السابق الفريسية السياسية والسامرية الدينية
رابط المقال: https://milhilard.org/16ri
عدد القراءات: 481
تاريخ النشر: أغسطس 25, 2022 11:40 ص
رابط المقال: https://milhilard.org/16ri
دانية البطوش – ملح الأرض
تعاني المكتبات من تراجع ملحوظ في القوة الشرائية بعد أن اعتادت على استقبال الأسر الأردنية قبل بداية العام الدراسي بشهر تقريبا لشراء القرطاسية ومستلزمات المدرسة، إلا أن مظاهر العودة إلى المدارس تراجعت هذا العام، وذلك بعد الإرتفاع الذي شهدته القرطاسية مؤخرا حسب تجار وموزعين وأهالي.
هذا ما أكده فواز المساعدة صاحب مكتبة في منطقة السماكية في الكرك لـ ملح الأرض:”في بداية الأمر كانت الأسعار مناسبة للجميع لكن مؤخراً قاموا برفع هذه الأسعار وأقرب مثال على ذلك في الفصل السابق كان سعر كرتونة الدفاتر 24 دينار وأصبح سعرها 30 دينار، أما دزينة اقلام الرصاص فقد كان سعرها سابقاً 9 دنانيراليوم أصبح سعرها 12 دينار حيث أصبح الوضع مزعج للأهالي بسبب إرتفاع أسعار القرطاسية” .
وأكد المساعدة لـ ملح الأرض أنه لم يطرأ ارتفاع على الحقائب المدرسية وبقي سعرها كما هو حيث يتراوح سعرها من 5 إلى 10 دنانير إلا أن ارتفاع الأسعار طالت القرطاسية فقط.
وجراء الركود الذي عانته مكتبة فواز بعد أن ضرب الغلاء مفاصل الأسواق المحلية اضطر “فواز” لبيع الأدوات المنزلية بالإضافة الى بعض مستحضرات التجميل بجانب القرطاسية المدرسية ليتلافى الخسارة .
ويضيف المساعدة: “عندما قمت بإفتتاح المكتبه عام 2011 كان الطلب جيد جداًعلى القرطاسية على عكس السنوات الأربع الماضية حيث لم يعد الوضع كما كان ولاحظت أن بعض الأهالي يطلبون من أبنائهم أن يستخدموا الدفتر الواحد لأكثر من ماده دراسية وذلك بسبب إرتفاع أسعار القرطاسية لزيادة الضريبة عليها وارتفاع أسعار الشحن من الخارج بالإضافه لإستغلال بعض التجار حيث يقوموا بتخزين بعض القرطاسية والتي تم شراؤها على السعر القديم وبيعها بالسعر الجديد”.
وأشار المساعدة في حديثه لـ ملح الأرض إلى أن بعض المحلات تقدم عروض لبيع القرطاسية ولكن ذلك غالباً ما يكون على حساب النوعية والجودة: “مثلاً تكون أوراق بعض الدفاتر رقيقه جداً وبعضها مسطر والآخر غير مسطر حيث تتناسب هذه العروض مع أهالي الطلاب وخاصة عندما أصبح التدريس أون لاين فلا يعود الطلاب بحاجه لهذه الدفاتر وأنصح الأهالي بالنظر إلى جودة القرطاسية”.
ولا يختلف الحال مع أصحاب المكتبات في مناطق الكرك الأخرى فهم يواجهون اضرار مالية مع تراجع الإقبال على الشراء في الفترة التي تسبق العودة الى المدارس على عكس ما كان عليه الوضع في السنوات الماضية.
ويقول أنس الضمور صاحب “مكتبة أنس” في منطقة الثنية -الكرك لـ ملح الأرض: “يوجد فرق كبير في الأسعار بين السنة الماضية والسنة الحالية كما أن أسعار جميع أنواع القرطاسية من أقلام ودفاتر وحقائب مدرسية قد ارتفعت من 10-20% عن الأسعار القديمة”.
ويؤكد الضمور أن الحركة الشرائية أصبحت ضعيفة جداً مقارنه بالسنوات الماضية “خاصة بعد جائحة كورونا بسبب تخوف الأهالي من تعطيل المدارس وتحول التعليم الوجاهي الى التعليم عن بعد مجدداً فيعدلوا عن شراء القرطاسية وأنصح الأهالي الى عدم شراء القرطاسية ذات الأسعار القليلة لانها لا تكون بنفس جودة القرطاسية ذات الأسعار المرتفعة”.
وسام الخطيب صاحب مكتبة Blue max في الزرقاء يقول لـ ملح الأرض: “لم يطرأ أي إرتفاع حالياً على أسعار الحقائب المدرسية بالرغم من إرتفاعها عالمياً لكن لم يشهد السوق الأردني هذا الإرتفاع حيث أن كل الحقائب المدرسية المطروحة بالأسواق ما زالت تباع بالأسعار القديمة, بالإضافة لإرتفاع أسعار الدفاتر بنسبة ما بين 25-35 % ولم يطرأ أي إرتفاع على أسعار القرطاسية الأخرى”.
ويؤكد الخطيب أن الحركة الشرائية لم تتأثر مقارنةً بالسنوات السابقة: “السبب أن القرطاسية التي نتعامل بها خاصة بالجامعات أكثر ومتخصصة أكثر special stationery وهي ذات جوده عالية”.
ويشير الخطيب إلى أن الاختلاف يظهر في الإقبال عند المحلات التي تقوم بشراء كميات كبيرة من القرطاسية: “مثلاً أنا اقوم بسحب 30 كرتونة دفاتر بالسنة فلا يكون هنالك فرق كبير عندما أبيع 28 كرتونة فقط في حين أن بعض المحلات الأخرى تقوم بسحب ما يقارب 1000 كرتونة فلا تبيع كميات كبيرة منها وهنا يظهر الأختلاف، والسبب بكوننا لا نشتري كميات كبيرة من القرطاسية هو أننا نبيع القرطاسية ذات الجودة العالية فقط”.
وعلى خلاف ذلك يقول علي النصار وهو صاحب مكتبة الأبرار في جرش لـ ملح الأرض: “طرأ إرتفاع كبير على أسعار القرطاسية هذا العام حيث ارتفعت أسعار الحقائب من 5 دنانير لغاية 15 دينار وكذلك الأقلام إرتفعت من 1.5 لغاية 1.75 دينار وطبق ورق ال A4 كان سعره 2.5 أصبح سعره أصبح سعرة 3.75 دينار وجاء هذا الإرتفاع من تجار الجملة والموزعين”.
ويعتبر علي أن الحركة الشرائية قد انخفضت بشكل كبير هذا العام بنسبة تتجاوز 50% عن الأعوام الماضية وخاصة بعد جائحة كورونا.
بلال جراد صاحب مكتبة العابد لله في جرش يؤكد لـ ملح الأرض على وجود إرتفاع كبير على أسعار القرطاسية بشكل عام من ورق الطباعة لغاية الحقائب المدرسية: “على سبيل المثال كنا نحصل على كرتونة ورق الطباعة ب 9.75 دينار وأصبح سعرها 19 دينار، ويعتقد الأهالي أن المكتبات هي من ترفع أسعار القرطاسية ولكن في الحقيقة أن التجار هم من قاموا برفع الأسعار وتاُثر الإقبال على المكتبات بما يقارب الـ 50% عن السنوات السابقة”.
ويؤكد أيضاً على أن الحركة الشرائية قد انخفضت على المكتبات بالسنوات الأخيرة وخاصة بعد جائحة كورونا بسبب تخوف الأهالي من استمرار الدراسة عن بعد مجددًا: “أنا شخصياً سأقوم ببيع المكتبة بسبب تدهور الإقبال والحركة الشرائية عليها”.
وفي ظل التطور التكنولوجي يبدي أحد أصحاب المكتبات مفضلاً عدم ذكر اسمه استياءه بسبب تحول الشراء من المكتبات إلى تسوق القرطاسية إلكترونياً من المنزل ويقول لـ ملح الأرض: ” حالة السوق لم تعد كسابق عهدها ولا يكفينا أن الطلب الشرائي يقل كثيراً بعد انتهاء الموسم الدراسي أصبحت المواقع الألكترونية منافسة لنا وبعروض وخصومات لا نستطيع أن نقدمها بعد ارتفاع أسعار القرطاسية وخاصة الدفاتر لهذا العام”.
ومن جانبه أكد نقيب تجار القرطاسيّة محمد حجير في عدة مقابلات صحفية أن أسعار القرطاسيّة بالمجمل مستقرة ولكن يوجد ارتفاع في أسعار الورق موضحاً أن أيّ شيء ورقيّ ارتفع سعره 20 % عن سعره السابق وأن هذا الارتفاع عالمي، وبالتالي، انعكس هذا الأمر على الأسعار المحليّة.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.