السابق القسيس منير قاقيش رئيس اتحاد مجامع الكنائس الإنجيلية وبطرس منصور أمين سر
رابط المقال: https://milhilard.org/6g1v
عدد القراءات: 735
تاريخ النشر: سبتمبر 3, 2023 6:06 م
الدكتورة أليس عبود
رابط المقال: https://milhilard.org/6g1v
خاص ملح الارض
مع تزامن العودة للمدارس للعام الدراسي 2023-2024 ، يعيد موقع ملح الأرض نشر الحوار الذي اجراه سابقا مع الدكتورة أليس عبود مديرة المدرسة الأهلية CMS والمطران بالنيابة، وهي حاصلة على شهادتي البكالوريوس والماجستير في اللغة الإنجليزية وآدابها من الجامعة الأردنية.
بدأت حياتها العملية معلمة لغة إنجليزية في المدرسة الأهلية للبنات CMS ، التي تخرجت منها، ثم حصلت على درجة الدكتوراه في التربية، تخصص قيادة تنظيمية من جامعة نورث سنترال في فينيكس/أريزونا، وقد تمحورت رسالتها حول المدرسة الأهلية كمركز لتمكين الفتيات من خلال التعليم التقدميّ والنوعيّ.
التحقت الدكتورة أليس عبود بدورات متعدّدة في مجال التعليم والإدارة، وشاركت في مؤتمرات عربيّة ودوليّة مختلفة . تدرجت في مناصبها ابتداء من معلمة، ثم لمديرة دائرة اللغة الإنجليزية، ثم مديرة القسم الثانوي في المدرسة، فمديرة للمدرسة الأهلية CMS. وفي عام 2021 أصبحت مديرة المدرسة الأهلية والمطران بالنيابة. إضافة إلى كونها رئيسة جمعية مدارس البكالوريا الدوليّة في الأردن .
وفيما يلي الحوار:
ملح الأرض: كيف لنا تطوير مهارات المعلمين في القطاع الخاص؟ ولماذا هم مميزون عن الكادر التعليمي في المدارس الحكومية؟
الدكتورة أليس عبود: نعي جميعاً أن هناك الآلاف من المعلمين والمعلمات من حملة شهادة البكالوريوس في اللغات والعلوم والإنسانيات، وشهادات عليا أيضاً في نفس تخصصاتهم، ويمتلكون معرفة جيدة، ولكنهم لا يمتلكون الأدوات التي تجعلهم قادرين على الوقوف بثقة أمام طلبتهم. في عالمنا اليوم، أصبح الحصول على المعلومة أمراً يسيراً جداً، ولذلك فإن المعلم الذي لا يمتلك أدوات البحث وأساليب التواصل لن يستطيع الاستمرار والإبداع في مجال التعليم، وهذا ما نركز عليه في الأهلية والمطران، فنسعى إلى تأهيل المعلمين والمعلمات قبل دخولهم غرفة الصف، ومنحهم الثقة وتسليحهم بكل ما يصب في مصلحة تعليم طلبتنا.
تتطلب البرامج الدولية مهارات مختلفة ومتعددة، على المعلم والمعلمة أن يتحلوا بها لكي يستطيعوا مواكبة البعد العالمي للمنهاج، لذا نحرص على أن يتعرض المعلمون والمعلمات لتجارب مستمرة وتدريب دوري لتعميق مفهوم المنهاج لديهم من خلال مختصين أكاديميين وتربويين من جميع أنحاء العالم.
ملح الأرض: ما هي ابرز الصعوبات التي تواجه المدارس المسيحية في الأردن ؟ وما هي برأيك الحلول للحد من هذه الصعوبات؟
الدكتورة أليس عبود: لا أعتقد أن المدارس المسيحية تواجه صعوبات تذكر في الأردن، فلقد تأسس الأردن على مبادئ الوسطية والاعتدال والتنوير والمواطنة الصالحة والصالح العام والانفتاح على العالم والاحتفاء بالتعددية، عبر نظام تربوي عقلاني أخلاقي وإنساني الأبعاد.
المدارس المسيحية في الأردن ساهمت وما زالت تساهم بشكل فعال في نشر التعليم كماً ونوعاً، فمنذ بدايات نشوء الدولة وحتى قبل النشوءتأسست مدارس مسيحية قدمت نفسها على أنها مؤسسات مجتمعية، وتعاونت بشكل كبير مع وزارة التربية والتعليم والمجتمع الأردني من أجل خدمة أبناء وبنات هذا الوطن. قدمت المدارس المسيحية في وقتها برامج أكاديمية متميزة، إلى جانب الاهتمام الكبير بالثقافة والفنون والدراما والموسيقى والرياضة. وقد ساهمت هذه المدارس بتطوير المشهد الثقافي والفني في الأردن، كما ساهمت في تطوير الحركة الرياضية أيضاً وتأسيس نواد رياضية وثقافية تابعة لها.
لقد ساهمت المدارس المسيحية في تطوير العملية التربوية في الأردن على مدار عقود من الزمن، وساهمت في إدخال برامج أجنبية عالية المستوى إلى الأردن، بمباركة من وزارة التربية والتعليم وتشجيعها على ذلك، مما أدى إلى رفع سوية تعليم الطالب الأردني.
ملح الأرض: ننتقل الى الحديث عن المدرسة الأهلية للبنات وهي من أعرق المدارس في الأردن، ما هي أبرز الإنجازات التي حققتها مدرستكم؟
الدكتورة أليس عبود: في العام 1926 تأسست المدرسة الأهلية للبنات في منطقة جبل عمان في العاصمة، كمدرسة مختلطة في الصفوف الأولى ومدرسة إناث للصفوف الأكبر، وفي العام 1936 تأسست مدرسة المطران للبنين في منطقة جبل عمان أيضاً، وواكبت المدرستان تأسيس الدولة الأردنية ورفدت المملكة بخيرة نساء ورجالات الوطن، ومن أهم الطلبة القدامى والخريجين والخريجات في المدرستين: جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال-رحمه الله-، صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت طلال المعظمة، صاحبة السمو الملكي الأميرة عالية بنت الحسين، صاحبة السمو الملكي الأميرة عالية الطباع، جلالة المرحومة الملكة علياء طوقان، السيدة فرح الداغستاني، معالي عالية بوران، معالي ماري قعوار، معالي ياسرة غوشة، معالي سوسن المجالي، سعادة السفيرة دينا قعوار، معالي السيدة هالة بسيسو لطوف، السيدة إميلي نفاع، دولة السيد فايز الطراونة، دولة السيد زيد الرفاعي، معالي ياسين الخياط، معالي جعفر حسان، السيد سميح طوقان، السيد مؤيد السمان، معالي مروان القاسم، معالي وليد عصفور، سعادة الدكتور يوسف قسوس، الدكتور كامل أبو جابر والدكتور رؤوف أبو جابر، السيد أكرم مصاروة، الفنان نبيل صوالحة وغيرهم الكثير من خيرة الخيرة من رجالات ونساء الأردن المتميزين على كافة الأصعدة وفي كل المجالات.
تحقق الأهلية والمطران إنجازاً تلو الآخر من خلال تخريج خيرة الخيرة من الشباب والشابات كسفراء إلى العالم، يتحلى كل واحد منهم بقيم إنسانية وسمات شخصية متميزة.
ملح الأرض: كيف استطاعت مدرسة CMS ان تكون مدرسة رائدة في مجالها؟
الدكتورة أليس عبود: تعتمد الأهلية والمطران نهج التعلم الشمولي الذي يأخذ بعين الاعتبار الجوانب المختلفة للطلبة النفسية/الاجتماعية/ الانفعالية/ الروحانية/ العقلانية، واحترامها جميعها في رحلة التعلم الممتعة، فنحن نؤمن بأن التعليم الحقيقي الذي يترك أثراً بيّناً في المتعلمين هو ذلك الذي يركز على تعليم بناتنا وأبنائنا كيف يتعلمون ويعملون ويفكرون ويبدعون، فغايتنا هي البحث عن المعنى وتكوين المعرفة ، وكان هاجسنا دوما ليس في قراءة طلبتنا للأدب والتاريخ ومعرفة قوانين العلوم الطبيعة، إنما يتجاوز ذلك بكثير، فنحن نتطلع إلى أن يغدو طلبتنا قادرين على استشفاف المعاني الخفية من خلال البحث والتنقيب ومحاكمة الأشياء بمنطق العقل وأن يتجاوز تعلمهم الكتاب المدرسي والمنهاج وأسوار المدرسة.
إن أساس العملية التعلمية في مدارسنا هو رسالة التمكين التي نتبناها، فنسعى لتميكن الإنسان ذكراً كان أم أنثى، نريد من طلبتنا أن يفكروا ويتأملوا في الحياة ومتطلباتها، فنعلم طلبتنا التعمق بمفاهيم علمية جديدة تتعلق بالاقتصاد والإنتاج والتجارة، ونحثهم على الإنتاجية والإبداع والابتكار. كما نولي طلبتنا اهتماماً كبيراً، ونؤمن أن كل طالب/طالبة هو باحث ومخترع وفنان.
ملح الأرض: هل يتم دمج الاطفال ذوي الاعاقة وصعوبات التعلم في مدرستكم ؟ اذا نعم: الالية المتبعه لذلك؟
الدكتورة أليس عبود: تفتخر الأهلية والمطران بكونها مدرسة تتبع نهج التعلم الشمولي والتكاملي الدامج من خلال مركز الكاشف، فلقد تأسس مركز الكاشف، وهو مركز تابع لمدرستنا في العام 1995م، يسهم في تلبية الاحتياجات التربوية الـخاصة للطلاب والطّالبات في الصف. وتتبنّى الـمدرسة ضمن فلسفتها مبدأ الدمج (Inclusion)؛ حيث تتم مساندة الطلبة داخل الصف بمساعدة معلمي المساندة Support Teachers حيث يتواجد معلمان/ معلمتان في الصف في المرحلة الابتدائية لكافة المواد، ومعلمان/ معلمتان لمواد اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات في الصفوف الأعلى، وهؤلاء يعملون مع معلم الصف/المادة بروح فريق واحد، لتنفيذ الـخطة التربوية الأكاديمية، وفق طرق تدريس ووسائل متنوعة، تـحقق التعلم النشط، وتلبي حاجات الطلاب والطالبات الـمعرفية، والانفعالية، والـجسمية، والاجتمـاعية.
ويهدف المركز إلى الكشف والتدخل المبكر، وتوفير خدمات لمساندة الطلبة داخل الغرف الصفية، وتلبية الاحتياجات الفردية لجميع الطلبة (أكاديمية، اجتماعية انفعالية)، وخلق بيئة آمنة، تتقبّل الاختلاف، وتحتفي به، وتهيئة البيئة الصّفّيّة لتلبية الاحتياجات المختلفة، وتوفير دعم أكاديمي واجتماعي وانفعالي بالتعاون مع قسم العافية الشمولية.
ملح الأرض: المدرسة الاهلية تخصصت بتدريس النظام الدولي فقط، لماذا؟
الدكتورة أليس عبود: يتفق برنامج البكالوريا الدولية مع فلسفتنا ورسالتنا ورؤيتنا، فهو برنامج يوفر مساحة أكبر للطالب لاختيار المادة التي يرغب بدراستها، ويؤهله للجامعة وسوق العمل، يقوم على البحث والتساؤل، كما أن مفهوم التقييم فيه يختلف عن المفهوم التقليدي للتقيم (ورقة وقلم) وإنما يعتمد وسائل متعددة تشمل الأبحاث، والمعرض الفني والامتحانات الشفهية، مع العلم بأن التركيز على البرنامج الدولي جاء من أجل تحقيق الرؤية الأكاديمية للمدرسة، وأيضا لعزوف الطلبة عن البرنامج الوطني.
ملح الأرض: هل من الممكن أن توضحي لنا الفرق بين الأنظمة IB-IGCSE – ACT ؟ وعلى اي اساس يختار الطالب واحد من هذه الأنظمة؟
الدكتورة أليس عبود: لكل نظام فلسفته وأهدافه، ويتم اختيار البرنامج بحسب ميول الطلبة ورغباتهم ونقاط القوة والضعف لديهم، إضافة إلى خططهم المستقبلية المتعلقة في الدراسة والتخصصات الجامعية.
وبحسب معرفتي المتعلقة بالبرامج المختلفة، فإن برنامج البكالوريا الدولية وبرنامج ال IG يتبنيان خاصة، يختار الطلبة فيهما المواد بحسب ميولهم ورغباتهم. أما نظام SAT أو ال ACT فهما عبارة عن امتحانات مقننة تعتمدها الجامعات للقبول وليست برامج.
ملح الأرض: كيف ترين حجم إقبال الأهالي على التعليم بالنطام الأجنبي؟ وما هي الدوافع؟
الدكتورة أليس عبود: إن الدوافع كثيرة فهذه البرامج مرنة تلبي احتياجات الطلبة، وتحاكي ميولهم ورغباتهم، تقدم تعليما مميزا، تطور شخصية الطالب، وتوفر فرص قبول كثيرة في الجامعات الأجنبية.
ملح الأرض: ما هي الأهمية التي تكمن في دمج الأنشطة اللامنهجية والمنهجية وتطوير الذات وهو ما تتميز به مدرستكم؟
الدكتورة أليس عبود: نؤمن في الأهلية والمطران بأهمية الأشطة المنهجية واللامنهجية وأنشطة الخدمة المجتمعية والتفاعل المجتمعي في تنمية شخصية الطالب من شتى النواحي، ومعرفتهم لنقاط قوتهم وتعزيزها.
تسهم الأنشطة اللامنهجية في تحسين تعلم الطلبة، وتعزز قيم ومهارات حياتية كثيرة مثل: العمل ضمن فريق، والثقة بالنفس، والاستقلالية وتحمل المسؤولية، والتفكير الناقد والبدائلي. كما تتبنى المدرسة العديد من الإستراتيجيات لصقل شخصية الطلبة وتوجيه ميولهم وتوجهاتهم.
ملح الأرض: نصيحة من خبرتك ممكن ان نقدمها لكل التربويين والطلاب بإعتبارك قدوة لهم؟
الدكتورة أليس عبود: آمنوا بقدرتكم على إحداث التغيير، واتركوا بصماتكم أينما حللتم. ابحثوا عن تحقيق أهداف نبيلة سامية، واحملوا علاقاتكم الطيبة في قلوبكم، وتمسكوا بقيم المحبة والإنسانية والأمل. كونوا مبدعين ورياديين، مفكرين وناقدين، ومتعلمين دائماً، فالعالم يعول عليكم كثيراً.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.