Skip to content

البابا فرنسيس يُعبّر عن مرارة قيام إسرائيل بقتل أمّ ورضيعها في غزّة: “كيف أستطيع أنْ أتحمّل”

رابط المقال: https://milhilard.org/5his
تاريخ النشر: أكتوبر 22, 2024 6:38 م
1026df74-a5a3-415b-bf8c-b0a61930edf1
رابط المقال: https://milhilard.org/5his

داود كُتّاب-

“أنا في اتصال يوميّ مع راعي الكنيسة الكاثوليكيّة في غزّة، وقبل يومين سمعت عن أمّ ورضيعها تمَّ قتلهم أمام أعين رئيس الدير في غزّة. كيف أستطيع أن أتحمّل. يجب أن تنتهي الحرب فوراً.” كلام البابا فرنسيس موجِّهاً الحديث لرئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق إيهود أولمرت المشارك في اللّقاء المشترك مع وزير الخارجيّة الفلسطينيّ الأسبق ناصر القدوة.

اللّقاء عُقد صباح الجمعة 16 تشرين الأوّل في حضرة الفاتيكان، تمَّ لدعم مبادرة فلسطينية – إسرائيلية تقدَّم بها وزير الخارجيّة الفلسطينيّ الأسبق د. ناصر القدوة ورئيس الوزراء الإسرائيليّ السّابق أولمرت.

تمَّ ترتيب اللّقاء مع  القاصد الرسوليّ في القدس، المطران أدولف إيلانا، وجاء بعد لقاءت مع الموقعِّين على البيان المشترك في واشنطن وإسبانيا وبروكسل ومن المتوقَّع أن تليها لقاءات أخرى في العديد من العواصم العالميّة.

البابا فرنسسيس يصافح د. ناصر القدوة

في حديثٍ خاصٍّ لـملح الأرض من منزله في القدس وصف سنجلاوي كلمات قداسة البابا بأنَّها “كانت روحيّة ومؤِّثرة”.   وقال سنجلاوي أنَّ الدّكتور ناصر القدوة ركَّز في حديثه للبابا فرنسيس على الرّؤية المشتركة للقدس: “القدس مهمة لـ23 مليون يهوديّ ومليار ونصف مسلم و ملياري مسيحيّ”.

ثمَّ استعرض القدوة تفاصيل المبادرة المشتركة وركَّز على ضرورة أن تكون البلدة القديمة من القدس تحت إدارة خمس دول منهم فلسطين وإسرائيل. وقال سنجلاوي أنَّ قداسة البابا ردَّ بالإيجاب وبرفع أصابعه الثّلاثة تأيّيداً لكلام الوزير الفلسطينيّ الأسبق. وحسب سنجلاوي فقد أكَّد رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق أهميّة اللّقاء. “هذا اللّقاء معكم هامٌ جدّاً و نعتبركم أهمَّ شخص ممكن أن نلتقي معه.”

وقد تجاوز اللّقاء المدّة المحدّدة له حيث بدأ السّاعة الثّامنة والرّبع واستمرَّ إلى ما بعد التّاسعة والنّصف رغم أنَّ قداسته كان عليه المشاركة في السنود الكاثوليكيّ المنعقد في نفس الوقت. وقدَّم قداسته للمشاركين ميداليّة خاصّة مرقمّة.

 وبعد الانتهاء من النّقاش طلب البابا أن يقدِّم صلاة للسّلام وقد شارك الحضور بعدّة دقائق صلاة صامتة مع قداسته ثمَّ أصرَّ البابا فرنسيس على المشي مع المشاركين رغم صعوبة المشي، تقديراً لهم وتشجيعاً لمبادرتها للسّلام. وقد التقى الوفد مسؤولين إيطاليين في مساء نفس اليوم.

سامر سنجلاوي يصافح البابا فرنسيس وخلفة ناشط السلام الاسرائيلي غيرشون باسكين

وقال سنجلاوي أنّه كان هناك اهتمام عالميّ كبير في اللقّاء وفي ردّه على سؤال ملح الأرض عبَّر عن استياءه من غياب أي ّتغطية في وسائل الإعلام الفلسطينيّة والإسرائيلية. “نشر بعض الصحافيّين الإسرائيليّين المقيمين في روما على صفحتهم الخاصّة تفاصيل اللّقاء إلّا أنَّ وسائل إعلامهم كما وسائل الإعلام الفلسطينيّة لم تنشر أيّ خبر قد يكون لأنّهم يعتبرون أنَّ اللّقاء معارض لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرّئيس محمود عبّاس”.

وكانت صحيفة أوسيرفاتوري رومانو الفاتيكانيّة قد أجرت مقابلة مع السيّد أولمرت، البالغ من العمر ثمانية وسبعين عاماً والّذي كان رئيساً للحكومة الإسرائيليّة لغاية العام ٢٠٠٩، ولفت إلى أنَّ اللّقاء مع الحبر الأعظم كان هامّاً ومؤثِّراً، مُضيفاً أنَّ البابا أبدى اهتماماً استثنائيّاً بالجهود الهادفة إلى إحلال السّلام في منطقة الشّرق الأوسط. وذكّرت الصحيفة الفاتيكانيّة بأنَّ أولمرت معروف بالتزامه في بعض جولات مفاوضات السّلام، مشيرةً إلى أنَّه خلال وجوده في الحكم، تمَّ التّوقيع على اتفاق وقف إطلاق النّار بعد الحرب مع لبنان عام ٢٠٠٦، كما يعود إليه الفضل في آخر محاولة جدّيّة تمَّت من أجل إنشاء دولتين، بالتّعاون مع الرّئيس الفلسطينيّ محمود عبّاس، تماشياً مع اتفاقات أوسلو السلميّة لعام ١٩٩٣، مع أنَّ هذه المحاولات باءت بالفشل.

الميدالية البابوية المقدمة للمشاركين في اللقاء

وأضاف أولمرت أنَّ البابا فرنسيس كرَّس وقته للقاء ضيوفه، وأكَّد لهم أنَّه يتابع عن كثب وبشكل يوميّ تطوّرات الصّراع الدّائر في المنطقة، مُذكِّراً بأنَّه على تواصل يوميّ مع المسيحيٌين في غزّة، في إشارة إلى الاتصال الهاتفيّ الّذي يجريه فرنسيس يوميّاً مع راعي كنيسة العائلة المقدّسة في غزّة الأب غابريال رومانيلي.

من جانبه قال ناصر القدوة: “إنَّ الوفد الزّائر عرض على البابا مقترحاً بشأن تحقيق السّلام في غّزة، يتمثّل في وقف فوريّ لإطلاق النّار، والإفراج عن الرّهائن الإسرائيليّين المحتجزين لدى حماس تزامناً مع إطلاق سراح عدد يُتفق عليه من الأسرى الفلسطينيّين، واستئناف المحادثات الهادفة إلى إنشاء دولتين تعيشان بسلام جنباً إلى جنب، لافتاً إلى أنَّ الدولة الفلسطينّية المستقبليّة يجب أن تكون مجرّدة من السّلاح باستثناء متطلّبات الأمن الداخليّ”.

وأضاف أنّه يتعيّن على إسرائيل أن تسحب كامل قوّاتها من غزّة وأن تسمح بقيام إدارة فلسطينيّة تحكم القطّاع، بالإضافة إلى “مجلس مفوّضين” يضمّ عدداً من التكنوقراط والخبراء، بعيدين عن عالم السّياسة. ولفت إلى أنَّ هذا المجلس ينبغي أن يكون مرتبطاً بمجلس الوزراء التّابع للسّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة، يتعيّن عليه أن يمهّد الطّريق أمام انتخابات عامّة في الأراضي الفلسطينيّة تجري ضمن مهلة سنتين أو ثلاث سنوات.

وردّاً على سؤال للصّحيفة الإيطاليّة حول ما إذا كانت توجد إمكانيّة لقيام دولتين مع استمرار الاستيطان، قال أولمرت: “إن الفرضيّة تتمثّل في ضمّ جزء من أراضي الضفّة الغربيّة بنسبة أربعة فاصلة أربعة بالمائة، مقابل إعطاء الفلسطينيّين أرضاً بالمساحة نفسها على الحدود مع إسرائيل، ما يسمح بقيام ممرّ يربط بين الضفّة وغزّة”.

وفي سياق حديثه عن مستقبل القطّاع اعتبر أنّه لا بدَّ من نشر قوّة عربيّة مؤقّتة تساهم في استقرار الوضع بالتّزامن مع انسحاب القوّات الإسرائيليّة، مُضيفاً أنَّ قوّة الفصل العربيّة هذه ينبغي أن تكون على تواصل مع السّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة، تتلقّى التّوجيهات من “مجلس المفوّضين”، وواجبها الرئيسيّ يتمثّل في منع هجمات محتملة ضدَّ الأراضي الإسرائيليّة انطلاقاً من قطّاع غزّة.

“يتعيّن على إسرائيل أن تسحب كامل قوّاتها من غزّة وأن تسمح بقيام إدارة فلسطينيّة تحكم القطّاع” – د.ناصر القدوة

بعدها تطرّق رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق إلى مسألة حيويّة ألا وهي وضع مدينة القدس، وقال: “إنَّ البابا أبدى اهتماماً بهذا الموضوع خلال اللّقاء، مضيفاً أنَّ الفكرة الأساسيّة تتمثّل في منح القدس وضعاً خاصّاً، وتخضع لإدارة خمس دول، من بينها إسرائيل وفلسطين، تماشياً مع توجيهات مجلس الأمن الدوليّ بهذا الخصوص، ومع منح المملكة الهاشميّة الأردنيّة دوراً خاصّاً، كما هي الحال اليوم في المسجد الأقصى.

بالنّسبة للمدينة القديمة اعتبر أولمرت أنّه لا بدَّ أن تبقى خارج أيّ نفوذ سياسيّ وأن تُكرَّس للدّيانات التوحيديّة الثلاث الّتي تعتبرها مكاناً مُقدّساً. وأضاف أنَّ القدس يمكن أن تكون عاصمةً لإسرائيل في أجزائها الّتي كانت خاضعة لإسرائيل قبل حزيران يونيو ١٩٦٧، بالإضافة إلى الأحياء اليهوديّة التي شُيِّدَتْ بعد ذلك العام وهذا يندرج ضمن نسبة أربعة فاصلة أربعة بالمائة الّذي سبق أن تحدّث عنها.

لم تخلُ كلمات المسؤول الإسرائيليّ من توجيه الانتقادات إلى حكومة نتنياهو، مشيراً إلى أنّها خاضعة لنفوذ المتطرّفين والمتعصّبين شأن بن غفير وسموتريش، لكنّه أكّد أنَّ ما يعزّيه هو أنَّ سبعين بالمائة من الإسرائيليّين سئموا من هذا الحلف ومن الأضرار الهائلة الّتي سببها لبلادهم، معتبراً أنَّ إسرائيل بلد ديمقراطيّ وسيعرف كيف يتخطّى هذا الوضع ديمقراطيّاً.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content