Skip to content

وضع المسيحيين في فلسطين ضمن مؤتمر حوار الأديان في الدوحة

رابط المقال: https://milhilard.org/j2h9
تاريخ النشر: مايو 14, 2023 4:09 م
9thinterfaith31
رابط المقال: https://milhilard.org/j2h9

داود كُتّاب– ملح الأرض

قال القس داني عوض راعي الكنيسة المشيخية في فلسطين ان مؤتمر حوار الاديان الذي عُقد مؤخرا في العاصمة القطرية الدوحة ناقش الإعتداءات المتكررة ضد المسيحين من قبل الاحتلال الاسرائيلي.

و في رده على سؤال ملح الأرض حول الأمور التي تخص القضية الفلسطينية قال القس داني عوض: “تم التطرق لموضوع الحرية الدينية ولما تتعرض لها المقدسات الاسلامية والمسيحية من اعتداءات المستوطنين المتكررة خاصة المسجد الأقصى وما حصل في احتفال عيد القيامة الاعتداءات المتكررة ضد المسيحيين ورجال الدين من قبل الاحتلال الإسرائيلي”.

المشاركين في مؤتمر حوار الاديان

وقد شارك القس داني عوض راعي الكنيسة المشيخية في بيت لحم. و القس عازر عجاج مدير كلية اللاهوت في الناصرة مؤتمر الحوار.  وحول انطباعاته من مؤتمر الحوار قال القس داني عوض: ل ملح الأرض إن “المؤتمر كان جيدا لبناء الحوار والجسور بين أبناء الإنسانية خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط من تحديات على جميع المستويات الدينية، السياسية، الاجتماعية الخ، علينا ان ننظر الى اختلافاتنا ليس من منظور الضعف ورفض الآخر وإنما من منظور قوة واحترام لقبول الآخر ضمن مواطنة صالحة تحترم وتقبل الآخر لأننا جميعا أبناء الإنسانية وخلقتنا جميعا على صورة ومثال الله كما ذكر في سفر التكوين الإصحاح الأول.”

من الجدير بالذكر أنه رغم ان المؤتمر يعقد منذ عدة سنوات في الدوحة، إلا أنها المرة الأولى التي تم فيها استضافة رجل دين من فلسطينيي 1948. يقول القس عازر عجاج من الناصرة ل ملح الأرض “تفاجأت إيجابيا بوجود عدد كبير من المسيحيين في دولة قطر (غالبيتهم من الأجانب) يمارسون حياتهم الدينيّة بحريّة. بالنسبة لي شجعني المؤتمر على الاستمرار في لقاءات الشراكة والحوار مع رجال دين مسلمين ويهود في الأراضي المقدسة بهدف بناء جسور وخلق أجواء من التفاهم والنقاش حول مواضيع تخصنا كعرب الداخل والعمل على تشكيل مجموعة تقدم مثالا في إمكانية التعايش والحوار وصنع السلام والعيش باحترام ومحبة مع جيراننا”. 

من اليسار القس عازر عجاج من الناصرة, القس داني عوض من بيت لحم القس بوب روبيرتس من أمريكا والمطران بيدا روبلس رئيس الطائفة الانجيلية في قطر

تميز المؤتمر بحسب عجاج، “بحسن الضيافة وشعور الجميع بالترحيب والحرية في المشاركة وإبداء الرأي. كما وتميز باحترام إيمان الآخر دون الدخول في مناقشات عقائديّة أو لاهوتيّة، والسعي للعمل، كل في منطقته وبلده، لبناء علاقات طيبة بين الأديان المختلفة تشمل الأفراد وليس رجال الدين فقط. ومن ناحية عملية، لم ينتهي المؤتمر فقط بنقاش داخل غرف مغلقة بل تم التشجيع على وضع مشاريع تتماشى مع روح المؤتمر يتم العمل عليها خلال في أقرب وقت”.

من ناحية عملية تم تقسيم المؤتمرين لمجموعتين، المجموعة الأولى، والتي تشكلت من أكاديميين وسياسيين، وقد ناقشت موضوع الدين وسيادة القانون. وقد تشكلت المجموعة الثاني من القادة الدينيين وقادها مؤسسي شبكة الجيران متعددة الأديان التي أسسها القس بوب روبرتس والحاخام ديفيد سابيرستين والإمام محمد ماجد (جميعهم من الولايات المتحدة الأمريكية).

المجموعة الثانية قامت ببحث القواسم المشتركة بين القادة بهدف تمكين الاحترام المتبادل والعمل من أجل الصالح العام. ويفيد القس عازر حجاج الذي شارك في هذه المجموعة ان ما مميزها كان “الروح الإيجابية والاستعداد للإصغاء للآخر والتشديد على قبوله رغم الاختلاف، كم وتم التشجيع والعمل على وضع خطط واستراتيجيات عمل لتطبيق موضوع المسؤولية الدينية كلٌ في منطقتها، وحث القادة على بناء مجتمعات مشكلة من مجموعات دينية مختلفة تعمل معا من أجل خير وصالح شعوبنا المختلفة”.

وكانت العاصمة القطرية الدوحة قد استضافت، الثلاثاء 9 أيار، مؤتمرًا دوليًا بعنوان “من الحرية الدينية إلى المسؤولية الدينية: نحو بناء مجتمعات التضامن والإنجاز” ينظمه مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان بالشراكة مع شبكة جيران متعددة الأديان بالولايات المتحدة الأمريكية.

وسلط المؤتمر الضوء على القضايا المتعلقة بالتعايش والحرية الدينية والتعددية الدينية، وذلك من منظور الأديان، والتشريعات القانونية وحقوق الإنسان، حيث تتبادل المجتمعات الدينية المختلفة وجهات النظر للاتفاق على الممارسات والنهج الأمثل، لفهم تصورات بعضها البعض، و لمعالجة القضايا والمشاكل العالمية القائمة التي تهم الجميع بغض النظر عن دينهم.

وناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام، طرق الانتقال من الحرية الدينية التي تقررها الأديان والدساتير الدولية إلى المسؤولية الدينية، وسيتم ذلك بالسعي لإيجاد مجتمعات عمل للدفاع عن هذه القضية واتخاذ المزيد من الإجراءات الفعالة.

تخلل المؤتمر سبع محاور منقسمة على نحو التالي: المحور الأول: الأديان والقانون المسؤولية الدينية تجاه الآخر. المحور الثاني: بناء الثقة والسلام المتبادل داخل المجتمعات الدينية. المحور الثالث: الطابع المؤسسي وتأثيره العملي. المحور الرابع: أوجه تحقيق أهداف المؤتمر. المحور الخامس: تعزيز التماسك الاجتماعي. المحور السادس: تفاعل مع مجتمعك والحماية الاحترام. المحور السابع: المواطنة.

وشمل المؤتمر محاور رئيسية ناقشت من خلال بعدين رئيسيين الأول ديني والثاني قانوني، في عشر جلسات وورش عمل.

تتركز أهداف المؤتمر حول إيجاد منبرٍ للنقاش والتفاعل بين المثقفين والأكاديميين والباحثين المتخصصين والمعنيين بموضوع المؤتمر وقضاياه، وكذا القادة الدينيون والمؤثرين من أصحاب القرار لوضع حلول وخطط عمل لمختلف القضايا الصعبة المتعلقة بالتعايش والحرية الدينية من منظور الأديان وحقوق الإنسان والتشريعات القانونية.

من أهداف المؤتمر كان العمل على بناء الثقة بين الدول والمجتمعات وبين القادة الدينيين وأتباع الأديان، وتحديد مسؤولية القادة الدينيين والمؤثرين من أصحاب القرار لتجاوز عقبات الحرية الدينية والانتقال إلى المسؤولية الدينية والمجتمعية، وإيجاد سبل التضامن والإنجاز الجماعي.

يُذكر أن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان من المؤسسات القطرية الرائدة، وهو مركز دولي معني بنشر ثقافة الحوار بين الأديان، ومد جسور التعاون والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات حول العالم، وبناء القدرات في مجال الحوار وثقافة السلام وقبول الآخر، وتفعيل القيم الدينية لمعالجة القضايا والمشكلات التي تهم البشرية.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content