يرحلون وتبقى تواريخ استشهادهم شاهدة على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، لا نحييها بقدر ما نجعلها أياما باقية على أجنداتنا نجدد بها العهد أن القادم أفضل، وأن دماء الشهداء لن تذهب طي النسيان، فلشهداء فلسطين والقدس الوعد والعهد أنهم باقون في حياتنا ليسوا ذكرى إنما سبب من أسباب الصمود والنضال.

اليوم، يمر عام على استشهاد الإعلامية المقدسية شيرين أبو عاقلة، التي استشهدت في 11 أيار العام الماضي خلال تغطيتها لعملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين، حيث اخترقت رصاصتان رأس شيرين وهي بين زملائها الصحفيين برصاص مباشر وقاتل من الاحتلال، اخترق رأسها من الخلف وهشم جانب وجهها الأيمن تماما، فيما أصيب زميلها علي السمودي، الذي أكد أنهم في ذلك الحين وقفوا أمام دوريات الاحتلال؛ حتى يرونهم حتى يسمحوا لهم بالتواجد أم لا، ولم يبلغونا بالمغادرة، ولم يقولوا إن المنطقة مغلقة، سرنا على الأقدام بشكل بطيء لمسافة 20 مترًا، ثم أصابتني رصاصة ونجوت من الموت بأعجوبة، فيما أصيبت بعدي شيرين أبو عاقلة، وكانت آخر كلماتها «علي أصيب»، واستشهدت بعد ذلك رحمها الله.

واعتبر السمودي الذي أصيب برصاصة في ظهره قبل شيرين بدقائق، مقتل أبو عاقلة جريمة متكاملة الأركان، لم يكن هناك مسلحون أو اشتباكات أو رمي بالحجارة، في المنطقة لكنهم قتلوها بدم بارد.

وبعد استشهاد شيرين، قدّم جلالة الملك عبدالله الثاني التعازي بوفاتها خلال اتصال هاتفي مع أنطون أبو عاقلة شقيق الفقيدة، معربا جلالته عن إدانته للجريمة التي ارتكبت بحقها أثناء تغطيتها لاقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين.

وأعرب جلالته عن خالص التعازي لذويها ولزملائها الصحفيين والإعلاميين بهذا المصاب الأليم، معربا عن استنكاره للجريمة، التي تعد خرقا للقانون الدولي الإنساني والمواثيق والأعراف الدولية وتعديا على حرية الصحافة.

وأشاد جلالة الملك بمسيرة الفقيدة المهنية، وتميزها في تأدية مهامها لنقل الأحداث بشجاعة من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونقل معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق.

ومنح جلالة الملك عبدالله الثاني الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة، وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، خلال فعاليات الاحتفال الذي أقيم بمناسبة عيد الاستقلال في قصر الحسينية العام الماضي، ويأتي الوسام الذي تسلمه شقيق الصحفية الشهيدة، طارق أبو عاقلة، تقديرا لدورها الكبير في تغطية الأحداث كمراسلة ميدانية وتميزها في تأدية مهامها بكل شجاعة من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي الأردن، وبقيادة جلالة الملك أيضا أعلن معهد الإعلام الأردني بعد استشهاد شيرين رحمها الله بأيام أنّه وبناء على توجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني، فقد تقرّر تخصيص منحة دراسية سنوية للحصول على درجة الماجستير في الصحافة والإعلام؛ للصحفيات الفلسطينيات وتحمل اسم شيرين أبو عاقلة، وعلى نفقة جلالته.

وأكد المعهد في حينه أنّ التوجيه الملكي جاء تكريما للصحفية الراحلة شيرين أبوعاقلة، وتقديرا لمهنيتها في العمل الإعلامي، وتميزها في تأدية مهامها؛ لنقل الأحداث بشجاعة من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونقل معاناة الشعب الفلسطيني.

الجدير ذكره، أن جنود الاحتلال الإسرائيلي أطلقوا الرصاص على الزميلة أبو عاقلة ، رغم أنها كانت ترتدي سترة الصحافة التي تميز الصحفيين عن غيرهم في التغطيات.

واليوم مع حلول الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة، ما يزال الانتظار سيد الموقف في قضيتها، فحتى اللحظة لا يوجد أي قرارات أو حتى متابعة لما حدث معها، ومحاسبة مرتكبي هذه الجريمة، ويبدو واضحا التجاهل للقضية، وسعي وإن كان غير علني لطي هذه الصفحة.

يشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت وفق إحصاءات رسمية 55 صحفيا فلسطينيا منذ عام 2000، وتعتقل في سجونها 15 صحفيا، بينهم المقدسي محمود عيسى والمعتقل منذ عام 1993، ورغم كل الإجراءات الوقائية التي يتخذها الصحفيون لحماية أنفسهم خلال المواجهات، إلا أن جنود الاحتلال يتعمدون استهدافهم. الدستور