Skip to content
Skip to content

“ومضاتٌ بين فكرٍ وقلب” كتابٌ للدُّكتور نصري الربضي

تاريخ النشر: سبتمبر 8, 2025 6:45 م
3d47a870-0f88-4767-adc3-fe4449606db1


“ومضاتٌ بين فكرٍ وقلب” للدُّكتور نصري الربضي، هو رحلةُ المؤلِّف خلال عامٍ ونصف تقريبًا، نتج عنها تلك النّصوص الّتي يضمُّها ذلك الكتاب بين دفّتيه، بحسب مُقدِّمة الكتاب.
ويأتي عنوان الكتاب الصّادر حديثًا عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن، في 380 صفحةً من القطع المتوسّط، ويضمُّ مُقدّمةً وأربعة أقسامٍ، تحت كلِّ قسمٍ منها عددٌ من النّصوص المرتبطة بمرحلةٍ زمنيّةٍ يجمعها عددٌ من القيم والمواقف الحياتيّة الّتي عاشها المؤلِّف بنفسه، أو على الأقلّ عاينها مع المحيطين.
ويتحدّث الدُّكتور نصري الربضي عن كتابه في المُقدّمة قائلًا: “ما أَجْمَلَ أن تَبْدَأَ رِحْلَةَ الكِتابَةِ مِن لَحْظَةٍ عَفْوِيَّةٍ، لتَتَحَوَّلَ إلى شَغَفٍ يُلْهِمُكَ ويُلْهِمُ الآخَرِينَ! يَبْدُو أنَّنِي وَجَدْتُ في الكِتابَةِ مُتَنَفَّسًا للتَّعْبِيرِ عَنْ مَشاعِرِي وأَفْكارِي، وها هِيَ تِلْكَ الوَمَضاتُ الَّتِي عِشْتُها تَتَحَوَّلُ إلى كِتابٍ أَرْجُو أن يُلامِسَ قُلُوبَ القُرَّاءِ”.
ويُعرِبُ الدُّكتور الربضي عن ذلك الدّافع الّذي جعله يجمع تلك المقالات في كتاب، ألا وهو تشجيع القرّاء بعد قراءتهم لأولى مقالاته على فيس بوك.
ويتابع الربضي في المُقدّمة: “الكِتابُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ -عَزِيزِي القَارِئ- هُوَ نتاجُ وَمَضاتٍ مَرَرْتُ بِها خِلالَ سَنَةٍ وَنَيِّفٍ، جَاءَتْنِي فيها هَذِهِ الخَواطِرُ بأَوْقاتٍ مُخْتَلفَةٍ مِن سَاعَاتِ اليَوْمِ، فَدَوَّنْتُها عَلَى شَاشَةِ هاتِفِي كُلَّما وَأَيْنَمَا تَفَاعَلَتْ حَواسِّي.. في غُرْفَةِ نَوْمِي خِلالَ سَاعَاتِ الصَّباحِ الباكِرِ، أَوْ في حَدِيقَةِ البَيْتِ، أَوْ في زَوايَا النَّادِي الرِّياضِيِّ الَّذِي أَقْضِي فيهِ سَاعَات قَبْل الظُّهْر”.
ويصف الربضي مقالاته الّتي ضمّها الكتاب بأنَّها دفعاتٌ من الكتابة العفويّة، ويختتم مُقدّمته قائلًا: “هَذا الكِتابُ هُوَ نتاجُ تَفاعُلي مَعَ الحَياةِ، وهُوَ انْعِكاسٌ لرُؤْيَتِي الخَاصَّةِ للْعَالَمِ مِن حَوْلي. ولا شَكَّ أَنَّ القُرَّاءَ سَيَجِدُونَ في كَلمَاتِي صَدًى لتَجارِبِهِم الخَاصَّةِ، ما سَيَجْعَلُ كِتابِي هذا جِسْرًا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ”.
وقبل أنْ يبدأ الربضي القسم الأوّل من الكتاب يضع نصًّا أقرب إلى الجسر الّذي يعبر عليه القارئ من المُقدّمة إلى أقسام الكتاب الأربعة؛ نصًّا يحمل روح الشّعر متدثِّرًا بروح الحنين، يبدأه قائلًا:
“أَحِنُّ إلى عِشْقِنا القديم البريء، براءةَ ورودِ الصباح وفراشاتِ المساء..
إلى عشقِ ساحاتِ المدارس، وشغفِ الطرقاتِ إليها في الصباح وعندَ العودة..”.
ويأتي القسم الأوّل تحت عنوان “عمّان خلال الخمسينيّات وحتّى أواخر السبعينيّات”، ويتحدَّثُ في نصوص هذا القسم عن ذكرياته مع بعض الشّخصيّات في ذلك الشّطر من حياته، ومنها تلك الفاتنة الّتي أسرَتْ لُبَّه في سنوات مراهقته الأولى.
لم يترك الربضي أحدًا ممَّن كان له بصمةً في روحه إلّا وذكره في تلك المقالات، ومن هذا مقالٌ بعنوان “والدي”، ويقول فيه: “عَمِلَ أَبِي فِي الْجَيْشِ الْعَرَبِيِّ بَعْدَ أَنْ هَجَرَ الْفِلَاحَةَ وَالزِّرَاعَةَ، فَقَدْ كَثُرَتِ الْأَفْوَاهُ، وَلَمْ تَعُدْ عَوَائِدُ الْأَرْضِ الزِّرَاعِيَّةُ كَافِيَةً لإِطْعَامِ الْأَفْوَاهِ الْجَدِيدَةِ، حَيْثُ كَانَتْ مسَاحَةُ الْأَرْضِ ثَابِتَةً إِنْ لَمْ تَكُنْ تَتَنَاقَصُ. لَمْ يَكُنِ الْعَمَلُ فِي الْجَيْشِ فِي مُتَناوَل الْفَلَّاحِينَ فِي ذَلكَ الْوَقْتِ إِلَّا لمَنْ لَهُ وَاسِطَةٌ فِي قِيَادَةِ الْجَيْشِ، وَالَّتِي انْتَقَلَتْ إِلَى مَوْقِعٍ جَدِيدٍ فِي مَنْطَقَةِ الْعَبْدَلي”.
ويأتي القسم الثّاني بعنوان “في أرضِ الكِنانةِ مصر”، وفي هذا القسم تناول المؤلِّف ذكرياته في مصر، في أثناء دراسته الجامعيّة، وتلك الأماكن الّتي زارها أو تعامل معها لتخليص بعض الأوراق، مثل مُجمَّع التّحرير.
وفي مقالٍ بعنوان “قسم الطيران” راح الدُّكتور الربضي يعرف بذلك القسم في كلّيّة الهندسة جامعة القاهرة قائلًا: “قِسْمُ الطَّيَرَانِ في هَنْدَسَةِ القَاهِرَةِ فِي سِتِّينياتِ القَرْنِ المَاضِي لَمْ يَسْتَقْطِبْ فَتَيَاتٍ بِجَمَالٍ ظَاهِرٍ. جَمَالُ فَتَيَاتِ قِسْمِ الطَّيَرَانِ خَفِيٌّ خَفِيٌّ، لا تَرَاهُ العَيْنُ المُجَرَّدَةُ مِنْ عُمْقِ النَّظَرِ وَقُوَّةِ اخْتِرَاقِهِ، لأَنَّهُ -أَيْ الجَمَال- يَكْمُنُ فِي العَقْل وَفِي النَّفْسِ وَفِي الفُؤَادِ. تَرَاهُ وَاضِحًا فِي التَّصَرُّفِ وَالأَخْلَاقِ، وَفِي الثِّقَةِ وَالحَمِيمِيَّةِ؛ لَيْسَ إِلَّا. مَقَايِيسُ الجَمَال للشَّخْصِ العَادِيِّ ذِي النَّظْرَةِ السَّطْحِيَّةِ مَوْجُودَةٌ فِي مُعْظَمِ أَقْسَامِ الكُلِّيَّةِ الأُخْرَى، وَلَيْسَ فِي قِسْمِ الطَّيَرَانِ”.
وجاء القسم الثّالث من الكتاب بعنوان “حديث قلب”، ويحتوي هذا القسم عددًا من المقالات الزاخرة بالمشاعر الإنسانيّة والمواقف المُتنوِّعة.
في نصٍّ بعنوان “شجون” يقول الربضي: “رَغمَ سِنين الخِبرَةِ في شُؤونِ الدُّنيا، فأنا سَبعينيٌّ مُحتَرِفٌ للعِشقِ، فَهِمتُ سِحرَ العُيونِ وَتَمتَمَةَ الشِّفاهِ لكُلِّ الَّذينَ سَبَقوني، إلّا هِيَ، فَعُيونُها غامِضَةٌ تُخادِعُ، وَنافِذَةٌ تَنفُذُ عَبرَ كُلِّ حَواجِزِ الطَّهَارَةِ وَالإخلاصِ الَّتي قَد تُغَلِّفُ نُفوسَ الرِّجال”.
وأمّا القسم الأخير فجاء بعنوان “أجواء عمّان”، وفي هذا القسم يتجاور عددٌ من النُّصوص الّتي تمسُّ حياة المؤلِّف بين أبنائه وعلاقاته وتأمُّلاته في السّبعين من العُمر.
يقول الربضي في نصٍّ بعنوان “في وصف امرأة أردنيّة”: “امرأةٌ بِألفِ رَجُلٍ. تَحْمِلُ هُمُومَ عَائِلَتِهَا وَتَجْعَلُ مِنْ مُشْكِلَاتِهِمْ شُغْلَهَا وَقَضِيَّتَهَا. مُسْتَقِلَّةٌ وَتعْشقُ الحُرِّيَّةَ. فِي حَرَكَةٍ دَائِمَةٍ لَا تَهْدَأُ، تَبْحَثُ عَنْ جَدِيدٍ يَشْغَلُهَا. المَسَافَاتُ عِنْدَهَا قَصِيرَةٌ مَهْمَا بَعُدَتْ، وَالأَهْدَافُ مُحَقَّقَةٌ مَهْمَا صَعَّبَتْهَا الظُّرُوفُ”.

