السابق استنكار أردني حكومي وشعبي لحادثة اغتيال شيرين أبو عاقلة
رابط المقال: https://milhilard.org/si8q
تاريخ النشر: مايو 12, 2022 6:00 ص
رابط المقال: https://milhilard.org/si8q
بقلم: مسيحي فلسطيني
وداعًا شيرين
قتلوها بإرادتهم المشحونة بالحقد والكراهية،
قتلوها لأنهم يكرهون إنسان الوطن الأصيل،
قتلها الغرباء عن أرض وسماء وهواء ومياه وجبال وأودية وسهول أرض فلسطين.
قتلها مَن جاؤوا من بعيد،
جاؤوا مِن بلاد الثلج والضباب.
جاؤوا بقوة الكذب والخداع.
جاؤوا بقوة المال.
جاؤوا بأطماعهم وأحقادهم وتعطشهم للدماء.
جاؤوا برواية حبكها واخترعها مجمع الشّيطان.
جاؤوا برصاصهم وقنابلهم ومتفجراتهم وترسانة أسلحتهم.
وابتدأت عمليات القتل والدّمار والطرد والخلع والنفي.
وابتدأ اختراع تاريخ وقصص وروايات واساطير وأكاذيب لتبرير الجريمة.
وتفجرت ينابيع الوجع والألم والحسرة والدم والدّموع،
ولم تتوقف الينابيع حتى اليوم.
ووقف مع المجرم جمع كبير من أمثاله من المتوحّشين.
ووقف مع اللص الغريب امثاله من لصوص خيرات شعوب قارات العالم.
ووقف مع الجزّار مَن ذبحوا المواطنين الأصليين في اماكن كثيرة في العالم.
ووقف مع القاتل رجال دين وسياسة وأتباعهم من البسطاء المخدوعين.
ووقف مع سارق الأرض أصحاب أموالٍ وبنوك ومصانع أسلحة ووسائل إعلام وصنّاع سينما.
ووقف مع أعداء الحياة كثيرون من الخونة والمتخاذلين والنّاطقين بلغة الضّاد.
ووقف معه حتّى البعض القليل من الشعب الضّحيّة.
وما تزال الجريمة ترتكب كل يوم بإصرار ومنهج منظّم،
وما يزال اصحاب امبراطوريات المال والسّلاح والإعلام يشاركون في الجريمة بإخفاء الحقيقة ودعم الغرباءِ المجرمين.
وما يزال دم الضّحايا يصرخ مطالبًا بعدالة السّماء.
وما يزال الأمل بالخلاص والحريّة يملأ قلوب النّاس الشّرفاء والطّيبين.
وأثناء الانتظار بأمل واثق بالحريّة والخلاص،
يصر المجرم على مواصلة قتل الإنسان وسرقة الأرض وتشويه التّاريخ وتبرير الجريمة.
ورغم ظلمة النّفق وقوة المجرم،
يلوح في الأفق نورٌ يقوى كل يوم،
وعن قريبٍ ستعود الحريّة للمظلومين،
وسيهتف الإنسان والشّجر والحجر والنّهر بترانيم الحياة،
وسيغني الوطن نشيد الحريَة والاستقلال.
وسأردد مع شعبي كلمات مزامير السّماء:
“أحبك يارب ، يا قوتي.
الرب صخرتي وحصني ومنقذي.
إلهي صخرتي به أحتمي.
ترسي وقرن خلاصي وملجإي.
أدعو الرب الحميد،
فأتخلص من أعدائي.
في ضيقي دعوت الرب، وإلى إلهي صرخت،
فسمع من هيكله صوتي، وصراخي قدامه دخل أذنيه
فارتجت الأرض وارتعشت،
أسس الجبال ارتعدت وارتجت لأنه غضب.
أرعد الرب من السماوات، والعلي أعطى صوته، بردا وجمر نار،
أرسل سهامه فشتتهم، وبروقا كثيرة فأزعجهم
أرسل من العلى فأخذني.
نشلني من مياه كثيرة.
أنقذني من عدوي القوي،
ومن مبغضي لأنهم أقوى مني
أصابوني في يوم بليتي،
وكان الرب سندي.
أخرجني إلى الرحب.
خلصني لأنه سر بي.” (مزمور ١:١٨-١٧).
مع محبّتي: مواطن فلسطيني مسيحي
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.