Skip to content

د. سهيل مدانات يدعو لاحترام أهم مؤسستين اسسهما الله – البيت والكنيسة

رابط المقال: https://milhilard.org/9mel
تاريخ النشر: أكتوبر 14, 2022 10:35 م
د. سهيل مدانات

د. سهيل مدانات

رابط المقال: https://milhilard.org/9mel

داود كُتّاب– خاص “ملح الارض

دعا المفكر المسيحي الإنجيلي د. سهيل مدانات كل مسيحي يتبع الإنجيل الى ضرورة احترام قدسية البيت المسيحي والكنيسة: “لقد أسس الله مؤسسة البيت مع آدم الأول، والثانية، الكنيسة مع آدم الثاني، أي المسيح”. موضحًا أن الكنيسة هي عمود الحق وقاعدته وأهميتها واضحة في العهد الجديد.

وقال مدانات في محاضرة في المؤتمر السنوي لكنيسة الاتحاد المسيحي، المنعقدة في مركز عجلون المعمداني، الجمعة، أن كلمة “كنيسة” مشتقة من كلمة “إكليسية” باليونانية “وهي مجموعة من الناس مفرزة لهدف محدد، فهي مجتمع لا مبنى. وقال مدانات أن الكنيسة تشير إلى كنيسة الرب في العالم ككل، وإلى كنيسته في بلد معين ككنيسة الأردن ككل، وإلى الكنيسة المحلية التي هي الأساس.”

وقال مدانات وهو قس مرسوم ورئيس الطائفة المعمدانية في الأردن أنه ” لا فرق بين قس مرسوم وأخ على المقعد. “الكتاب المقدس يُعَلِّم بوضوح كهنوت كل المؤمنين. لا يوجد كهنوت خاص في العهد الجديد. الفرق بين دور القسيس ودور العضو هو في الترتيب والتنظيم والوقت، لا في الكهنوت. لا أسرار وبركات روحية يوزعها القسيس؛ لا يوجد شيء اسمه رجل الدين بل كلنا رجال دين ونساء دين؛ كهنة وملوك.

ودعا المفكر مدانات مستشهدًا بآيات إنجيلية إلى ضرورة مشاركة الجميع في خدمة الكنيسة. “لكل عضو مؤمن دوره داخل مبنى الكنيسة وله دوره خارج المبنى. الدور المشترك لكل عضو داخل مبنى الكنيسة، حتى لو لم يكن له دور واضح خو العبادة والصلاة والشركة الحبية.

وتساءل مدانات “كيف يمكن أن نكون نور على منارة للعالم حولنا كما يقول الكتاب المقدس ونحن منغلقون داخل جدران الكنيسة؟

وركز مدانات في توجيه النقد لما يحدث في العديد من الكنائس من ناحية غياب الشركة الحقيقية داخل الكنيسة حيث تكون كالنادي المغلق أمام أي زائر يأتي بحثًا عن الحق ودفء الحب فيجد نفسه وحيدأً معزولاً. وتساءل مدانات “كيف يمكن أن نكون نوراً على منارة كما يقول الكتاب المقدس ونحن منغلقون داخل جدران الكنيسة؟ وعلق أنه “عندما تكون حياتك وخدمتك كلها داخل الكنيسة فقط فأنت تفيد الأشخاص ذاتهم ثلاثين أو أربعين سنة؛ تفيدهم إلى حين، ثم يصبح الباقي تكراراً وتكراراً. ثم تبدأ مشاكل الاحتكاك تظهر في المجتمع الصغير”.

وفي مجال البيت طالب مدانات الأم بتغيير هدف التربية البيتية: “لا تربي ابنك أن يكون ذئبًا بحسب حكمة المجتمع والتي تقول إن لم تكن ذئبًا أكلتك الذئاب، بل علميه ان يكونوا حملًا يقوده راعي الخراف العظيم.” وعن دور الأم قال أنه مهما كان دورها خارج البيت فأولويتها تبقى تربية أبنائها ودعم زوجها، فصنع الرجال أهم من صنع المال”.

كما وتطرق الدكتور سهيل مدانات إلى دور كل عضو خارج الكنيسة في المدرسة والعمل والمجتمع. “المطلوب أن يروا فيك لا استقامة عادية فقط بل إستقامة استثنائية. مجتمع العالم فيه شيء من النور الطبيعي تركه الله لكي يبقى المجتمع البشري متماسكاً؛ الله دعاك لتنير بنور سماوي عجيب.”

ودعا مدانات الطالب إلى التفوق كجزء من رسالته كمؤمن أن يكون نور المسيح في العالم قائلاً : “تميز في دراستك فالناس لا يسمعون من فاشل”. كما دعا الطلاب إلى عدم الغش مهما كان محدودًا ورفْض السرقة الأدبية والانتحال معربًا عن ضرورة النجاح بجدارة دون الاعتماد على اخذ معلومات وأفكار الغير دون ذكر من تعب وعمل على المادة التي يتم سرقتها دون إذن- حسب رأي مدانات.

كما اعتبر المفكر المسيحي أن على المسيحي، ليكون نوراً في العالم، الإخلاص في العمل والمجتمع بما في ذلك “الدقة في الافصاح الضريبي ورفض التهرب والتصريح للجمارك عن أي أمر خاضع للضريبة في المطار، وحتى في السواقة بذوق وأخلاق وإعطاء الأولوية، والحفاظ على النظافة الشخصية، والترتيب والذوق في اللباس والبيت والكنيسة”.


تساءل مدانات “كيف يمكن أن نكون نور على منارة كما يقول  الكتاب المقدس ونحن منغلقون داخل جدران الكنيسة؟


كما شجع المشاركين في مؤتمر كنيسة الاتحاد (الدوار الثاني -عمان) ليضيئوا بنور المسيح، على أهمية “الابتسامة الطبيعية الهادئة التي تعكس وداعتك وسلامك الداخلي وطمأنينتك وبساطتك في كل الظروف”.


من اليسار القس يوسف حشوة راعي كنيسة الاتحاد (الدوار الثاني) الدكتور سهيل مدانات وزوجته عبير كرادشة مدانات

وفي مجال العمل أيضا، حث المفكر المسيحي، سهيل عودة مدانات، على ضرورة التزام المسيحي بوقت العمل وضرورة الاجتهاد والإتقان فيما يتم عمله حتى في الخفاء وغياب المدير .”في كل هذا أنت لا تعمل لرب العمل بل لرب الكون. هو يراك وأنت ابنه تعمل لمجده؛ هو يكافئك في وقته، واجتهادك هذا يضمن تفوقك ونجاحك. واعتبارك الله رب العمل الحقيقي يعني عدم الغيرة من متفوق في العمل وعدم الشعور بتهديد قادم جديد متفوق، بل بالعكس، مساعدته وتشجيعه، وبذلك تعمل ما هو صحيح وتثق بالرب”.


وطالب الموظف المسيحي الابتعاد عن “الوصولية والانتهازية بل التعاون واحترام حق الغير بالتفوق”.


ودعا المدراء وأرباب العمل إلى التواضع، شريطة أن يكون التواضع “حقيقياً طبيعياً غير متكلف وضرورة التواصل بلطف ومعاملة كل موظف كإنسان له كرامة وبذلك سيحترمونك ويحبونك ويحبون إلهك”. كما وحث الجميع على “الاجتهاد في العمل وتقديم الأفضل حتى، لو لم يتم زيادة راتبك، كما تستحق أو لم تترفع كما تتوقع. إعمل الصح لأنه صح، والرب يضمن حقك ورفعتك”.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content