السابق الناجحون في الانتخابات البلدية: مساع لترجمة البرامج الانتخابية لمشاريع واقعية
رابط المقال: https://milhilard.org/unxw
عدد القراءات: 530
تاريخ النشر: أبريل 1, 2022 6:00 ص
رابط المقال: https://milhilard.org/unxw
جوسلين قسيس – ملح الأرض
عشرون عاما مرت على اجتياح كنيسة المهد في بيت لحم، في 2 أبريل 2002 ، فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارًا على كنيسة المهد في مدينة بيت لحم والتي كانت تعيش تحت الحصار والاحتياجات ضمن حملة السور الواقي التي أطلقها ‘ارئيل شارون’، لم يكن أمام المقاتلين والمواطنين خيار سوى اللجوء إلى كنيسة المهد، في ظل حصار المحافظة ومنطقة السوق القديم وصعوبة مغادرة المقاتلين للمحافظة.
الأب إبراهيم فلتس الذي عاش اجتياح بيت لحم وكنيسة المهد ذكر في حديثه لموقع “ملح الأرض” بعد مرور عشرين عاما على هذه الحادثة، فقد احتضنت الكنيسة آنذاك جميع الأشخاص ولم تستطع التخلي عن أحد منهم، ظنوا أن الاجتياح يومان وينتهي، لكنه استمر أربعين يوماً، من 2 إبريل إلى 9 أيار انتهى الاجتياح. عندما انتهى الاجتياح كانت كحياة وولادة جديدة لهم، وخلال الحصار سقط ثمانية شهداء، وأصيب 27 مواطناً. كان هدف الاحتلال الإسرائيلي إبعاد الرهبان والأشخاص عن الكنيسة وأن يتركوا المكان، عاشوا بفترة صعبة جداً، كانو 30 راهباً من عدة بلاد، لكنهم كانوا مثل أسرة واحدة واحتضنوا بعضهم خلال هذه الفترة”.
وتابع الأب إبراهيم فلتس ” أعطى البابا يوحنا بولس الثاني لهم قوة وطمأنينة وكان دائما بجوارهم ومعهم في نداءاته للعالم ومن خلال الهواتف وفي محاولة لحل ووقف الاجتياح، كان يوجد مفاوضات كي تنتهي المشكلة بطريقة دبلوماسية وبطريق الحوار، لكن الاحتلال الإسرائيلي كان يريد أخذ كل الموجودين في داخل الكنيسة، وقد رفضوا”.
وتابع في حديثه لموقع “ملح الأرض” وافق الذين كانوا في داخل الكنيسة على الإبعاد كي يتم تحرير وتخليص بيت لحم من هذه المواجهات والاجتياحات، لكن بعد أيام قليلة رجع الاحتلال بقواه وسيطر على بيت لحم والمناطق المجاورة، حيث تم إبعاد 26 شخصاً إلى غزة و13 شخصاً إلى مناطق أوروبا. وحتى الآن لم يستطع أحد الرجوع إلى البلاد”.
ويقول الأب : تعرضت الكنيسة إلى خراب كبير وحتى الآن يوجد آثار للرصاص، إخراج الشهداء في هذه الفترة كانت صعبة لأن الشهداء كانو يبقون في الكنيسة لمدة قبل إخراجهم في سيارات الإسعاف وتسليمهم إلى أهاليهم”.
تم توثيق هذه المرحلة بجميع تفاصيلها في كتاب اسمه من “حصار إلكنيسة الى حصار المدينة” كي لا ننسى الحياة الفلسطينية الشعبية ويحافظوا على بيت لحم تاريخيا ودينيا وحضاريا.
وفي لقاء لموقع “ملح الأرض” مع أحد المبعدين إلى غزة، قال جورج –اسم مستعار- إنه مبعد عن أهله ولم يستطع زيارتهم طيلة العشرون عاما، وأمله الوحيد أن يجتمع مع عائلته في بيت لحم. وهم الآن يعيشون حالة من عدم الاستقرار في حياتهم. ويناشدون كي يرجعوا إلى وطنهم. وأصبحت قضيتهم واحدة من القضايا المعلقة لدى الاحتلال ولم يتحرك أحد بشأن الموضوع”.
بعض الصور في وقت الاجتياح:
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.