
السابق كنيسة رام الله المحلّيّة ترسم ديفيد عازر شمّاسًا
مُترجم عن Christian Daily
بقلم القس جاك سارة *
أثناء إرشادي مؤخّرًا لمجموعة من 16 طالبًا من طلّاب دراسات السّلام من الولايات المُتّحدة الأمريكيّة وكندا والمجر والمملكة المُتّحدة في جولة حول القدس، كنتُ أُعلِّمهم عن قدسيّة هذه المدينة، المدينة الّتي يُبجّلها المسيحيّون والمسلمون واليهود.
بينما كُنّا واقفين بالقرب من كنيسة جميع الأمم، المعروفة أيضًا باسم كنيسة جثسيماني، مرّت مجموعة من الطلّاب اليهود الشّباب مع قادتهم. ولدهشتنا وحزننا، بدأوا بالبصق أمام الكنيسة، وهو فعلٌ ازدراءٌ لمجرد أنّها مكان عبادة مسيحيّ.
بصفتي مسيحيًّا محلّيًّا وتابعًا ليسوع، فقد جرح هذا قلبي. ليس فقط بسبب عدم الاحترام الّذي يُظهره هذا المكان المُقدّس، بل لما يعكسه: عدم إدراك كرامة الآخرين الّذين خُلقوا على صورة الله.
لا ندعو للانتقام، بل للتغيير.
إلى متى ستبقى هذه الأعمال الدّنيئة دون رادع أو اعتراض؟ أين الأصوات في المجتمع الإسرائيليّ الّتي ستُدينها؟ أين المُعلِّمون الّذين سيُعلِّمون طلّابهم الاحترام لا الكراهية؟
يسوع، الّذي بكى على أورشليم (لوقا ١٩: ٤١)، لا يزال يبكي اليوم – على مدينة مُقسّمة، وعلى قلوب قستها التاريخ والخوف. ومع ذلك، علّمنا أيضًا: “طوبى لصانعي السّلام، فإنّهم أبناء الله يُدعون” (متى ٥: ٩). بل وأكثر من ذلك، قال لنا: “أحبّوا أعداءكم وصلّوا لأجل مضطهديكم” (متّى ٥: ٤٤).
نحن، كمسيحيّين في هذه الأرض، سنواصل فعل ذلك. لن نردَّ الكراهية بالكراهية، ولن نردَّ على البصق بالبصق. لكنّنا لن نصمت. ندعو القادة الدّينيّين والمُعلّمين والمسؤولين الحكوميّين للتحدُّث والتصرُّف وتعليم الجيل القادم طريقة أفضل.
كما ذكَّرَ الرسول بولس الكنيسة الأولى، “لا يغلبكم الشر، بل اغلبوا الشر بالخير” (رومية 12: 21). هذه هي دعوتنا. هذه هي صرختنا. ونسأل الله أنْ يغيّر قلوب النّاس في هذه الأرض – بدءًا من قلوبنا.
************************************************
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!