وفد من المنظمات الأهلية الفلسطينية ومؤسسات مسيحية يزور جنين في حملة تضامن مع النازحين

نظمت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، بالتعاون مع مؤسسة كايروس فلسطين، ومؤسسة سبيل – رام الله، زيارة تضامنية إلى مدينة جنين، يوم الثلاثاء الأول من نيسان 2025، وذلك في إطار حملة دعم ومناصرة للأهالي النازحين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم نتيجة الظروف الصعبة التي تشهدها المنطقة. 

وجاءت هذه الزيارة في ظل استمرار تداعيات التصعيد الأخير، وما خلفه من دمار واسع أجبر العديد من العائلات على البحث عن مأوى بديل، وسط أوضاع إنسانية متفاقمة. وتهدف المبادرة إلى تسليط الضوء على معاناة النازحين، والاستماع إلى احتياجاتهم، وتقديم الدعم المعنوي لهم، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات المحلية والدولية لإيجاد حلول مستدامة للأزمة.

استقبال رسمي وحوار مفتوح حول الأوضاع الإنسانية

تجمع المشاركون في كنيسة اللاتين بمدينة جنين، حيث كان في استقبالهم الأب عامر جبران، ومحمد الصباغ رئيس اللجنة الشعبية، وأمين سر حركة فتح يزن هندي، إلى جانب ممثلين عن المجتمع المحلي، من بينهم جمعية “كي لا ننسى” ممثلة بفرحة أبو الهيجاء، والعمل النسوي ممثلاً بتهاني الغول.

وتخلل اللقاء جلسة حوارية مفتوحة ناقش فيها الحاضرون الأوضاع الإنسانية التي يعيشها النازحون، خاصة في ظل النقص الحاد في الخدمات الأساسية، مثل السكن الملائم والرعاية الصحية والدعم النفسي، فضلاً عن التحديات الاقتصادية التي يواجهها الأهالي جراء النزوح. وأكد المتحدثون على ضرورة تضافر الجهود المحلية والدولية لضمان حصول النازحين على حقوقهم الأساسية، والعمل على إيجاد حلول دائمة توفر لهم الاستقرار والأمان. 

كما شدد المشاركون على أهمية تكثيف الحملات التضامنية لتعزيز صمود النازحين، ودعوا إلى تحرك فوري من قبل المؤسسات الإغاثية والإنسانية لتقديم المساعدة اللازمة، سواء على الصعيد الإغاثي العاجل أو عبر تنفيذ برامج تنموية تساهم في تحسين أوضاع النازحين على المدى الطويل. 

وفي هذا السياق، أعرب الأب لوقا بوشة، كاهن كنيسة الروم الأرثوذكس في الزبابدة لـ “ملح الارض” ، عن سعادته بإقامة مثل هذه الفعاليات التضامنية، مؤكداً أن التكاتف بين أبناء المجتمع الفلسطيني بمختلف أطيافه يعكس رسالة المحبة والسلام، ويعزز من صمود الأهالي في ظل هذه الظروف الصعبة وأضاف هذه الزيارة ليست مجرد خطوة رمزية، بل هي دليل على التزامنا جميعاً بدعم إخواننا النازحين، والعمل معاً من أجل تخفيف معاناتهم وتقديم كل ما نستطيع لمساعدتهم. 

جولة ميدانية وزيارة أماكن تجمع النازحين 

عقب الاجتماع في كنيسة اللاتين، توجه الوفد في جولة ميدانية شملت مدخل مخيم جنين، حيث اطلعوا على حجم الأضرار التي لحقت بالمخيم، واستمعوا إلى شهادات الأهالي حول الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها منذ بدء النزوح. كما زار الوفد أماكن تجمع النازحين في سكنات الجامعة العربية الأمريكية، حيث تفقدوا أحوال العائلات المقيمة هناك، واستمعوا إلى مطالبهم واحتياجاتهم الملحة، والتي تتراوح بين توفير المستلزمات الأساسية، والخدمات الصحية، والتعليمية، والدعم النفسي للأطفال والنساء. 

وأعرب أعضاء الوفد عن تضامنهم الكامل مع العائلات النازحة، مؤكدين أن هذه الزيارة لن تكون الأخيرة، بل ستعقبها خطوات عملية لتعزيز الجهود الإغاثية، وإيصال صوت النازحين إلى الجهات المعنية، سواء المحلية أو الدولية، من أجل تأمين الدعم اللازم لهم. 

دعوات لتعزيز الجهود الإغاثية والتضامنية

في ختام الزيارة، أكد القائمون على المبادرة أن الوضع في جنين يتطلب تدخلاً عاجلاً من قبل كافة الجهات المعنية، سواء الحكومية أو الأهلية أو الدولية، لضمان عدم تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها النازحون. 

كما دعا المشاركون إلى تعزيز التنسيق بين المؤسسات المختلفة، من أجل توفير حلول مستدامة تضمن عودة النازحين إلى منازلهم بأمان، أو تأمين مساكن بديلة لهم تتوفر فيها مقومات الحياة الكريمة.

واعتبر الحاضرون أن مثل هذه الزيارات التضامنية تشكل خطوة هامة في تسليط الضوء على معاناة النازحين، وتعزيز الوعي المجتمعي حول مسؤولية دعمهم والوقوف إلى جانبهم في هذه المرحلة الصعبة.

الصور من صفحة اللجنة الشعبية لخدمات مخيم جنين