السابق هل تصبح حارة الارمن حي يهودي آخر في القدس؟
رابط المقال: https://milhilard.org/0zlg
عدد القراءات: 679
تاريخ النشر: سبتمبر 6, 2021 6:10 م
رابط المقال: https://milhilard.org/0zlg
اوائل “التوجيهي” يروون تجربتهم “للمغطس” والمدارس تابعتهم اكاديميا” ونفسيا” رغم ظروف التعليم عن بُعد
كتبت: رحمة المحارمة
استطاعت المدارس المسيحية بطلبتها وكوادرها التعليمية الموجودة في الأردن من تحقيق نجاحات باهرة في نتائج الثانوية العامة لهذا العام، مسجّلة الطالب الأول على المملكة في الفرع العلمي والسادسة على المملكة للفرع العلمي والطالبة الحاصلة على المرتبة الأولى في الفرع الفندقي، عدا عن مئات المعدلات التي تعدّت التسعين في الثانوية العامة في كافة محافظات المملكة.
وتعتبر هذه النتائج هي حصيلة جهد المدارس المسيحية بكوادرها التعليمية والإدارية في فترة كورونا والدراسة عن بُعد إضافة إلى جهد الطلاب واهلهم ، فبالرغم من صعوبة الوضع على جميع الطلاب إلا أنها استطاعت أن تحقق هذه النجاحات التي سُجّلت لها في وقت كان صعب جدا على الطرفين.
يروي لنا بعض الطلبة الأوائل ومدراء هذه المدارس لمجلة المغطس الالكترونية عن تجربتهم لهذه السنة الدراسية. وقال الطالب أحمد العجالين من مدرسة دير اللاتين الثانوية للبنين / مأدبا والحاصل على ترتيب الأول على المملكة في الثانوية العامة للفرع العلمي الحاصل على معدل 99.75 ، “لم تكن هناك ساعات محددة للدراسة طوال السنة فالأهم هو التركيز أثناء الدراسة وأخذ استراحة من وقت لآخر فأنا اعتمدت على الموازنة بين الدراسة وممارسة الأنشطة الحياتية”.
وأشاد بدور مدرسته في نجاحه وخاصة المعلمين الذين تابعوا مع الطلبة بتحضير الجداول لمتابعة الدراسة والذين عملوا أيضا على تجاوز عقبة التعلم عن بعد،والتي كانت أحدى الصعوبات التي واجهها خلال السنة.
وأضاف بأنه يخطط لدراسة الطب البشري في إحدى جامعات بريطانيا وأختتم بتمنيه النجاح لجميع المقبلين على مرحلة الثانوية العامة وأن يتذكروا دائما لذة النجاح حينما يشعرون بالملل أو بالإحباط .
بدوره قال مدير مدرسة دير اللاتين الثانوية للبنين فراس الشويحات إن التعليم عن بُعد اختص في الجانب الأكاديمي فقط وهذا غيّب الجزء التفاعلي واللقاء الوجاهي والنشاطات المنهجية واللامنهجية لدى الطلبة والمعلمين، إضافة إلى جلوس الطلاب لساعات طويلة أمام جهاز الحاسوب.
وأكد شويحات أن المدرسة بكوادرها كانت متابعة للطلاب على الدوام وأضاف أن المعلمين كانوا متاحين في أي وقت لتلقي الأسئلة والاستفسارات وكان هناك زيارات إلى بيوت الطلبة في حال احتاج أي منهم إلى ذلك. وتم الإتصال معهم شخصياً للإطمئنان عن حالتهم النفسية وسير مستواهم الأكاديمي.
مضيفا أنه كان من أحد الصعوبات التي واجهتها المدرسة هي التحول المفاجئ من التعليم الوجاهي إلى التعلم عن بعد وأول المشاكل كانت المشاكل التقنية منها عدم قدرة المعلمين والطلبة على التعامل مع المنصة التي اعتمدتها المدرسة وهي ال Edunation” و”Microsoft teams
وقال “يتم التعامل مع الطالب كحالة فردية وتتم متابعته في جميع المراحل، وتعتبر المدرسة نجاح الطلاب وتحديداً الأول على المملكة لهذه السنة من نجاح المدرسة والكادر التعليمي كامل وأن ذلك يدل على جهود المدرسة والطلبة لتحصيل أفضل النتائج”.
الطالبة جود حداد من مدرسة راهبات الوردية الشميساني الحاصلة على معدل 99.57 بالمائة في الفرع العلمي وبترتيب السادسة على المملكة والأولى على مديرية قصبة عمان، تحدثت لمجلة المغطس عن الصعوبات التي واجهتها، وهي أن الدراسة لهذا العام أيضا كانت عن بُعد بسبب الجائحة مشيرة” إلى أنها كانت تدرس من خلال المنصة الرسمية التابعة لمدرستها ولم تستخدم منصة درسك.
وقالت “فرضت ظروف الجائحة عليهم التعلم عن بُعد مما شكل لدي شعور بالملل، وعدم وجود تفاعل شكل صعوبة كبيرة فأنا أفضل التعلم المباشر لنتفاعل مع المعلمين”.
وجدت جود دعما بدرجة أولى من الأهل وثم المدرسة، وأثنت بدورها على دور مدرستها ومساعدة المعلمين لها أثناء شرح الدروس طوال الوقت رغم كافة الظروف. بالإضافة إلى تمكينهم من التواصل مع معلميهم في أي وقت لسؤالهم عن أي مشكلة تواجههم بالإضافة إلى دعمهم المعنوي لها بمتابعتهم لها والتواصل معها و دعمهم خلال توقعهم حصولها على هذا المعدل.
السكرتيرة العامة لمدرسة كلية راهبات الوردية الشميساني كارول حتر قالت “للمغطس” إن كورونا لم تترك أي قطاع لم تؤثر عليه، فبالتالي كان لها تأثير على قطاع التعليم ، وجعلت التعليم عن بُعد له تحديات كبيرة وخاصة على طلبة التوجيهي، حتى شكل ذلك مسؤولية كبيرة على المدرسة لتأمين بيئة مدرسية للطلبة وتمكينهم من التعامل مع المنصات لمتابعة تعليمهم وتدريبهم عليها .
وأكدت أن تدريب المعلمين على المنصات كان من قبل معلمين مبرمجين من المدرسة، وكانت الحصص تُعطى صوتاً وصورة لتحقيق أكبر قدر من التفاعل بين الطالب والمعلم.
وأضافت كارول أنه في ببعض الأحيان يتم إرسال أوراق عمل إلى بيوت الطلبة وإقامة مراجعات لكل من يرغب، لأنهم كانوا معتادين في السابق على عمل مراجعات دائمة للطالبات لديهم، “كان هناك تجهيز لقاءات مع مختصين في علم النفس التربوي لمحاولة إزالة الرهبة التي تشعر بها الطالبات قبل الإمتحان وكانت هناك متابعة بعد الإنتهاء من الإمتحان”.
وقالت حتر بأن النجاح ثمرة جهود متواصلة وهي حلقة بين الإدارة والهيئة التدريسية والأهل واستطاعت تخريج أفواج متميزة وأشادت بجهود الطالبات رغم كل الصعوبات التي واجهوها مع الظروف الراهنة.
أوضحت الطالبة لين الهواري الأولى على المملكة على الفرع الفندقي والسياحي في مدرسة المعمدانية أنها لم تكن تتعامل مع الدراسة على أنها عبئ إنما كانت جزء ممتع في حياتها وكانت تنظر دائما أن لديها هدف لتحققه وذكرت انها لم يكن لديها ساعات معينة للدراسة.
وأشارت لين أنه بالرغم من أن الدراسة عن بُعد كان لها سلبياتها، إلا أنه بالدور الكبير للمدرسة والمعلمين ومتابعتهم الحثيثة كانت التجربة إيجابية خصوصاً بأن المعلمين كانوا متواجدين في أي وقت لأي مشكلة أو أي استفسار من طلبتهم، إضافة إلى دعم المعنوي.
واختتمت بشكر مدرستها التي ساعدتها على تحقيق هدفها واحتوائها لها أكاديمياً ومعنوياً ووجهت كلمة للطلبة أن النجاح ليس من المستحيل تحقيقه مهما كانت الظروف إنما يحتاج إلى المثابرة والإصرار.
وقالت مديرة مدرسة المعمدانية الأستاذة يارا قسوس “لمجلة المغطس “ إن أحد الصعوبات التي واجهت الطلبة الصعوبات النفسية والتي كانت أكبر من الصعوبات الأكاديمية، والتي تمثلت بترك الطالب مدرسته وتلقي تعليمه في المنزل بسبب الجائحة التي لم تكن عنصر مفاجئ فقط للطلبة إنما للبشرية جمعاء.
وأكدت قسوس أنه بدورهم كمدرسة وحتى قبل إعلان الحظر قاموا بتدريب مكثف لكوادرهم لاستخدام المنصة التعليمية الخاصة بالمدرسة حتى يشعر الطالب بأن المعلم لا يزال حاضراً معه بالإضافة إلى أن طالب التوجيهي تحديداً كانت له حلقة تنظيمية لمعرفة كيفية الدراسة وتنظيم الوقت و تم تقديم محاضرات توعوية من قسم الإرشاد حول كيفية تخطي هذه المرحلة.
و أشارت إلى أن المعلمين كانوا مع الطلبة على مدار الساعة وليس فقط في الحصص إنما متاحين في أي وقت، وكانت هناك أيضاً متابعة عن طريق تزويدهم بأوراق عمل، وأما بالنسبة للطلبة الذي كان تحصيلهم متدني كانت هناك جلسات متابعة فردية لإعادة الدرس. إضافة إلى العناية في الجانب النفسي للطلبة كانت هناك متابعة من قسم الإرشاد بتقديم جلسات توعوية وحتى في بعض الحالات كانت هناك زيارات لمجموعة من الطلبة من قبل المرشدين التربويين والإداريين لتشجيع الطلبة وضمان دخولهم للإمتحانات بجاهزية عالية.
قالت قسوس “لم يكن هنالك إختلاف كبير في المعدلات مقارنة مع السنوات السابقة و ولكن بوجود طالبة من الفرع الفندقي من أوائل المملكة كانت مفاجأة كبرى لديهم رغم أنه هذه ليست المرة الأولى التي تتوج مدرستهم متفوقين بعلامات عالية لكن لم يكونوا أوائل المملكة، وهذا أيضاً يعطي دافع للمعلمين وشعورهم بان نجاح الطلبة هو نجاح للمؤسسة التعليمية بأكملها”.
شاهد فيديو عن الطلبة الأوائل
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.