السابق احتجاج على العدوان في غزة في افتتاح دوري كرة السلة الأرثوذكسي الثالث في الشميساني- عمان
رابط المقال: https://milhilard.org/09oi
عدد القراءات: 1365
تاريخ النشر: نوفمبر 18, 2023 10:35 م
رابط المقال: https://milhilard.org/09oi
داود كُتّاب– ملح الأرض
نظمت كنيسة عمان المعمدانية، الجمعة، ورشة عمل لكافة الأعضاء تحت شعار: “هأنذا أرسلني” بحضور واسع من أعضاء الكنيسة.
وقد افتتح الورشة القس الدكتور سهيل مدانات بعرض كتابي لأهمية مشاركة الجميع في الخدمة. وأوضح أن الله الآب أرسل ابنه الوحيد لتنفيذ خطته لإنقاذ تاج خليقته، الإنسان، وإظهار مجده في الإنسان، وذلك بتجسد الابن وموته وقيامته، ثم صعوده بعد إتمام إرساليته وبعد أن أرسل كل مؤمن به، كما أرسله الآب، وأوكله بمهمة نشر بشارة خلاصه والإنارة بنور مجده، ليس بالضرورة في سَفَره إلى حقل إرسالي بعيد أو فقط في حصره داخل مبنى الكنيسة، بل في مجرى حياته اليومية حيثما كان، في البيت والعمل والمجتمع والكنيسة.
وثم قدم القس شكري شرش شرح مطول حول الأخطاء الدارجة في الكنائس من حيث الاعتماد الكلي على راعي الكنيسة لأنه متفرغ للعمل الروحي، وأوضح أن الجميع متفرغون للعمل الروحي – كل شخص في مكانه في العائلة، أو العمل، والمجتمع، والكنيسة. واعتبر أنه من الضروري ردم الهوة بين المنبر والمقعد والاعتقاد أن الخدمة الكنسية هي فقط لساعة معينة ليوم واحد في الأسبوع موضحًا أن الجميع متفرغ في كل مكان وزمان . وقد طلب القس شرش من الحضور متابعة المحاضرة من خلال تعبئة الفراغات في استمارة تم توزيعها عليهم.
يقول القس شكري شرش لـ ملح الأرض أن أعضاء الكنيسة تفاعلوا مع الورشة بشكل جيد.” سارت ورشة العمل بشكل جيد للغاية. وكان الحضور كبيرًا أيضًا فاق عدد الأشخاص الذين سجلوا. ولقد أعرب الكثير عن أنهم استمتعوا حقًا بما سمعوه وتشجعوا به “. وخلص بالقول أن الأعضاء تشجعوا وارتاحوا عندما علموا أن جميع جوانب حياتهم مهمة بالنسبة لله ويمكنهم تمجيده من خلالها وليس فقط في الكنيسة.” أعتقد أيضا أن لديهم صورة أكثر دقة عن أهمية دورهم في الكنيسة الذي يٌعدّهم للنجاح في المجالات الثلاثة الأخرى، العائلة والعمل والمجتمع “.
وفي تعليق لـ ملح الأرض حول الورشة قال القس مدانات أن راعي الكنيسة أعد لهذا اللقاء إعداداً مميزاً. “بعد إعلانات على مدى عدة أسابيع، بدأ اللقاء بإرساء الأساس الكتابي، تبعه بشرح عن واقع الكنائس البعيد عن المجتمع وحاجتها وحاجة كل فرد إلى التغيير، وأخيراً أشرك الحضور في مجموعات تكاملية ناقشت كيفية التطبيق العملي. ولدى ختام اللقاء ترك الراعي مع كل عضو هدية رمزية تذكّره بدوره في إتمام المأمورية العظمى”.
واعتبر رند حدادين أحد المنسقين للورشة أنها تميزت بمنهجية خاصة منحت الفرصة لجميع الأعضاء بمشاركة أفكارهم حيال أدوارهم ومسؤولياتهم في مناطق حياتهم الأربعة (الكنيسة، العائلة، العمل، المجتمع). وقال لـ ملح الأرض ” كان لهذا الأسلوب دور فاعل في تحريك المقعد ليأخذ منحى فاعلًا ونشطًا في العملية التدريبية لرعاية الكنيسة. ونحن بحاجة لمزيد من الانخراط كهذا “.
وقال سمير مارديني والذي كان ميسرًا لمجموعة خدمة المجتمع أن الورشة أعطت أبعادًا عديدة وآفاقًا جديدة للذين ساهموا بها من مختلف الأعمار حول مدى تأثير المسيحيين الإيجابي والروحي في المجتمع كمواطنين صالحين.” تحدث البعض، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، بأهمية المساهمة في الأعمال والمبادرات التطوعية، تقديم العون والمساعدة للمحتاجين، نبذ الإشاعات، تقديم المشورة التثقيفية لسكان الحي وحسب المعرفة والاختصاص، المساهمة في نبذ وتغيير عادات أو أفكار مغلوطة وغير صحيحة يتم ممارستها بالمجتمع، واحترام القوانين السائدة. كما وتم تقديم العديد من الأفكار البناءة التي تعكس إيماننا كمسيحيين “. وأكد مارديني في حديث لـ ملح الأرض أن المشاركين أعربوا عن” سعادتهم في سماع أفكار الآخرين حيث كانت مفيدة لهم “.
وقالت رولا الصناع لـ ملح الأرض أن الورشة كانت جميلة وخلقت تقارب وترابط إنساني. “الورشة ذكرتنا بأمور ومبادئ كثيرة كنا نعرفها وتم إبعادها عن أذهاننا، فكان ضروري إنعاش ذاكرتنا بهذه المبادئ”.
وعبرت الصناع عن ارتياحها لأن الورشة وفرت راحة بال للعاملين. “نحن العاملون كان لدينا شعور بالذنب لأننا نعمل بدل أن نخدم الرب، ولكن الورشة أظهرت بوضوح أننا يمكن أن نخدم الرب من خلال أمانتنا وإخلاصنا في العمل”.
وعلق زيدون كرادشة الذي كان ميسرًا لمجموعة العمل لـ ملح الأرض أن المجموعة قامت بتحديد الأدوار في العمل -من مدير إلى موظف، مستشار أو متقاعد. وقال “المشاركون وضعوا نقاطًا مختلفة لخدمة الرب من خلال العمل. بعض منها -الأمانة والنزاهة والالتزام بالقوانين كموظف وصاحب عمل وتسديد جميع الاستحقاقات الضريبية ودعم وتشجيع الموظفين – في حين اقترح البعض الآخر ضرورة أن يكون الشخص قدوة لمن حوله، فيما عبر آخرون عن ضرورة مشاركة المتقاعدين بخبراتهم، والصلاة لمن هم في منصب “.
ويقول الكاتب المسيحي سمير الشوملي لـ ملح الأرض أن الورشة كانت فريدة لم أسمع بمثلها في أية كنيسة في منطقتنا العربية أو في آسيا وإفريقيا. وهي تعمل بجدية وبطريقة عملية على ترجمة تعاليم العهد الجديد حول دور الرعاة والقادة (الذين يمثلون الكهنة الرعويين) وعضو الكنيسه العادي (وهو كاهن أيضًا حسب توصيف العهد الجديد). “كانت فرصة لتعليم الأعضاء وإعدادهم للخدمة بأن يتعرفوا على دورهم الحقيقي في المجالات الأربعة الرئيسية من وجودهم – العائلة، والكنيسة، والعمل، والمجتمع. وكان رائعًا أن يقوم الأعضاء بإثراء الورشة بمساهماتهم. وبهذا استنار الجميع بجوانب مسؤولياتهم كخطوة أولى لتطبيق هذه المسؤوليات بالفعل في هذه الجوانب”.
واعتبر الشوملي، وهو مؤلف ترانيم وكتب روحية، أن هذه الورشة تمثل اختراقًا في العمل الكنسي. “سيكون من المفيد، بل من الحيوي، نقل فكرة هذه الورشة إلى الكنائس الأخرى، بغضّ النظر عن طائفتهم. وعندئذ، سنرى كنيسة تعمل بأقصى قوّتها حسب الإمكانات المتاحة لها. وموارد الرب هي بلا حد”.
واعتبرت رنا عميش أن الأمور الكتابية هذه رائعة وعلينا أن نجتهد في تطبيقها. “كانت الورشة ممتازة وأفكار القسيس شكري رائعة والتي تعيد وتذكرنا بالمأمورية العظمى وهي أنه على كل مؤمن الانتباه لأن تكون حياته في أي مكان يتواجد فيه شهادة حسنة تمجّد الرب يسوع وتعكس محبته للجميع. وهذا لا يقتصر على وجود المؤمن في الكنيسة بل في العائلة والعمل والمجتمع أيضًا. فالمؤمنون هم نور العالم وملح الأرض”.
وقد شارك جميع أعضاء الكنيسة في الإجابة على أسئلة مبنية على المحاضرة ثم تم توزيع كافة أعضاء الكنيسة لفرق عمل حول دور كل شخص كان ذلك في الكنيسة، أو العائلة، أو العمل، أو المجتمع. وحصل المشاركون على شهادة للورشة وتم توزيع كوب (mug) قهوة وحلقة مفاتيح شملت عبارة مرسل لمجد الله في كل زمان ومكان وجرافيك لأماكن العمل الأربع: العائلة، والعمل، والمجتمع، والكنيسة وصورة لكنيسة عمان المعمدانية.
فيمايلي بعض الامثلة التي تم اقتراحها للمشاركين:
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.