت إلى الفحيص وهي مدينة ضمن محافظة البلقاء فعندما تم تعييني كراع لكنيسة السلط الأسقفية تم الطلب مني ان اتابع الموضوع وفعلا كان واضح ان عدد من عائلات أبناء كنيستنا تسافر مسافات لحضور الاجتماعات الروحية والبعض الآخر انضموا لكنائس أخرى في المدينة ولذلك كان من الضروري أن نعمل على إقامة مقر في المدينة لتلبية الاحتياجات الروحية رعايانا التي جاءت من الزرقاء أو الأشرفية في عمان أو الحصن وغيرها من المدن التي يوجد فيها كنائس أسقفية”.

بعد أن تمت مناقشة الموضوع في المجمع الأسقفي العام الماضي يقول القس إبراهيم نيروز تم تكثيف البحث واكتشاف وجود ما بين 60-70 عائلة أسقفية انتقلت للسكن في الفحيص لأمور مختلفة منها السكن والعمل والتصاهر. القس نيروز يصر أن هدف إقامة مقر في الفحيص ليس لجلب أعضاء من كنائس أخرى بل فقط لتوفير الخدمة الروحية للاسقفية الذين انتقلوا للفحيص.

رسميًا قرر المجمع الأسقفي عام 2022 تكليف نيروز بشكل رسمي الاستمرار في العمل وعليه تم إيجاد مقر مؤقت وتم تجهيزه.” يقول القس نيروز “بالتعاون مع الرعية استأجرنا بيتا ورتبنا المقر من خلال تبرعات من رعايانا المختلفة ومن خلال أفراد في المدينة كانوا مسرورين لفكرة إقامة كنيسة أسقفية في الفحيص”. المشروع استمر بوتيرة عالية حيث تمت إقامة صلاة تكريس للمقر الجديد المستأجر في 18-12-22022 بحضور رئيس الأساقفة المطران حسام ناعوم.

القس نيروز استمر في العمل في الفحيص رغم انتقاله لرعاية الكنيسة الأسقفية في الحصن حيث يقوم حاليا بالإقامة في الحصن أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء في الحصن وثم الإقامة في الفحيص الخميس والجمعة والسبت مع تقسيم التواجد صباحا الأحد في الحصن ومساء الأحد الساعة السادسة في الفحيص.

يقول القس نيروز إن المجمع الأخير المنعقد في فندق بريستول في عمان دعم الكنيسة الفحيص وتم المباركة من المطران والمجمع. “الآن نسير باتجاه تعيين عمدة رعوية للكنيسة لمدة ستة أشهر وبعد ذلك سيتم إجراء انتخابات وتقديم تقرير للمجمع ومشاركة عضو ممثل الرعية في المجمع الكنسي.

يشارك في خدمات الكنيسة الأسبوعية ما بين 25-30 شخصا ومع تقوية تواجد العائلات تم تنشيط مدارس الأحد للأطفال والشبيبة وباقي الخدمات الكنسية،حسب القس نيروز.

أما بخصوص قيام راعي واحد لكنيستين يقول القس نيروز إن هناك نقصا في الرعاة.” الآن معظم رعاة كنائسنا الأسقفية مسؤول عن أكثر من كنيسة بسبب النقص في الرعاة والدعوات ونأمل أن تتم دعوة آخرين لكي يساعدوا في تخفيف العبء الحالي وكي يتم التفرغ للعمل الرعوي.

يقول المحامي مهران عازر وهو من مؤيدي الكنيسة  ل “ملح الأرض” أن الفحيص تجمع كبير لكنائس مسيحية ونحن كان لنا الشرف افتتاح المركز الرعوي الأسقفي تحت رعاية رئيس الأساقفة المطران حسام نعوم وبداية الخدمة الكنسية الذي يعتبر إنجازا للكنيسة ولم شتات الرعاية الأسقفية الموجودة في الفحيص. المحامي عازر وهو عضو فاعل واحد المستشارين للمطران دعم المشروع وتم استئجار جزء من بيته بمثابة المقر المؤقت للكنيسة.

وعبر الأستاذ عازر عن توقعه بأن تقوم الكنيسة الأسقفية ضمن سياسة المطران حسام ناعوم بشراء أرض في الفحيص وبناء كنيسة لخدمة الرعية وقال أنه متأكد أنه ستتوفر كل الحاجات المادية لتحقيق هذا الحلم. “الشعور بإقامة مركز خدمات كنسية هو شعور لا يوصف لأن الرعية كانت مهمشة والآن أصبح يوم الأحد يوم مميز لإتمام شعائرنا الدينية”.

فيما يخص المستقبل يتوقع القس نيروز أن يتم إيجاد قطعة أرض وستبدأ إجراءات بناء كنيسة ومن المتوقع تسميتها كنيسة القديس إيليا الأسقفية. يقول القس نيروز إن “القديس إيليا نبي أردني مذكور في الكتاب المقدس أنه إيليا التشبيه وتشبه منطقة قريبة من مدينة عجلون ولا تزال المنطقة تسمى مار إلياس.

وقال المحامي مهران عازر إن المجتمع المحلي في الفحيص متقبل لوجود كنيسة أسقفية.” الفحيص بلد بلد منفتح وهي مدينة سياحية بالدرجة الأولى ومنفتحة على جميع الكنائس وكان هناك تشجيع كبير منهم حيث شمل الافتتاح حضور جلة من الآباء الروحانيين من الطوائف المختلفة.

اقراء ايضًا: الكنيسة الأسقفية الإنجيلية العربية تنتخب أربعة نساء للعمدة العاملة هنا.