Skip to content

“الفحيص 30”.. المهرجانات كما يجب أن تقام

رابط المقال: https://milhilard.org/iwu1
تاريخ النشر: أغسطس 22, 2022 3:07 م
440207
رابط المقال: https://milhilard.org/iwu1

محمود الخطيب- ملح الأرض

أجمع كتاب ونقاد وحرفيون على النجاح الكبير الذي حققه “مهرجان الفحيص” الذي اختتمت فعاليات دورته الثلاثين مؤخراً، والتي أقيمت على مدار ثمانية أيام تحت شعار المهرجان الدائم “الأردن تاريخ وحضارة”، في البلدة القديمة في مدينة الفحيص.

ودأب المهرجان طوال سنين انعقاده على تقديم برنامج يراعي تنوع أذواق العائلة الأردنية ومخاطبة فكرها والإضاءة على تاريخ الأردن، فالفحيص لم يكن مهرجاناً يقيم الحفلات الغنائية فقط، بل يقدم فعاليات تحاور أذواق العائلة الأردنية بمختلف اهتمامتها، عبر المحاضرات والندوات السياسية والثقافية والإنسانية، وإقامة البازارات الشعبية والعروض الفلكلورية والاطلاع على ثقافات العالم المختلفة.

وينفرد “الفحيص” بتقديم برنامج نوعي مكثف يضيء على مفاصل الثقافة والأدب بشكل عام، كما يتيح المجال لأصحاب الحرف والمنتوجات المنزلية، لعرض ابداعاتهم أمام زوار المهرجان، بشكل يراعي خصوصية الثقافة الأردنية الضاربة في أعماق التاريخ.

الندوات الثقافية في المهرجان

يقول مدير المهرجان أيمن سماوي لـ ملح الأرض إن إختيار شعار “الأردن تاريخ وحضارة” مرادفاً لفعاليات المهرجان الذي انطلق لأول مرة عام 1990 لم يكن عبثياً، ويضيف: “نسعى منذ أول دورة لأن نشارك بفعالية في ترسيخ الفعل الثقافي والانساني الحقيقي، بناء على برنامج متشعب في بحور الثقافة والفن والفلكلور والتاريخ والحضارة والإنسان، دون إغفال لدور المثقف في عكس صورته المليئة بالإبداع والفكر والفن. والجهد المبذول على مدى ثلاثين عاماً أثبت أهمية المهرجان في رسم خريطة لا تتوقف عند المسرح الغنائي الجماهيري فقط بل تمتد إلى برامج ثقافية تعنى بالمكان والحضارة والإنسان، والفن والترفيه والفلكلور وبرامج الطفل”.

وقال رئيس البلدية عمر عكروش لـ ملح الأرض إن الفحيص تمتلك الكثير من الميزات التي تؤهلها لتكون مدينة سياحية وأثرية، مشيرا الى أنه تم التواصل مع المعنيين بملف الآثار لاستغلال ظاهرة المهرجان في الترويج للمدينة كمقصد سياحي.

ويضيف عكروش: “تحتضن مدينة الفحيص كغيرها من المدن الأردنية الكثير من الابنية التاريخية القديمة والكنائس والأروقة التي بني بعضها في بدايات القرن الماضي، ويساهم المهرجان في إبراز البعد السياحي والأثري لمدينة الفحيص خاصة الطراز المعماري للقناطر التي تحولت فيما بعد الى مسرح للفعاليات الفنية، وكذلك المتحف الكنسي الذي استغل كمنبر ثقافي باسم “خالد منيزل”، ومبنى زرياب، ودارة حمزة، ومسرح الروم الأرثوذكسي للفعاليات الفنية”.

ورسخ  المهرجان جذوره كظاهرة ثقافية وفنية لها جمهورها وغدا محط أنظار عشاقه ومريديه من المملكة وخارجها، بحسب الفنانة ريم سعادة التي شتغل منصب عضو مجلس بدي الفحيص، وبينت لـ ملح الأرض أن الرؤية للترويج السياحي وترميم البيوت القديمة وإنشاء سوق حرفي للصناعات القديمة التي تتناسب مع المكان وموروثه وتكثيف الفعاليات الثقافية والأدبية، كل هذا يسهم  في الترويج للمدينة كمقصد للسياحة المحلية والخارجية.

وأتاح المهرجان في أيامه، الفرصة لإبراز أركان المطابخ الإنتاجية والأكلات الشعبية والمشغولات اليدوية التي سلطت الضوء على موروث أهل مدينة الفحيص. وشكلت هذه المنتجات ومنها فطيرة العريس التي يختص بها أهل الفحيص مزيجاً مشتركاً مع بيوت وأروقة البلدة القديمة وكنائسهت التاريخية.

المطبخ التراثي الشعبي

وبينت رئيسة جمعية بيت التراث والفنون أليدا مضاعين في حديثها لـ ملح الأرض أنهم كانوا يعدون الأكلات الشعبية بشكل يومي طيلة أيام المهرجان إلى جانب عرض منتجات السيدات من المشغولات.

وقالت لـ ملح الأرض إن فعاليات المهرجان وجمهوره المتنوع ساهم في تسويق المعروضات كل حسب احتياجه، لافتة إلى أن هذا العدد الكبير من المعروضات كان يجب أن يكون ضمن دكاكين تتناسب مع ذاكرة المكان كقرية تراثية للمساعدة في استمرار عرضها ما بعد المهرجان ليخصص مقر دائم يعرفه المتسوق والسائح و يشجع أهل المنطقة.

وأشارت إلى أن المهرجان فرصة كبيرة يجب أن نستغله لتسويق الموروثات الشعبية من مكان ظهورها الأول من البلدة القديمة ووضع الفحيص على الخارطة السياحية، مؤكدة أن الجمعية على استعداد للتعاون مع المؤسسات الأهلية والرسمية في هذا الصدد.

وكان الشماغ الأردني المهدب حاضراً بأروقة الفحيص القديمة وعلى طاولة ثائرة عربيات صاحبة مشروع “مهدبات الهدب” التي بينت لـ ملح الأرض أن مشاركتها في المهرجان بعرض ما يعتز به الأردنيون بكل محافظاتهم من الشماغات واللفحات، مشيرة إلى أن مرتادي المهرجان يقتنون هذه القطع كذكريات خصوصا وأن أسعارها مناسبة للجميع.

وأكدت أن تهديب الشماغ يضفي عليه جمالية يرغبها الرجال والنساء معاً، رغم أن الشماغ يعكس ثقافة دول الخليج وبلاد الشام لكن يقتصر التهديب على المناطق الأردنية، حيث يكون بشكل يدوي بمسميات الملوكي والأميري والبادية، لافتة إلى أن أنواع الهدب تكون إما حبة أو غز خفيف أو وسط أو اللز، حيث يحتاج ما بين يومين إلى 10 أيام عمل وكان المهرجان فرصة كبيرة لتسويق هذه المنتجات.

واتفق الكاتب الصحافي طلعت شناعة مع خصوصية “مهرجان الفحيص”، وقال لـ ملح الأرض إن فعاليات البرنامج يتم الاهتمام بها بخصوصيتها، بحيث لا يطغى جانب على الآخر، ويقول: “عادة المهرجانات الكبرى أن تركز على حفلات نجوم الغناء الجماهيرين، لكن “الفحيص” كسر هذه القاعدة، موزعاً بإدارته الحصيفة الاهتمام على كل مفردات البرنامج المتعددة، حيث كان بإمكان زائر المهرجان برفقة عائلته، أن يعيش يوماً كاملاً بتفاصيله المدهشة، انطلاقاً من مسرح الطفل، مروراً بالأركان الثايته والمتنوعة بين البازارات الشعبية وركن المطبخ والمعارض التشكيلة والفنية، وورش عمل الاكسسورات وصنع الشموع، وحضور الندوات السياسية والأدبية، ويختم يومه بحفل فني من طراز رفيع”.

ويشدد شناعة على أهمية الدور الذي يقوم به “مهرجان الفحيص” في رفد الثقافة الأردنية بمفردات الابداع، مؤكداص على خصوصية “الفحيص” كمهرجان عربي ثري بفعالياته المتنوعة.

الفنان رامي عويس
الحرف اليدوية كانت حاضرة في المهرجان

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content