السابق “الإختصاص القضائي” قد تم إثباته في القضية ضد بطريركية اللاتين يقول محامي بنيامين السرياني “للمغطس”
رابط المقال: https://milhilard.org/866o
عدد القراءات: 706
تاريخ النشر: يناير 23, 2022 8:14 ص
رابط المقال: https://milhilard.org/866o
دانية البطوش – المغطس
تفتقر محافظة الكرك لأي جمعية أو دار لرعاية المسنين روحياً ونفسياً وصحياً بعد أن يعجزوا عن الاعتناء بأنفسهم أو يفقدون من يقومون بالاعتناء بهم، فلا مأوى خاص لكبار السن، ولا حتى نادي نهاري يقدم برامج التسلية والترفيه والدعم النفسي والصحي لكبار السن.
الإعلامي في إذاعة صوت الكرك الدكتور حازم الحجازين وهو من ذوي الإعاقة الحركية يتحدث “للمغطس“ :” أنا شخص من ذوي الإعاقة، في يوم من الأيام من الممكن أن لا تستطيع عائلتي أن توفر لي كل سبل الراحة، لا أتحدث عن حازم حصراً إنما أتحدث بشكل عام، وجهة نظري أنه يوجد بعض العائلات غير المقتدرة ولا تستطيع ماليا وجسديا أن تتحمل كبير السن لعدة ظروف، وكما نعلم كبير السن بحاجة لرعاية وعناية ويحتاج لعلاجات وأدوية وتسلية واهتمام، فلماذا لا يوجد في الكرك أي مكان أو دار لرعاية كبار السن وتسليتهم ومساعدة الأسر في تحمل أعباء كبار السن؟”.
وأضاف الحجازين “للمغطس“: ” توجد العديد من العائلات المسيحية في الكرك لا تستطيع أن توفر الأجهزة الطبية أو المعينات الحركية لكبار السن وكذلك الحال لعائلات مسلمة أيضا، وأنا لطالما وردتني اتصالات لعائلات يبحثون فقط عن سرير طبي، والأجهزة الطبية مكلفة جدا ولا نستطيع الحصول عليها من وزارة التنمية الاجتماعية إلا إذا كان المريض لديه واسطة، وهذا أكبر مثال إننا لا نمتلك المقدرة لتوفير سبل الراحة لكبير السن أو حتى للمرضى وهنا تظهر الحاجة الماسة لهذه الأماكن لرعاية وخدمة كبار السن خصوصا غير المقتدرين”.
ومن جانبه علّق الأب عادل المدانات راعي كنيسة الروم الأرثوذكس في بلدة أدر في محافظة الكرك للمغطس على ما تحدث به الحجازين قائلا: ” دار المسنين كرامة للمسن ومن المحتمل أن يلقى رعاية في الدار أكثر من بيته خاصة عندما تكون الزوجة متوفاة أو العكس، ولكن لم يتطرق أحد لهذا الموضوع ولم تقم أي كنيسة بالتفكير بهذا الموضوع لذلك لم يكن هناك أي توجه لإنشاء دور رعاية تابعة لأي كنيسة في الكرك”، وتساءل الأب مدانات ” لا أعرف السبب، هل هو جهل أو عدم وعي أو عدم تقدير للمسنين أو لا يوجد مسنين مسيحيين كعدد كفاية ؟”.
وتابع: “اليوم أصبحت العائلات تلجأ إلى استقدام عمالة وافدة أجنبية لتقديم خدمة الرعاية لكبار السن بدلا من اللجوء لخيار دار المسنين، كل منهم يحضر عامل أو عاملة منزل لتخدم أمه أو أباه ، أما كدار للمسنين تستوعب الجميع.. فلا يوجد، وحتى إن وجد لا أتوقع أن أحد سيلجأ لها من باب العيب، لا زالت الناس تسير على خطى العادات التي تربينا عليها وهي من العيب والعار إرسال كبار السن لدار المسنين أو نادي خاص بهم يكون نهاري لتقديم الرعاية والدعم النفسي لهم، فنحن مجتمع محافظ ونراعي تطبيق العادات والتقاليد ونخجل من بعضنا ونقدر بعضنا ونقدر تعب أمهاتنا وأبائنا تجاهنا”.
وتابع قائلاً: “العدد قليل جداً ولا نستطيع وضع دار للمسنين لمسلمين ومسيحيين هنا تختلف العملية فيختلط الحابل بالنابل ونحن لسنا بلد مسيحي، لا أريد وضع الناحية المادية عائق ولكن لم يسبق لأحد أن فكر به أو أن توجه أحد للمطرانية وتقدم بطلب ملجأ لكبار السن أو حتى نادي، فنجد على مستوى الدولة بشكل عام لا يوجد نادي للمتقاعدين أو للمسنين مثل الموجود في أوروبا”.
وبدوره أكد المدانات للمغطس: ” في الكرك لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، ونحتاج لنتدرب عليها. نحن كمسيحيين ومن لديه كبير في السن فإن أبناءه من يعتنون به فأمور الناس جيدة، و لا يوجد فقر بمعنى فقر مطقع وأنا أتكلم كخوري مطّلع على وضع العائلات المسيحية في الكرك، وبحال وجد مسيحي وحيد ليس له معيل فنضعه في ملجأ في عمان أو الزرقاء حيث يوجد دار للمسنين ملحقة بكنيسة الروم الأرثوذكسية في الزرقاء لأنه لا يوجد في الكرك “.
وفي ختام حديثه مع المغطس قال: ” من الممكن أن يكون هناك نادي للمسنين وهذا من الممكن أن يتم على مستوى البطريركية وليس الكنيسة لأنه يحتاج إلى موازنة ليقدم خدماته بشكل كامل” .
اقراء ايضاً المطران خريستفوروس يضيء شمعة العمل والنشاط الرعوي في الاردن
وأوضح راعي طائفة الروم الكاثوليك في الكرك الأب بولس البقاعين في حديثه مع المغطس أنه: “لا يوجد في الكرك دار تابعة للكنيسة والسبب الأساسي هو عاداتنا وتقاليدنا وإيماننا المسيحي والإسلامي بالرابط الأسري، وسيرونها نوع من التخلي عن الوالدين في مكبرهم وهو مخالف للعادات والتقاليد”.
وأكد البقاعين للمغطس: “المسنين لهم دور كبير في الكنيسة في تنظيمها وفي نشاطاتها أيضاً وغالبية الأدوار في الكنيسة تكون للمسنّين ومن ثم للفئة الشبابية، والكنيسة حقيقةً بنيّت خاصةً بالجنوب على الكبار فهم المؤسسين وهم من تعبوا على تأسيس الكنائس”.
وأشار البقاعين: “تُقدم الكنيسة خدمات للمسنين من خلال أنشطة معينة ولكن ليست بالخدمات الكبيرة ويرجح ذلك لأن الأبناء متكفّلين بحاجتهم، ولم يتم عمل مشروع خاص لهم إلا بعض اللقاءات نسميها “الأخويات” للسيدات، أما الرجال أغلب وقتهم يكونو متواجدين ودائماً لهم وجود في الكنيسة ولهم رأيهم،كما يشتركون أيضاً في البازارات والرحلات والطقوس وفي أعياد الميلاد ولهم دور فعال”.
وختم حديثه للمغطس قائلاً: “فيما يتعلق بدور المسنين صراحةً لم نشعر أنها حاجة ضرورية لأننا نعتقد أنها لو طبقت من الممكن أنها في بدايتها ستكون مشروع لا يخدمهم لأنهم لن يحبذوا أن ينفصلوا عن أهاليهم وفيها نوع من الإهانة سواء لهم أو لأولادهم وأبسط ما سيقال “وضعوه في ملجأ” ومن لديه حالة مرضية لا يستطيع أن يقوم بها أحد تدخل الكنيسة كوسيط لمساعدته” .
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.