المؤلِّف د. نصري الربضي في سطور

الأستاذ الدُّكتور نصري الربضي حاصلٌ على شهادتي الماجستير والدُّكتوراه في الهندسة االميكانيكيّة من جامعة إلينوي/ شيكاغو/ الولايات المُتّحدة الأمريكيّة. عمل كمهندسٍ باحثٍ في شركةٍ صناعيّةٍ أميركيّةٍ قبل أنْ يلتحق بالجامعة الأردنيّة عام 1982 حيثُ تدرج بالرّتبة الأكاديميّة حتّى حصل على الأستاذيّة عام 1994. كما تدرَّج بالرُّتب الإداريّة حيثُ شغل منصب رئيس قسم الهندسة الميكانيكيّة، وثمَّ عميدًا لكلّيّة الهندسة والتكنولوجيا في الجامعة الأردنيّة. هذا وقد انتدب ليعمل مديرًا عامًّا لصندوق دعم البحث العلميّ الأردنيّ لمدّة عامين حيث انتقل بعدها ليعمل نائبًا لرئيس الجامعة الأميركيّة في مادبا لشؤون الاعتماد والجودة.
قدَّم الدُّكتور الربضي عددًا كبيرًا من الاستشارات العلميّة والتّقنيّة لعددٍ كبيرٍ من الشّركات والمؤسَّسات المحلّيّة والإقليميّة والدّوليّة. كما ألَّف ونشر أكثر من ستّين بحثًا في مجال الطّاقة وعلوم الهندسة الميكانيكيّة. كما حصل على عددٍ من الجوائز والمنح محلّيًّا وفي الولايات المُتّحدة الأمريكيّة. الدُّكتور الربضي مُتقاعد من الوظيفة الرسميّة منذ عام 2015.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment