Skip to content
Skip to content

لقاء أردوغان والبطريرك ثيوفيلوس الثالث…دعم للوصاية الهاشمية ورسالة إقليمية لحماية القدس

تاريخ النشر: سبتمبر 14, 2025 3:55 م
WhatsApp Image 2025-09-14 at 3.47.49 PM

ملح الأرض – ليث حبش

شهدت مدينة إسطنبول لقاءً وُصف بالتاريخي جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالبطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، في زيارة أخوية أكدت عمق الروابط الروحية والتاريخية بين الجمهورية التركية والأراضي المقدسة.

إرث العهدة العمرية والوضع القائم

وبحسب بيان صادر عن بطريركية القدس، استعاد غبطة البطريرك خلال اللقاء الإرث العريق للعهدة العمرية التي أبرمت في القرن السابع بين البطريرك صفرونيوس والخليفة عمر بن الخطاب، والتي أرست أُسس حماية الأماكن المقدسة المسيحية وضمنت التعايش المشترك في القدس، كما أشار إلى أن العهدة تطورت في العهد العثماني إلى ما يُعرف بنظام “الوضع القائم” (الستاتيكو)، الذي لا يزال حتى اليوم يشكل المرجعية الأساسية لصون الطابع الفسيفسائي للمدينة والحفاظ على تنوعها الديني.

البطريرك شدّد على أنّ حماية المؤسسات الكنسية واجب جوهري، كونها شاهداً حياً على التاريخ والإيمان، مثمّناً احترام الرئيس أردوغان لأهمية هذا الإرث، ودور القادة المسلمين كحُماة للعهدة العمرية، بما في ذلك الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، التي وصفها بأنها “الركيزة الأهم” في الحفاظ على حضور الكنيسة في القدس.

العسلي: لقاء بثلاثة أبعاد يعزز الوصاية الهاشمية

وفي تصريح خاص لـ” ملح الأرض“، أكد خليل العسلي، رئيس تحرير شبكة أخبار البلد المقدسية، أن أهمية اللقاء تكمن في ثلاثة أبعاد رئيسية الإقليمي والدولي والمقدسي المحلي.

وقال: إقليمياً، تحمل الزيارة رسالة واضحة بأن تركيا لاعب محوري لا يمكن تجاهله في المنطقة والعالم، وأن الكنيسة المقدسية تبحث عن داعم لقضيتها في ظل استمرار الإجراءات الإسرائيلية التي تهدد الوجود المسيحي.

محلياً، تُعد الزيارة دعماً مباشراً لموقف الأردن ودوره المركزي من خلال الوصاية الهاشمية، التي تُجمع عليها البطاركة باعتبارها الضمانة الأساسية لحماية المقدسات وصون الوجود المسيحي.

دولياً، فإن استحضار العهدة العمرية والفرمانات العثمانية يُعيد التأكيد على أن الوجود المسيحي في القدس وجود أصيل ومتجذر، في مواجهة محاولات إسرائيل المستمرة لتقويض مكانة الكنائس وفرض رؤيتها الأحادية لليهودية المدينة.

دعم تركي متواصل للوصاية الهاشمية

وأشار العسلي إلى أن “تركيا عبر مسؤوليها الحاليين والسابقين، أعلنت مراراً دعمها الكامل للوصاية الهاشمية، وأبدت استعدادها لأي دعم يطلبه الأردن لتعزيز هذا الدور”، لافتاً إلى أن هذا الموقف “لا يروق لإسرائيل” التي تحاول تصوير تركيا كطرف منافس للأردن في القدس، وهو أمر غير دقيق على أرض الواقع”.

آفاق التعاون المستقبلي

وحول فرص التعاون، شدّد العسلي في حديثه لـ” ملح الأرض“على أن تعزيز العلاقة مع تركيا يمثل خطوة ذكية ستنعكس إيجاباً على الكنيسة في مواجهة محاولات إسرائيل المستمرة لتقويض مكانتها في القدس. وأضاف: “إسرائيل لا تؤمن بالتعددية الدينية للمدينة، بل تسعى لفرض واقع أُحادي، وهو ما يجعل فتح قنوات التعاون مع تركيا ضرورة لتعزيز الوجود المسيحي، بل والإسلامي أيضاً، في المدينة المقدسة”.

بارقة أمل للقدس وأهلها

واختتم العسلي تصريحه بالتأكيد على أن اللقاء بين أردوغان والبطريرك ثيوفيلوس يشكل بارقة أمل حقيقية، يمكن أن تُسهم في تحريك الملف المقدسي من جديد على المستويات السياسية والروحية والاقتصادية، بعد سنوات من التراجع في أعداد السياح والحجاج الأتراك واليونانيين والقبارصة الذين كانوا يضيفون حيوية خاصة على أسواق القدس وحياة سكانها.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment