Skip to content
Skip to content

توفيق أمين قعوار: رائد الملاحة الأردنيّة ومُؤسِّس التحوّل في اقتصاد البحر 1927-2025

تاريخ النشر: مايو 28, 2025 9:58 ص
CEO-Mr-Tawfiq-Kawar-05-200x300لففف

ملح الأرض – داود كُتّاب، ليث حبش (الصور والوثائق من عائلة قعوار)

عبّر رجل الأعمال الأردنيّ غصوب قعوار في حديثٍ خاصٍّ لـ “ملح الأرض“، عن حزنه الكبير برحيل المرحوم توفيق أمين قعوار، مُشيرًا إلى أنَّ “اللّسان يعجز عن تقديم كلّ ما قام به هذا الرجل في خدمة الأردن، سواء في دعم الملاحة، أو تطوير السّياحة، أو في خلق فُرص عمل حقيقيّة في قطاعات اقتصاديّة مُتعدِّدة”. ولد توفيق قعوار في الناصرة عام 1927 وانتقل الى الامجاد 23 آيار 2025.

وأضاف غصوب قعوار: “يكفي أنْ ترى الحشد الكبير الّذي حضر لتقديم العزاء، وكأنَّ ربع الأردن تجمّع ليودّع هذا الرَّجُل الكبير فقد تزاحمَتِ الوفود من كلِّ أنحاء المملكة، وكان في مقدّمتهم كبار الشّخصيّات، من بينهم رئيس الوزراء الحالي جعفر حسان، ورؤساء وزراء سابقون مثل عبد الله النسور، عبد الكريم الكباريتي، وسمير الرّفاعي، إلى جانب عشرات الشّخصيّات الوطنيّة والسّياسيّة والاقتصاديّة الّذين عبَّروا عن حبِّهم ووفائهم لرجلٍ أعطى الكثير”.

واستذكر غصوب قعوار إنجازات المرحوم توفيق قعوار، قائلًا إنَّها أكثر من أنْ تُعدّ، لكن يمكن ذكر بعضها على سبيل المثال:

  • ساهم في كسر الحصار الاقتصاديّ المفروض على العراق.
  • نجح في إقناع الحكومة اليابانيّة بإنشاء ميناء عائم لدعم عمليّات الشّحن.
  • دعم تأسيس شركات ملاحة بحريّة أردنيّة، إيمانًا بضرورة وجود خط بحريّ أردنيّ مُستقلّ.
  • أسّس نقابة الملاحة الأردنيّة.
  • من أوائل المُطوِّرين والدّاعمين لميناء العقبة.
  • كان له دور مفصليّ في تحويل مسار تصدير الفوسفات من النقل البرّيّ إلى الشّحن عبر العقبة مباشرةً بدلًا من بيروت.
  • إتخذ مواقف شجاعة في تعاملاته مع الاتحاد السوفيتيّ سابقًا.
  • نشط في مجال السّياحة والاستثمار فيها.
  • كان عضوًا بارزًا في نادي الروتاري الأردنيّ لأكثر من خمسين عامًا.
رئيس مجلس الاعيان فيصل عاكف الفايز يكرم توفيق امين قعوار
تكريم السيد توفيق قعوار من شركة MULTIPORT

سفيرة الأردن في واشنطن دينا قعوار عبَّرَتْ عن حزنها بفقدان الرّاحل قعوار. وقالت لـ ملح الأرض: “إنَّ الوطن قد فقد قامةً من قاماته المشهود لها بالإنجاز والعطاء المرحوم توفيق قعوار، القامة الاقتصاديّة الّتي ساهمت بكفاءة عالية في نهضة الاقتصاد الوطنيّ وكان لجهوده الحثيثة أبلغ الأثر في تحقيق نجاحات باهرة يُشار إليها بالبنان.. وسيظلّ إرثه الفكريّ والمهنيّ منارة”.

السفيرة دينا قعوار


وتابعت السّفيرة قعوار: “للفقيد صِلات وثيقة مع العالم الخارجيّ الأمر الّذي اكسبه مكانةً دوليّةً تجاوزت حدود الوطن، فكان قنصلًا فخريًّا لدولة الدانمارك الّتي لطالما أشادَتْ بإسهاماته الاقتصاديّة ودوره البارز في تعزيز العلاقات الأردنيّة الدنماركيّة. كما أنَّ باسمه الكبير، وأخلاقه العالية، وإنجازاته المشهودة، سيظلُّ توفيق قعوار حاضرًا في الذّاكرة، ودوره في النّهضة الاقتصاديّة لن يُنسى”.

معلومات موثّقة من مكتب نجل المرحوم

حصلَتْ “ملح الأرض” على معلومات موثّقة من مكتب رُدين قعوار، نجل المرحوم توفيق أمين قعوار، تُسلِّطُ الضّوء على أبرز ملامح سيرة والده ومساهمته في بناء الاقتصاد الوطنيّ.

توفيق هو الابن الأكبر للمرحوم أمين كامل قعوار، الّذي يُعدُّ مكتشف الفوسفات في الأردن وكان والده قد تخرَّج من الجامعة الأميركيّة في بيروت في مجال الصيدلة، ثمَّ أسَّسَ في عمّان أوّل صيدليّة باسم “صيدليّة الإمارة” وفي عام 1935، قاده شغفه بالجيولوجيا إلى اكتشاف مادّة الفوسفات في منطقة الرّصيفة، ما أدّى لاحقًا إلى تأسيس شركة مناجم الفوسفات الأردنيّة الّتي باتَتْ ركيزة أساسيّة في الاقتصاد الأردنيّ.

توفيق، الّذي نشأ في هذا البيت الرّياديّ، لَعِبَ دورًا أساسيًّا في الانتقال من اكتشاف الثّروات إلى نقلها وتصديرها للعالم كان مسؤولًا عن تصدير الفوسفات في بدايات شركة JPMC، واستفاد من موقعه لبناء شبكة علاقات واسعة مع وكالات الشّحن الدّوليّة، الأمر الّذي مهّدَ لتأسيس شركة “أمين قعوار وأولاده” عام 1955.

هذه الشّركة، الّتي انطلقَتْ في البداية لتقديم خدمات الشّحن والتّأمين والسّياحة، توسَّعَتْ لاحقًا لتصبح مجموعة أعمال كبرى تغطّي مجالات مُتعدِّدة مثل:

الشّحن البحريّ واللّوجستيّ، التّجارة العالميّة، السّياحة والسّفر، تكنولوجيا المعلومات، الطاقة، البنية التحتيّة، التّأمين الصحيّ، الاستثمارات العقاريّة والصّناعيّة

وبفضل الرّؤية التوسعيّة الّتي بدأتْ مع توفيق، استمرَّ الجيل الجديد من العائلة في بناء الإمبراطوريّة الاقتصاديّة، حتّى أصبحَتْ مجموعة قعوار اليوم من أهمِّ المجموعات الاقتصاديّة في الأردن والمنطقة.

تكريمات ملكيّة ودوليّة لرجل الدّولة الصّامت

لم يكن توفيق قعوار من أولئك الّذين يسعون خلف الأضواء، لكن إنجازاته الكبيرة وسمعته المهنيّة الرّفيعة جعلَتْ منه شخصيّة تحظى باحترام المؤسَّسات والدّول فقد مُنِحَ خلال مسيرته المهنيّة عدّة أوسمة محلّيّة ودوليّة، تكريمًا لدوره البارز في دعم الاقتصاد الأردنيّ وتعزيز موقع المملكة كمركز ملاحيّ وتجاريّ في المنطقة.

من أبرز هذه الأوسمة:

وسام الاستقلال الأردنيّ من الدّرجة الثّانية، منحه له الملك الحسين بن طلال في فبراير 1995، تقديرًا لدوره في دعم التّجارة الوطنيّة وتعزيز دور القطاع الخاصّ.

وسام الحسين للعطاء المميز من الدّرجة الأولى، وهو من أرفع الأوسمة الملكيّة، تسلّمه في سبتمبر 2005 لجهوده المتواصلة في مجالات الاستثمار والشّحن البحريّ والخدمات اللّوجستيّة.

وسام الشّرف من رتبة ضابط (OBE) من المملكة المُتّحدة، كاعترافٍ بمساهماته في تطوير العلاقات الاقتصاديّة الأردنيّة البريطانيّة.

وسام الفارس من الدّرجة الأولى من مملكة الدنمارك، منحه إيّاه الملك فريدريك التّاسع عام 1980، ثم رُقِّي لاحقًا إلى وسام القائد من وسام دانبروغ في نوفمبر 2007، بمرسومٍ من جلالة الملكة مارغريت الثّانية.

وسام الاستقلال من الدّرجة الثّانية من جمهوريّة مصر العربيّة، تسلَّمَه عام 1985 لدوره في تنسيق المبادلات التّجاريّة بين الأردن ودول المنطقة.

وتقديرًا لمكانته الدّبلوماسيّة، حصل أيضًا على لقب القنصل العام الفخريّ مدى الحياة لمملكة الدنمارك في الأردن، وهو تكريم نادر يعكس الثّقة الدّوليّة في شخصه ودوره الوسيط في العلاقات الاقتصاديّة الدّوليّة.

إرثٌ مُستمرٌّ

لا يُختصر إرث توفيق قعوار في أرقام أو شركات، بل في نموذج الرَّجُل الوطنيّ الّذي آمن بأنَّ الأردن قادر على بناء اقتصاده بإرادته، وخلق فرص العمل دون الاعتماد الكامل على الخارج. وقد بقي اسمه حاضرًا في قطاعيّ الملاحة والسّياحة كمصدر إلهامٍ للأجيال الجديدة من رجال الأعمال.

رحل توفيق قعوار، لكنَّ أثره باقٍ، ليس فقط في البنية الاقتصاديّة، بل في الذّاكرة الجمعيّة لكلِّ من عرفه أو عمل معه أو تعلَّم من مدرسته.

مع الابناء رُدين وكريم
تكريم من العين رجائي المعشر

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment