Skip to content

الكاتب الياس خوري مهتم باللاهوت المسيحي من منظور فلسطيني والقسيس منذر اسحق يشكره

رابط المقال: https://milhilard.org/j9zf
تاريخ النشر: يونيو 20, 2024 10:42 ص
القسيس منذر اسحق والى يساره الكاتب الياس خوري

القسيس منذر اسحق والى يساره الكاتب الياس خوري

رابط المقال: https://milhilard.org/j9zf

نشر الكاتب اللبناني المعروف الياس خوري مقال اعرب خلاله عن اهتمام خاص بتطور اللاهوت المسيحي الفلسطيني. ملح الأرض شاركت القسيس منذر اسحق بما جاء في المقال والذي اعرب عن تفاوله قائلا: ” اليوم طبعا أصبح اللاهوت الفلسطيني موجود على الساحة العربية بدليل ليس فقط هذا المقال، لكن أيضا مقابلات على موقع منصة “أثير” من خلال بودكاست طويل وجلبت تفاعل جدًا إيجابي معه، فاليوم هناك اهتمام يعني هذا المقال والمقابلة على منصة أثير مع صحفية منى العمري مؤشر على وجود وعي في الشارع العربي بأهمية الصوت المسيحي الفلسطيني واللاهوت عام واهتمام وعطش نوعا ما لتفسيرات دينية ملتزم ملتزمة وطنيا وأهمية صوت المسيحي الفلسطيني.

صوت القسيس منذر اسحق

فيما يلي مقالة الياس خوري. (اقراء محاضرة القسيس منذر اسحق حول اللاهوت المسيحي من منظور فلسطيني هنا )

المسيح يحمل حجراً- بقلم الياس خوري

“في البدأ كانت الكلمة”. بهذه الكلمات افتتح يوحنا انجيله، وفي زمن سيادة العلمنة قرأناها بالمعنى العربي كي نزيل عنها جانبها اللاهوتي، لكننا وقعنا في الفخ؛ فالكلمة العربية مشتقة من فعل «كَلَمَ» أي جرح، فصارت الكلمة هي الجرح وعادت إلى معناها الأصلي، لأن المقصود في الكلمة كان المسيح. فالمسيح هو جرحنا وهو جرح الله في اللاهوت المسيحي.
إعادة اكتشاف المسيحية كجزء جوهري من تراثنا العربي كانت مساراً طويلاً، توجّه المطران جورج خضر بكلماته الجديدة المنحوتة من الأصول العربية. لكن ما يفعله الأب منذر إسحاق، راعي كنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية في بيت لحم وبيت ساحور، يذهب عميقاً إلى ما بعد الترجمة.
فالنصرانية تعربت في القرن التاسع عشر لكنها بقيت في الحدود اللغوية، أما مسيحية الأب إسحاق فقد تغلغلت إلى جوهر اللاهوت المسيحي وأقام لنا مقترباً جديداً للقراءة تحررنا من الصهيونية المسيحية التي أسست للصهيونية اليهودية فيما بعد.


أعاد هذا اللاهوتي اللوثري الأمور إلى نصابها، فقرأ العهدين القديم والجديد بعيون فلسطينية مسيحية



لقد أعاد هذا اللاهوتي اللوثري الأمور إلى نصابها، فقرأ العهدين القديم والجديد بعيون فلسطينية مسيحية غابت طويلاً عن كل القراءات.
فهي قراءة نقدية قامت بتحطيم القراءات الغربية التي سعت إلى فصل المسيحيين الشرقيين عن أرضهم وتغريبهم عن المسيح الذي هو ابن هذه الأرض. والهدف هو تفكيك بنية العائلة المقدسة وتغريب أفرادها عن بعضهم عن بعض. هكذا تنكسر الروابط في فلسطين وتتحطم الأفكار وتتفتت الأرض بحيث تصير غريبة عن أصحابها، تفصلها حواجز الاحتلال والرقابة العسكرية.
كانت العائلة المقدسة هي رمز للوطن. والغزاة اليوم يحطمون العائلات كي يكسروا فكرة الوطن ويزيلوها من الوجود، لذلك نرى كمية الجرائم التي ترتكب في غزة وجنين وطولكرم وبقية المدن الفلسطينية ومخيماتها. من هنا نبعت فكرة لاهوت الأرض وهو اللاهوت الذي يربط الإنسان بالله عبر أرضه ويقيم علاقة جديدة بين اللاهوت والحياة اليومية.
فهذا ليس لاهوتاً منفصلاً عن الشعب أو عن ثقافته أو عن تراثه، إنه لاهوت الفقراء والمستضعفين والمظلومين.
لذلك يجد المسيح نفسه في قلب هذا اللاهوت، وعندما كان القسيس منذر إسحاق طفلاً صغيراً تساءل: لو كان المسيح يعيش بيننا، هل كان سيرمي حجراً؟ وهو تساؤل نابع من وعي طفل لمسيحيته التي علّمته أن من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر، وكان ذلك خلال تجربة الانتفاضة الأولى.
هذا السؤال لم يُجب عنه الأب منذر إلا بالممارسة، أما لاهوتياً فقد أجابني عنه المطران جورج خضر حين ذهبت إليه لأخبره أنني على وشك الالتحاق بالعمل الفدائي في الستينيات.
فأجابني: الشيء نفسه. المسيح هو الفدائي الأول.
وأسكتني.
بحثُنا عن الفدائي الأول تشوه بفعل إكثارنا من الرموز المسيحية في الملصقات السياسية. ولكن رغم ذلك فإن هذه الرموز بقيت حية لأنها أخذتنا عميقاً إلى تراث لم نكن نعرفه بشكل جيد.
كان يجب أن نتعرف على أعمال فنانيْن هما كمال بلاطة وسليمان منصور.
بلاطة رسم الإطار النظري للعلاقة بين الأيقونة الفلسطينية واللوحة في فلسطين، وبذلك مهد الطريق أمام اكتشافنا للمسيح الفلسطيني العربي الذي رسمه سليمان منصور، مفتتحاً الطريق لاكتشافنا البصري للاهوت الأرض. فوظف منصور الكثير من الرموز الفلسطينية الشعبية: الأقمشة، التطريز الفلاحي، الزيتون، البرتقال، الحيوانات الأليف، إلى آخره…
الأب منذر إسحاق اخترق جدار صمت الكنيسة عبر اقترابه من الفن، فصنع تلك اللوحة التي لا تنسى عشية عيد الميلاد للمسيح الطفل في غزة.
لو قرر المسيح أن يولد اليوم في وطنه فلسطين لولد في غزة ملفوفاً بالكوفية الممزقة وهو يرتجف برداً تحت ركام البيوت.
هذه القدرة على صناعة الصورة وصوغ الفكرة هي ما يميز هذا الكاهن الذي دخل إلى منازل الفقراء وكتب لهم وعنهم لاهوتاً يليق بتجربتهم المأساوية ونضالهم من أجل التحرير.
تحية إلى هذا الكاهن الذي مثل رواية الشعب الفلسطيني في مواجهة الرواية الصهيونية التي سعت وتسعى إلى خنق الصوت الفلسطيني. كُل كلام قد يُساء فِهمه،
‏إلا مُناجاتك مع الخالق


اللهمَّ اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أعمارنا أواخرها، وخير أيامنا يوم نلقاك

اللهمَّ اجعل المحبة في نفوسِنا ، والإبتسامة في  وجوهِنا ، والسعادة في بيوتِنا ، واجعل ذكرك لا يُفارقنا

‏اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى ولك الحمد على كل حال، الحمدلله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، ملئ السماوات وملئ الأرض وملئ ما بينهما من شيء بعد.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content