Skip to content

هل تصبح حارة الارمن حي يهودي آخر في القدس؟

رابط المقال: https://milhilard.org/dy3b
عدد القراءات: 590
تاريخ النشر: سبتمبر 5, 2021 5:51 ص
حارة الارمن-القدس
رابط المقال: https://milhilard.org/dy3b

بقلم: يعقوب بدرية

انتشر هذا الخبر في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي: ” بتاريخ 15.9.2020، و بسابقة أولى من نوعها، قامت البطريركية الأرمنية بالقدس بإخلاء عائلة أرمنية من منزلها اذ تم إخلاء وطرد السيد سيروب سهاچيان، وهو عضو ناشط منذ عقود في الطائفة الأرمنية بالقدس، من منزله بالبلدة القديمة، بعد خلاف طويل مع البطريركية الأرمنية الأرثوذكسية دام عقدا من الزمان، و هو نفس المنزل الذي ولد وترعرع به، وكان يقطن به ابناؤه حتى اخر لحظة.

لقد تطور الخلاف بين السيد سهاچيان والبطريركية ليصل الى المحاكم الإسرائيلية، وقد حكمت المحكمة لصالح البطريركية، ولكن ذلك يعتبر خلافاً للأعراف القائمة بحل أمور الطائفة بلغة الحوار والنقاش الداخلي وبعيداً عن استدراج الأمور الى القضاء.

أما بهذه الحالة، وبسبب معارضة السيد سهاچيان لكيفية تعامل البطريركية مع العديد من الأملاك الوقفية فقد توجهنت البطريركة للقضاء وحصلت على قرار المحكمة الإسرائيلية بإخلاء السيد سيروب سهاجيان، من بيته في حي الأرمن. فيما يلي تلخيص لتفاصيل الدعوى:

ولد السيد سهاجيان وإخوته وترعرعوا في بيت صغير في حي الأرمن مع والديهم حتى تزوجوا.
توفي والده سنة ١٩٨٦، ثم والدته سنة ٢٠٠١، ولا شك أن الوالدين كانا مستأجرين محميين.

يدّعي السيد سهاجيان أنه مستأجر محمي أيضا، وأنه كان يسكن أحيانا في البيت قبل وفاة والدته، وعندما بلغ ابنه السادسة عشر سنة ٢٠٠٣، كان بحاجة إلى عنوان في القدس للحصول على الهوية الزرقاء، ولهذا وافق السيد سهاجيان مؤقتا على عقد اتفاقية إيجار جديدة باسمه تنص على أنه مستأجر غير محمي، مقابل ١٠٠ دولار شهريا، بعد أن حصل على وعد من الراهب باكراد، والذي كان مديرا لأملاك البطريركية في حينه، بأن يتم تصحيح العقد فيما بعد لتوضيح أنه مستأجر محمي حسب القانون.

إدعاءات البطريركية:


١) ألسيد سيروب سهاجيان لم يسكن مع والدته لمدة ستة أشهر قبل وفاتها.
٢) سهاجيان يملك بيتا كبيرا في بيت جالا.
٣) سهاجيان وقّع بإرادته الحرة سنة ٢٠٠٣ على عقد إيجار غير محمي، وقد انتهت فترة الإيجار.
٤) سهاجيان أجّر البيت أو جزءأ منه دون موافقة البطريركية.
٥) سهاجيان كان يتأخر في دفع الأجرة.
٦) ألسينودس (المجمع المقدس) رفض تمديد عقد الإيجار بسبب التصرفات العدوانية لسهاجيان.

الحي الارمني بالزهري ملاصق للحارة اليهود

هكذا تمكن دير الأرمن من الحصول على قرار إخلاء السيد سهاجيان في المحكمة، اعتمادا على أسباب الإخلاء الواردة في القانون

الإسرائيلي لحماية المستأجر.

حتى إذا كانت كل هذه الإدعاءات صحيحة ودقيقة، أتساءل عن مصلحة دير الأرمن من إخلاء السيد سهاجيان وغيره من المقدسيين الأرمن من بيوتهم!!


هل يتم إسكان مقدسيين أرمن أو مسيحيين أو حتى مسلمين، بدلا من السكان الذين يتم إخلاؤهم؟


أم ان المستفيد الأول من إخلاء المقدسيين الأرمن، هم المستوطنون اليهود؟

تشير إحصائيات رسمية إسرائيلية، في الجدول المرفق، إلى أن عدد السكان المسيحيين (من مختلف الطوائف) في حي الأرمن انخفض من ١١٩٣ سنة ١٩٩٥ إلى ٧٠٢ سنة ٢٠١٦، بينما تضاعف عدد المستوطنين اليهود في الفترة ذاتها من ٥٩٢ إلى ١١٣٢.

انها مسألة وقت حتى ينقرض إخواننا المقدسيون الأرمن، ويتحول حي الأرمن إلى حي يهودي ثان، إلا إذا تمت مراجعة سياسة البطريركية.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content