Skip to content
Skip to content

وزير التّربية والتَّعليم: “الأردن، بقيادته الهاشميّة الحكيمة، شكّلَ نموذجًا فريدًا في العيش المُشترك والسِّلم المُجتمعيّ”

تاريخ النشر: سبتمبر 23, 2025 2:14 م
وزير التربية والتعليم الأردني عزمي محافظة

وزير التربية والتعليم الأردني عزمي محافظة

افتتح وزير التّربية والتَّعليم الدُّكتور عزمي محافظة، صباح الاثنين، أعمال مؤتمر “التَّربية المدنيّة والأديان: معًا في بناء ثقافة السِّلم المُجتمعيّ والمواطنة”، الّذي نظَّمه المركز الكاثوليكيّ للدِّراسات والإعلام، بالتَّعاون مع المركز الأردنيّ للتَّربية المدنيّة ومؤسَّسة كونراد أديناور.

وخلال كلمته، أكَّد الدُّكتور محافظة التزام وزارة التَّربية والتَّعليم الثّابت ببناء الإنسان الواعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء، مُشدِّدًا على أنَّ التَّربية والتَّعليم هي الرَّكيزة الأساسيّة لنهوض الأمم وصناعة مُستقبلها. وقال: “الأردن، بقيادته الهاشميّة الحكيمة، شكّل نموذجًا فريدًا في العيش المُشترك والسِّلم المُجتمعيّ، حيثُ تلاقَتِ الأديان والثّقافات، وتجاورت الكنائس والمساجد، وتعايش النَّاس على اختلاف انتماءاتهم في وئامٍ. والهويّة الوطنيّة الجامعة كانت ولا تزال الإطار الأوسع الّذي تتلاقى فيه قيم التّسامح والعدالة والكرامة الإنسانيّة”.

وأضاف أنَّ التَّربية والتَّعليم ليسَتْ مُجرَّد إدارةٍ، بل مشروعٌ حضاريٌّ مُتكاملٌ يؤمن بأنَّ الإنسان هو أساس بناء الدَّولة والمُجتمع، لافتًا إلى أنَّ دور التَّعليم تطوَّر في العصر الحديث ليشمل بناء منظومةٍ تُنمّي العقل والوجدان معًا. وأوضح: “المناهج الدّراسيّة تشكِّل الرَّكيزة الأولى لهذه العمليّة، ونحرص على تطويرها بحيث توازن بين المعرفة العلميّة والقيم الإنسانيّة، وتُنمّي مهارات التّفكير، وتُرسِّخ مبادئ التّسامح والعيش المُشترك، مع المُحافظة على الهويّة الوطنيّة وفتح نوافذ للطَّلبة نحو العالم”.

كما شدَّد على أهمّيّة دور المُعلّمين في نقل هذه القيم قائلًا: “المناهج مهما بلغَتْ من جودةٍ تبقى قاصرةً إن لم يجد الطَّالب مُعلِّمًا مؤهَّلًا يُجسِّد القيم عمليًّا ويزرع حُبَّ المعرفة في نفوس الطَّلبة”. واعتبر المدرسة الحاضنة الأولى للعمليّة التَّربويّة، ومكانًا لتطبيق قيم الاحترام المُتبادل والحوار البنّاء والمُواطنة الفاعلة.

وختم الوزير كلمته بالتَّأكيد على أنَّ الهدف هو إعداد جيلٍ يرى أنَّ المُواطنة ليسَتْ شِعارًا بل مُمارسةً، وأنَّ الدّين ليسَ مُجرَّد شعائرَ بل منظومة قيمٍ أخلاقيّةٍ، وأنَّ التنوّع ليسَ تهديدًا بل مصدر قوّةٍ، مُضيفًا: “نطمح لإعداد جيلٍ يواصل ترسيخ رسالة الأردن الحضاريّة، ويجعل من التَّربية والتَّعليم طريقًا للسَّلام والوحدة والبناء”.

من جهته، أكّد الأب رفعت بدر، مدير عام المركز الكاثوليكيّ، في كلمته التّرحيبيّة، على التَّكامل بين التَّربية المدنيّة والدّينيّة، مُشيرًا إلى أنَّ التَّعليم الدّينيّ لا يُلغي المدنيّ، بل يُعزِّزه من خلال قيم التّسامح والمحبّة والإيثار. كما شدَّد على أهمّيّة الاستخدام الأخلاقيّ للتّقنيات الرَّقميّة والذّكاء الاصطناعيّ في تعزيز ثقافة السِّلم المُجتمعيّ.

مديرة المركز الأردنيّ للتَّربية المدنيّة، منى العلمي

ومن جهتها، أكَّدَتْ مديرة المركز الأردنيّ للتَّربية المدنيّة الأستاذة منى العلمي، أنَّ بناء السَّلام يُشبه بناء بيتٍ، إذ يبدأ بوضع الأساسات القوّية، وهو دور المُواطنة الّتي تثبت انتماءنا للأرض. ثمَّ تُبنى الجدران من خلال التَّربية المدنيّة الّتي تُعلِّم الأبناء قيم المُشاركة والاحترام والمسؤوليّة. وأخيرًا يُوضع السَّقف الّذي يُظلّل الجميع، وهو القيم الدّينيّة الّتي تمنح البيت روحًا ومعنى. وقالَتْ: “عندها فقط يُصبح البيت آمنًا مُتماسِكًا يتَّسِع للجميع”.

وأضافت العلمي أنّ التَّربية المدنيّة تُعلِّم أبناءنا ببساطة أنْ يكونوا مواطنين فاعلين يعرفون حقوقهم وواجباتهم، ويُشاركون في صنع التَّغيير، لا أنْ يبقوا مُتفرِّجين. وعندما ندمج التَّربية المدنيّة مع القيم الدّينيّة وروح المواطنة، نصنع مُجتمعًا أكثر عدلاً وسلامًا.

وشهد المؤتمر ثلاث جلسات رئيسيّة؛ تناولَتِ الجلسة الأولى موضوع “بناء ثقافة الحوار والسِّلم المُجتمعيّ في عصر الاستقطاب والتَّطرُّف”، وأدارها المُمثِّل المُقيم لمكتب كونراد أديناور في الأردن، الدُّكتور إدموند راتكا، وتحدَّث فيها كلٌّ من أستاذ قسم الفلسفة في الجامعة اللّبنانية الدُّكتور وجيه قانصو، وعضو مجلس الأعيان معالي هيفاء النجار، والوزير الأسبق معالي الدُّكتور صبري اربيحات، والمحاضر والباحث في مركز الدّراسات الإسلاميّة المسيحيّة في هيوستن الدُّكتور معتز الظاهر.

أمَّا الجلسة الثّانية فناقشَتْ موضوع “مخاطر وإمكانات العصر الرَّقميّ للتّربية المدنيّة والدّينيّة”، وأدارها الأستاذ عضو المجلس الاستشاريّ في المركز الكاثوليكيّ الأستاذ عمر عبوي، وتحدَّث فيها كلٌّ من الخبير في الأمن السيبراني والجرائم الرّقميّة المُهندس مجدي قبالين، والباحثة القانونيّة وخبيرة إدارة النِّزاعات من تونس الأستاذة شهرازاد بن حميدة، ومدير المركز الكاثوليكيّ الأب الدُّكتور رفعت بدر، والمُدرّبة والمُستشارة التّربويّة الأستاذة رانيا دحابرة.

في حين أجابت الجلسة الثّالثة عن السّؤال التّالي: “كيف يُمكن للمدارس أنْ تُسهِم في بناء ثقافة المواطنة والعيش المُشترك؟”، وأدارها المُدرِّب والخبير في التّربية المدنيّة وحقوق الإنسان الأستاذ خليل رضوان، وتحدّث فيها كلٌّ من مُنسِّقة مناهج الدِّراسات الاجتماعيّة في وزارة التّربية والتّعليم الدُّكتورة أسمى الشراب، ورئيسة قسم العلوم التّربويّة في جامعة البتراء الدُّكتورة أسيل الشوارب، ومدير عام مدارس البطريركيّة اللّاتينيّة في الأردن الأب الدُّكتور فراس نصراوين.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment