Skip to content

حمزة عكروش.. أنامل من ذهب تتغلب على التوحد بالحب والأمل- فيديو

رابط المقال: https://milhilard.org/6vg9
عدد القراءات: 468
تاريخ النشر: أغسطس 16, 2022 3:50 م
WhatsApp Image 2022-08-16 at 3.49.33 PM

حمزة عكروش

رابط المقال: https://milhilard.org/6vg9

محمود الخطيب- ملح الأرض

لا يخطىء من يزور “مهرجان الفحيص” هذه الأيام، موقع “دارة حمزة للثقافة والفنون والإبداع”، هناك سيجد الحب والراحة والتأمل والراحة النفسية في مكان أثري قديم تظلله وريقات الشجر الوارفة التي ترحب بزوار الدارة.

صاحب الدارة هو: حمزة الفتى الجميل الذي يمر في حالة توحد، متعدّد المواهب يعزف على البيانو ويرسم ويصنع الحلي، ولا يترك التوحد يقف عقبة في طريقه، هو اليوم صاحب المكان يستقبل زواره بقلبه الكبير وروحه المرحة، يقف مع والده ياسر وشقيقيه علي ومرح، متحمسين لابهار الزوار بمشغولاته المصنوعة بأنامل من حب وأمل.

لا تهدىء خطوات حمزة، فهو تاره يصنع سلاسلاً واكسسوارات من الخرز في ورشته، وتارة أخرى يجلس خلف البيانو المحبب إليه، ليعزف للجمهور مقطوعات من أغاني فيروز وأم كلثوم.

حمزة عكروش يعزف البيانو

توجه حمزة (22 عاماً)، إلى التدريب المهني، حيث أتقن مهارات العمل بالخرز وصنع الإكسسوارات والفخار والفُسيفساء، ولم يكتف عند ذلك بل أصر، بدعم عائلته ومحبيه على تعلم الموسيقى، وأصبح يتقن وبشهادة الكثير، العزف على “البيانو”، ما أهله تالياً للمُشاركة بالعزف مع فرق موسيقية.

يشير والد حمزة، ياسر عكروش في حديثه لـ ملح الارض إلى أن انغماس ابنه الذي اكتشفت حالته وهو في الثانية من العمر في هذه الهويات، ساعده على تطوير مهارات التواصل، ما شجعه على كسر الحواجز، والحصول على فرصة أن يطور من ذاته وأدواته، مضيفاً: “أراه فرداً مثله مثل باقي أفراد المجتمع، وفي حالته هو متطوراً عن أقرانه”.

 يوجه ياسر الأب والانسان ابنه ويرعاه خطوة بخطوة، ويرى فيه انساناً طبيعياً، يقول لـ ملح الارض: “على الآباء ألا يخجلون من أبنائهم مهما كان وضعهم الصحي والنفسي، عليهم منحهم الفرصة بالحياة والتمسك بالأمل بجد ومثابرة، عليهم دعمهم وتوجيههم ليجدوا أنفسهم في أي مهنة أو هواية.. حمزة لديه ميول نحو الموسيقى ونحو الرسم ونحو العمل في الاكسسوارات. أرغب بأن يكون حمزة قدوة لمن يعانون مثلهم من التوحد. بامكانه أن يكون عضواً منتجاً في المجتمع”.

كل ذلك، دفع والد حمزة، ومن باب المسؤولية المُجتمعية، إلى تأسيس مركز مُتخصص، تحت اسم “دارة حمزة للتراث والفنون والإبداع” تحت شعار “وليبقى الأمل”، في مدينة الفحيص ذات العبق التاريخي، ليكون داعماً لذوي الاحتياجات الخاصة، يُقدم لهم الخدمات التعليمية والتدريب، فضلاً عن تقديم الرعاية الطبية والتعليمية لتلك الفئة، هادفاً إلى جعلهم أعضاء طبيعيين مُندمجين مقبولين ومُنتجين.

يرى الطبيب جاك سركيس، الاستشاري المتخصص في الاضطرابات العصبية، وخاصة التوحد، في حالة حمزة، نموذجاً لأي طفل توحد موجود على الكرة الأرضية، ويؤكد لـ ملح الارض أن عائلة حمزة منتحه فرصاً للحياة، فأقبل عليها متحدياً نفسه وأثبت أن بإمكانه التغلب على ظروفه بالابداع الذي يقدمه بقلبه وعقله ويديه.

كتب مرة الشاعر الراحل جريس سماوي عن حمزة قائلاً: “حمزة.. بفطرته الإنسانية وحسه الذاتي، يعي بالحدس قيمة العمل. برؤوس أصابعه ومهارة يديه وتوق الروح إلى التفوق، يصنع هذا الفتى ألعابه الصغيرة ويبتهج بها، لأنه يعي أنه بالعمل يتفوق وينتصر ويستمر ويتواصل مع الناس. كم اختلف هذا الفتى وتطور منذ أن بدأ بريق بعض قطرات العرق في عمله الذي يسره ويسر الذين من حوله. كم أبهج أباه وأهله ومحيطه ومجتمعه، وكم أبهج روح أمه هناك – وراء الغيم. فيا حمزة يا بني، أهنئك وأهنىء من خلالك الذين تصطف أرواحهم جذلى، فرحة، مبتهجة بك. أولئك الذين علموك ورعوك ومكثوا معك وتبنوك. فلتبق مصراً على العمل مستمراً فيه، ومصمماً على الانتصار والتفوق على الذات.

لا ينسى ياسر، رفيقة دربه المحامية سهير عكروش التي توفيت قبل أربع سنوات، والتي كانت داعمه هي الأخرى لحمزة، إذ مضيا في دعم ابنهما حتى شاء القدر أن يفترقا، فبقي ياسر على الارض أباً وانساناً وموجهاً لفلذة كبدة، فيما ذهبت سهير إلى السماء تراقب حلمها الذي يكبر، يتحقق على الأرض.

في “دارة حمزة للثقافة والفنون والابداع” أيضاً، معرضاً لصور الفوتوغرافي فؤاد جتر، ومرسماً للفنان رامي عويس، ومكتبة بأمهات الكتب لمن يرغب بالإطلاع.. كما توفر الدارة أثناء فعاليات “مهرجان الفحيص” متنفساً لزوارها، بتذوق أصنافاً مختلفة من المأكولات الشعبية التراثية، ومتابعة فعاليات يومية مختلفة لها علاقة بصنع الشموع أو تعلم لعبة المنقلة التراثية أو مشاهدة الزي التقليدي أو متابعة فعاليات موسيقية يومية، جعلت من الدارة محجاً يومياً لزوار المهرجان.

منتوجات حمزة عكروش
مشغولات حمزة عكروش
مشغولات حمزة عكروش
مشغولات حمزة عكروش
مشغولات حمزة عكروش

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content