Skip to content
Skip to content

وسام الاستقلال لمدرسة ثيودور شنلر… لحظة تتويج لمسيرة من العطاء التربويّ والإنسانيّ

تاريخ النشر: يونيو 5, 2025 3:05 م
WhatsApp Image 2025-06-05 at 12.00.56 PM

ملح الأرض – ليث حبش

نالَتْ مدرسة ثيودور شنلر في عمّان وسام الاستقلال من الدّرجة الأولى، تقديرًا لدورها الرّياديّ في المجالين التربويّ والمهنيّ، وتتويجًا لمسيرة حافلة من العمل المخلص والالتزام المُجتمعيّ العميق.

ولمعرفة أبعاد هذا التّكريم الملكيّ وما يعنيه لإدارة المدرسة وأسرتها التربويّة، التقى موقع ملح الأرض مع القس الدّكتور خالد فريج، المدير العام للمدرسة، الّذي تحدّث بانفتاح عن أهمّيّة الوسام، وأسرار تميّز المدرسة، ورؤيتها المُستقبليّة.

لحظة استثنائيّة في تاريخ المدرسة

يصف القس خالد فريج لحظة تسلُّم الوسام بقوله: “إنَّ خبر منح المدرسة وسام الاستقلال من الدّرجة الأولى من الملك عبد الله الثّاني كان لحظة استثنائيّة في تاريخ المدرسة استقبلنا هذا التّكريم الملكيّ بقلوب ممتلئة بالامتنان والاعتزاز، واعتبرناه حافزًا كبيرًا لمواصلة تطوير برامجنا التعليميّة والتدريبيّة، والعمل بإخلاص على تحسين جودة التّدريب المهنيّ والتقنيّ لخدمة وطننا الأردن.

تميُّز مُتراكم… لا لحظة عابرة

وعن العوامل الّتي جعلَتِ المدرسة تستحقُّ هذا الوسام مقارنةً بمؤسَّسات تعليميّة أخرى، يوضِّحُ فريج أنَّ التميُّز لم يكُنْ وليد لحظة، بل هو نتاجُ تراكمٍ طويلٍ من الرّؤية والعمل ، الوسام جاء نتيجة العمل المخلص المتواصل، والرّؤية الاستراتيجيّة الّتي اعتمدتها المدرسة، خاصّةً في السّنوات الأخيرة. نحنُ نحرص على التّكامل بين الجانب الأكاديميّ والتطبيقيّ، ونُهيّئ طلبتنا نظريًّا وعمليًّا عبر برامج تدريبيّة مُتخصِّصة ومُحدثة تواكب سوق العمل.

مُضيفًا لـ ملح الأرض البيئة التربويّة في المدرسة بيئة راعية وحاضنة، وفَّرَتْ للطّلبة فُرصًا فعليّة للتّدريب والتّوظيف، وربطَتِ التّعليم باحتياجات المُجتمع الحقيقيّة.

التّربية على القيم…بناء الإنسان قبل المهارة

وحول الفلسفة التربويّة الّتي تنتهجها المدرسة، يقول القس الدّكتور خالد فريج نحنُ نؤمن بأنَّ التّعليم لا يختزل في نقل المهارات والمعارف فحسب، بل هو عمليّة شموليّة تهدف إلى بناء الإنسان ونحرص على ترسيخ قيم الانتماء، الالتزام، الاحترام، النّزاهة، وروح الفريق، كما نغرس في طلاّبنا الإيمان بأنَّهم شركاء في بناء الوطن، وأنَّ عليهم أنْ يكونوا مواطنين مُبادرين ومُنتجين.

ويلفت إلى أنَّ هذه القيم تُظهر بوضوح في أداء الطّلبة في ميادين العمل، حيث يشهد لهم بالانضباط والتميُّز والاتقان.

رسالة مزدوجة…التّعليم والخدمة المجتمعيّة

تتميّز مدرسة ثيودور شنلر، مُنذ تأسيسها، بجمعها بين الرّسالة التعليميّة والدّور المجتمعيّ، ويؤكِّدُ فريج أنَّ هذا البُعد ليسَ هامشيًّا بل جوهريّ، مدرستنا تأسَّست على مبدأ التّكامل بين التّعليم والخدمة الإنسانيّة ونؤمن أنَّ دور المؤسَّسة التعليميّة لا يكتمل دون حضورٍ فعّالٍ في المجتمع لذلك، وخصوصًا في ظلِّ الظّروف الرّاهنة، نحرصُ على توفير بيئة تعليميّة آمنة، ونُقدِّم منحًا دراسيّة جزئيّة وكاملة للفئات الأقلّ حظًّا.

كما يشير إلى أنَّ المدرسة تعمل على تعزيز روح المُبادرة والعمل التطوّعيّ لدى الطّلبة، وتوطيد الشّراكات مع المُجتمع المدنيّ وقطاعات الإنتاج، بما يضمن ربط التّعليم بالواقع العمليّ.

فريق العمل…القلب النّابض للإنجاز

يُشدِّدُ القس فريج على أنَّ الإنجاز ما كان ليتحقّق لولا الجهد الجماعيّ وروح الفريق الّتي تسود بين أفراد الكادر الإداريّ والتدريسيّ: “ما يميز كادرنا هو روح الانتماء الّتي تجعل من العمل اليوميّ فعلًا يتجاوز حدود الوظيفة ليصبح نوعًا من العطاء الحقيقيّ. لا نعمل كوحدات مًنفصلة بل كجسدٍ واحدٍ مُتناغمٍ. بيئةُ المدرسة قائمة على الاحترام المُتبادل والتّواصل الفعّال، والوسام هو وسام شرف لكلّ فرد من أفراد أسرة ثيودور شنلر”.

خطط مستقبليّة… نحو ريادة جديدة

وحول خطط المدرسة المستقبليّة للحفاظ على التميُّز بعد نيل الوسام الملكيّ، يقول المدير العام لـ ملح الأرض: “نيل وسام الاستقلال شرف ومسؤوليّة في آن واحد، رؤيتنا المستقبليّة تقوم على التّطوير المستمرّ وضمان الجودة. نعمل على تعزيز التخصُّصات المهنيّة والتقنيّة الحديثة، ونُخطِّطُ لإطلاق برامج تدريبيّة بالشّراكة مع جهات محلّيّة ودوليّة لضمان جاهزيّة خرِّيجينا لسوق العمل”.

ويختم حديثه قائلًا: نحن نرى في هذا الوسام محطّة انطلاق نحو آفاق جديدة من الرّيادة، ونتعهّد بأنْ تبقى مدرسة ثيودور شنلر نموذجًا وطنيًّا رائدًا في التّعليم المُتكامل وخدمة المجتمع.

عن المدرسة:

تأسَّسَتْ مدرسة ثيودور شنلر في عمّان على أُسس تعليميّة وإنسانيّة متينة، وتهدف إلى تأهيل الطّلبة أكاديميًّا ومهنيًّا من خلال بيئة تعليميّة شاملة تُراعي القيم المجتمعيّة وتلبية حاجات السّوق المحلّيّ. ويُمثِّلُ الوسام الملكيّ تتويجًا مُستحقًّا لمسيرة المدرسة وجهودها المُمتدّة مُنذ عقود. تفاصيل تأسيس المدرسة هنا

زيارة الأمير الحسن للمدرسة
زيارة أعضاء المجمع الكنسيّ للمدرسة
زيارة مجلس إدارة أصدقاء مطرانيّة القدس الأسقفيّة في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة
تخريج الفوج السادس والخمسين من طلّاب قسم التّدريب المهنيّ

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment