السابق د. معتصم دبابنة يفوز برئاسة الكنيسة الإنجيلية الحرة في الأردن
رابط المقال: https://milhilard.org/f3a1
تاريخ النشر: مارس 11, 2024 5:29 م
رابط المقال: https://milhilard.org/f3a1
التقى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم، وزير خارجية الفاتيكان المطران بول ريتشارد غلاغير، في اجتماع بحث تطورات الأوضاع في غزة، والجهود المبذولة للوصول لوقف كامل لإطلاق النار، وبما يضمن حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لجميع أنحاء القطاع. كما تناول الاجتماع الأوضاع في الضفة الغربية والقدس، والقيود التي تفرضها إسرائيل على المصلين.
وأكد الوزيران على ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وللمنشآت الحيوية في قطاع غزة وخاصة دور العبادة، وعلى ضرورة رفع القيود عن المصلين في القدس وخاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد الاجتماع، قال الصفدي “تأتي هذه الزيارة ونحن نحتفل في بداية شهر رمضان شهر الرحمة والسلام وشهر السكينة، ولكن للأسف هذا ليس الواقع الذي يعيشه ٢،٣ مليون فلسطيني في غزة، يعانون فيه من وحشية العدوان الإسرائيلي، ومن المجاعة”. وأضاف “يموت الأطفال من نقص الطعام، و مليوني فلسطيني قد دفعوا خارج منازلهم ليعيشوا في الملاجئ من دون تلبية الاحتياجات الأساسية للحياة”.
وزاد “هذا الشهر الكريم يأتي علينا وغزة تقصف من قبل إسرائيل، والنساء لا يجدن ما يطعمن أبنائهن، والغزيون يموتون ولا يجدون مكاناً يدفنون فيه؛ خمسة أشهر مضت من هذا النزاع والعالم يعجز عن تنفيذ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وصون الكرامة الإنسانية، وإسرائيل تستمر بعدوان خرق كل القيم الإنسانية”.
وقال” الوضع صعب في الضفة الغربية، إذ إن الإجراءات الأحادية الإسرائيلية تغير الواقع على الأرض، ولا تسهم في إحلال السلام، ولا حتى تحقيق حل الدولتين، ونرى خروقات لحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية، وقيوداً على حق أداء العبادات”، مشدداً على ضرورة رفع إسرائيل لهذه القيود واحترام حرية العبادة، والسماح للمصلين بأن يؤدوا واجباتهم الدينية خلال شهر رمضان.
وحذر الصفدي من أن “العبث بالمقدسات هو عبث بالنار”، وقال “نحثكم ونحث كل دول العالم على أن يقوموا بكل ما هو ممكن لضمان احترام إسرائيل الوضع القانوني والتاريخي في الأراضي المقدسة، واحترام حق العبادة، ورفع كل القيود المفروضة التي تمنع الناس من أداء فروضهم الدينية في هذه الأيام المقدسة”.
وأكد الصفدي بأن الأردن وبموجب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس يقوم بكل الجهود الممكنة لحماية واحترام المقدسات الإسلامية والمسيحية وأن لا يتم انتهاك حرمة الأماكن المقدسة.
وقال الصفدي “نستمر بالعمل سوياً ومع الشركاء حول العالم لدفع إسرائيل لاحترام حرمة الحياة في غزة، وإيقاف هذا العدوان الذي لم يأتي إلا بالدمار والخراب والجوع”، مؤكداً “نريد السلام في المنطقة ونريد السلام للفلسطينيين والإسرائيليين وللمنطقة بأكملها، ونريد إحلال الحق وإعطاء الحق الشرعي للفلسطينيين بإقامة دولتهم على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل”.
من جانبه قال وزير خارجية الفاتيكان المطران بول ريتشارد غلاغير “أتمنى لكم شهر رمضان مبارك، ولقد أتينا لنحتفل سوية مع أصدقائنا الأردنيين؛ ٣٠ عاماً من العلاقات الدبلوماسية بين الفاتيكان وبين المملكة الأردنية الهاشمية شهدت تعاوناً وثيقاً واحتراماً كبيراً”. وزاد “علاقات مهمة جداً تستحق أن يتم تعزيزها، والفاتيكان اتخذ قراراً بأن يتم تمثيله شخصياً بسفارة في الأردن”.
وقال “الأردن بلد مهم يحترم الحريات الدينية، وننظر بعين الاحترام للمملكة على دورها وجهودها الاستثنائية لخدمة اللاجئين على مر العقود وحتى الآن”.
وأضاف “في هذا الوقت والنزاعات الحالية وخاصة النزاع الذي يمس الفلسطينيين، الكرسي الرسولي قد رأى وراقب بقلق الأحداث التي حصلت في السابع من تشرين الأول والأحداث التي تلت ذلك ضد الإسرائيليين، ولكن هنالك عشرات الآلاف من الفلسطينيين وخاصة النساء والأطفال والمدنيين الذين فقدوا حياتهم بعد هذه الأحداث خلال الخمسة أشهر، وهذا العدوان ينبغي أن ينتهي ولذلك فإن الفاتيكان يسعى ويستمر بالمطالبة بوقف إطلاق النار وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وبذل الجهود لحل هذا النزاع المريع”.
وقال غلاغير “ندعم جهود الأمم المتحدة وخاصة وكالة الأنروا في هذا الوقت، والتي نرى بأن دورها أساسي لتلبية الاحتياجات وحل المشاكل الإنسانية”.
وفي رد على أسئلة حول التنسيق الأردني مع الجانب الأمريكي حول المنصة البحرية التي تنوي الولايات المتحدة الأمريكية إنشاءها على ساحل قطاع غزة، وحول الإنزالات الجوية، وإن كان على إسرائيل أن تفتح المجال أكثر لإدخال المساعدات، أكد الصفدي “على إسرائيل أن تفتح الأبواب واسعة وكاملة أمام إدخال المساعدات الإنسانية، ثمة مجاعة في غزة الآن، وأرقام الأمم المتحدة تتحدث عن الآلاف من الذين لا يجدون قوت يومهم؛ من أطفال يموتون بسبب عدم توفر الغذاء، وعدم توفر الحليب”، مشدداً على أن هذه الكارثة الإنسانية لا يمكن أن تنتهي إلا بإنهاء العدوان، وبإدخال مساعدات كافية لجميع أنحاء قطاع غزة وبالسماح بتوزيع هذه المساعدات في جميع أنحاء القطاع.
وزاد “ما يدخل من المساعدات حتى الآن لا يلبي ٤% من احتياجات غزة، ولا يسمح لهذه المساعدات أن تصل إلى مئات الآلاف في شمال غزة، وتقرير الأمم المتحدة تحدث عن حوالي ١٥% من الأطفال في شمال غزة الآن يعانون أعلى درجات الجوع والمعاناة”.
وقال “الإنزالات التي وجه جلالة الملك عبد الله الثاني، حفظه الله، بالقيام بها وأشرف عليها شخصياً هي جهد أردني، لمحاولة العمل على تأمين الحد الأدنى، لكن كما قلنا سابقاً هذه لا تلبي ولو جزءاً بسيطاً، ولكن هذا هو الجهد الذي استطعنا القيام به، إضافة إلى إرسال مساعدات عبر جسر الملك حسين بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي ودول أخرى”، مؤكداً بأن ما يدخل من مساعدات إلى لا يكفي.
وزاد “كل لقمة خبز تفرق في غزة، وكل علبة حليب تعني إنقاذ حياة طفل، وكل حبة دواء تعني تخفيف ألم امرأة أو طفل أو رجل يعاني”.
وقال الصفدي “بالنسبة للممر البحري لإدخال المساعدات، موقفناً بأن أي جهد يسهم فيه وقف المجاعة، وفي توفير الغذاء والماء والدواء لأهل غزة هو جهد ضروري، لكن هي كلها جهود استثنائية في مواجهة ظرف مستحيل جعلته إسرائيل مستحيلاً بإصرارها على استخدام الغذاء كسلاح وبتجويعها الفلسطينيين”.
وزاد “الفلسطينيون يقتلون بالرصاص الإسرائيلي، ويموتون أيضاً نتيجة حرمان إسرائيل أهل غزة من حقهم في الماء والدواء والغذاء، وكلنا نعمل من أجل إنهاء هذه الكارثة؛ في الحد الأدنى إدخال المساعدات الإنسانية”، مشيراً إلى أنه ثمة قرار لمجلس الأمن بالسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، إلا أن إسرائيل رفضته، وثمة تدابير إجرائية أمرت بها محكمة العدل الدولية، وإسرائيل لم تنفذها، وما زال العالم ينتظر، وما تزال الحكومة الإسرائيلية تتحدى المجتمع الدولي كله ومستمرة في عدوانها على غزة وفي تجويعها للفلسطينيين.
وقال الصفدي “على أبواب شهر رمضان المبارك الغزيون يواجهون القتل ويواجهون الجوع، وبنفس الوقت نرى تصعيداً في الضفة الغربية، ونؤكد على ضرورة رفع كل القيود التي تفرضها إسرائيل على حرية العبادة في المسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف في هذا الشهر الفضيل”، محذراً من أن العبث بالمسجد الأقصى هو عبث بالنار، وقال “الضفة الغربية تغلي نتيجة ليس فقط الحرب على غزة، ولكن الإجراءات اللاشرعية التي تستمر إسرائيل القيام بها بالضفة من بناء المستوطنات، والاعتداءات على المدن، وإرهاب المستوطنين”، محذراً من أن عدم السماح للمصلين بأداء واجباتهم وشعائرهم الدينية في هذا الشهر الفضيل، وتقييد حرية الوصول إلى المسجد الأقصى، يدفع باتجاه تفجر الأوضاع.
وأضاف الصفدي “بتوجيهات جلالة الملك، جهود المملكة واضحة، ومستعدون لأن نرسل كل يوم وكل لحظة كل ما نستطيعه من أجل مساعدة أهلنا في غزة، لكن ثمة تحديات تفرضها إسرائيل، وإسرائيل تتحدى العالم كله وتقف في وجه الشرعية الدولية وترفض قرارات مجلس الأمن وترفض حتى قرارات حلفاء لها في العالم بما فيهم الولايات المتحدة الأمريكية، والأردن يقوم بما يستطيعه منذ بدء هذه الأزمة وجلالة الملك يقود جهوداً غير منقطعة لإنهاء العدوان ولإدخال المساعدات وتأمين وصولها إلى كل أنحاء غزة”. وأشار الصفدي إلى أن الإنزالات الأخيرة التي قامت بها المملكة كانت موجهة إلى شمال غزة حيث الحاجة الأكبر والأصعب.
وختم الصفدي “المسؤول عن تجويع الفلسطينيين في غزة وحرمانهم مائهم و دوائهم وغذائهم هو إسرائيل، وهو أيضاً الصمت الدولي الذي يسمح لإسرائيل بأن تستمر في هذه الإجراءات التي تخالف كل القوانين الدولية وتتحدى كل الشرائع الدولية وتتجاوز كل الخطوط الحمراء الإنسانية والأخلاقية والقانونية”.
وفي إجابة على سؤال حول الجهود التي يبذلها الفاتيكان في سبيل وقف إطلاق النار وخاصة في شهر رمضان، قال غلاغير “الفاتيكان وكما هو الحال مع العديد من الفاعلين في المجتمع الدولي يسعون ويطمحون للوصول لوقف إطلاق النار قبل رمضان، والكثير كانوا يدفعون نحو ذلك، وسوف نستمر في العمل مع المجتمع الدولي بهذا الجهد”، مؤكداً “هذا موقفنا، وهذا ما يطالب به البابا فرانسيس في كل لقاءاته العالمية، ونحن عمله أيضاً”.
وفي رد على سؤال حول كيف يمكن للفاتيكان بأن يسهم في حماية الكنائس في قطاع غزة الذي يضم واحدة من أقدم الكنائس، وفي حماية المدنيين، قال غلاغير “معروف بأن قداسة البابا فرنسيس على تواصل شبه يومي مع الكنيسة الكاثوليكية في غزة، ومطلع بشكل جيد على الوضع في غزة، وقد ناشدنا العديد من المنخرطين في الصراع الدائر في غزة بأن يحافظوا على المقدسات، وفقاً للقانون الدولي. وأضاف “فيما يتعلق بالمدنيين، موقفنا واضح جداً، المدنيون ليسوا أضراراً جانبية في هذا الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس، ولا يجوز استهداف المدنيين أو المؤسسات التي تتمتع بالحماية وفقاً للقانون الدولي، ورسالتنا واضحة جداً، ونأمل بأن يكون هنالك من يستمع إليها”.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.