السابق الكلية العربية الارثوذكسية والمعمدانية تتألقان بين مدارس مناطق ال 48
رابط المقال: https://milhilard.org/osgt
عدد القراءات: 539
تاريخ النشر: أبريل 27, 2024 3:43 م
رابط المقال: https://milhilard.org/osgt
داود كُتّاب
كثيرا ما نسمع عن شخص اقترف خطأ معين وبعد فترة قرر التوبة والاعتذار عن خطئه، ولكن هناك فرق كبير بين التوبة والاعتذار الصادق وبين الاعتذار المصلحي.
فالاعتذار ليس محصورا بكلمات معينة، بل بتصرف كامل وتراجع حقيقي عن المسبب لذلك الاعتذار وتعويض المتضرر.
إذا فالاعتذار الصادق يتطلب عدة شروط أساسية وبدونه من الصعب أن يعتبر المتلقى للخطأ ان الطرف الاخر مخلص بالاعتذار.
شروط الإعتذار الصادق: ان يكون معلل, ان يعود المخطئ عن طريقه وان يعوض لمن تضرر
اول شروط الاعتذار الصادق هو ان يقوم المخطىء بالقول العلني والمفصل عن الموضوع. فلا يكفي فقط القول “اسف”، ولكن الشرط الأساسي للإعتذار الصادق هو القول انني اعتذر عن التهجم عليك في اليوم الفلاني وامام كذا وكذا حيث قلت كذا وكذا أو قمت بعمل كذا وكذا. فمحاولة التخبئة وراء التعميم في الاعتذار يعني أن التائب يحاول أن يخفي ما فعله وهذا اول دليل ان الاعتذار غير صادق.
ولكن الاعتذار المفصل ليس كافي. فالشرط الثاني يتطلب من الشخص التائب أن يتوقف عن التوجه العام الذي سبب الخطاء ويعود بشكل واضح عن طريقه. فلا يمكن أن يكون الاعتذار صادق إذا استمر الشخص بالتصرف والعمل والتحرك في الاتجاه الخاطئ أصلًا.
أما الشرط الثالث للإعتذار الصادق فهو ضرورة ان يقوم المخطئ بتعويض الشخص الذي أساء إليه. فمن اجل ان تكتمل عناصر الإعتذار الصادق يجب على المخطئ أن يعمل كل ما في استطاعته لتعويض المتضرر. فإذا قمت بكسر زجاج الجيران مثلًا عليك دفع ثمن تصليح الشباك، وإذا سبب ذكر معلومة خاطئة خسارة مالية أو معنوية للمتلقي فيجب تعويض المتضرر إما ماليا او علنا امام الأشخاص الذي تم قول الأمر الخاطئ أمامهم. قصة زكا العشار في الكتاب المقدس خير مثال حيث عندما تاب عن خطئه أعلن رسميا أمام يسوع انه سيعوض عشر اضعاف لمن أخطاء لهم.
ومادام نحن في موسم عيد الفصح المجيد واسبوع الآلآم فمن الضروري ان نراجع انفسنا ونصلح الخطاء او الضرر الذي سببناه لقريب او بعيد. فالخطاء يسبب مرارة لا يمكن معالجتها دوت اعتذار صادق.
كما من الضروري أن يتجاوب المتلقى الإعتذار الصادق بقبول ومسامحة المخطئ كما سامحنا رب المجد. وعلينا ان نتذكر انه مهما كان الخطأ والضرر عميق ومزعج فإنه لا يقارن بما قام به ربنا بمحي أخطائنا واعطائنا الغفران الكامل عند التوبة الحقيقية وعندما نعود عن خطئنا ونعوض من أخطائنا لهم.
وكل عام والجميع بخير
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.