Skip to content

همتنا بعزوتنا ووَطَنِيَّتنَا بانتخابات عام 2024

رابط المقال: https://milhilard.org/zx9d
تاريخ النشر: أغسطس 27, 2024 7:36 ص
553158-1
رابط المقال: https://milhilard.org/zx9d

“وَجَدْتُ دَاوُدَ بْنَ يَسَّى رَجُلًا حَسَبَ قَلْبِي، الَّذِي سَيَصْنَعُ كُلَّ مَشِيئَتِي” (أع 13: 22).

الأرشمندريت د. بسام شحاتيت

رئيس المحكمة الكنسية للروم الملكيّين الكاثوليك

ونحن على أعتاب الانتخابات النيابية التي ستجري في العاشر من الشهر القادم، فإن الكنيسة تشجع جميع المواطنين وتدعوهم لأداء دورهم في هذا الواجب الوطني بممارسة حقهم والمشاركة الفعلية في الانتخابات لإنجاح العرس الوطني الديمقراطي.

إن الكنيسة كما كانت ستبقى على مسافة واحدة من جميع المرشحين، فلا تنحاز لحزبٍ أو لقائمةٍ أو لمرشَّحٍ بحدِّ ذاته. وهي باستمرار مع مَن يخدم الوطن ويعمل من أجل خير أبنائه، فالجميع سواسية تحت مظلة القانون، بغض النظر عن الديانة أو الأصل أو الجنس. وترى المستقبل يتطلب توجيه الطاقات للعمل البنَّاء وتحقيق المساواة والعدالة بين الناس.

والكتاب المقدس والفكر المسيحي اللاهوتي يركزان على دعوة المواطن في المشاركة الخَيِّرَة في المجتمع في جميع المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية. ويؤكد المجمع الفاتيكاني الثاني في الفصل الرابع من الدستور العقائدي للكنيسة الذي جاء بعنوان “حياة الجماعة السياسية”، على المشاركة في الانتخابات: “وليذكُر المواطنون جميعهم ما لهم من حقٍ وما عليهم من واجبٍ في القيام باقتراع حر من أجل الخير العام، والكنيسة تمتدح وتستعظم عمل أولئك الذين نذروا أنفسهم لخير الدولة في خدمة البشر متحملين أعباء مسؤولياتهم”.

وترفض الكنيسة تسييس الدين واستخدامه من أجل المصالح المختلفة مِن قِبل أي كان، أو تفسيره وتطبيقه من أجل مكاسب دنيوية. وفي الوقت نفسه ألا يكون التحدث باسم الله غطاءً للسياسة وأهدافها، فالمنابر الدينية ودور العبادة وجدت للروحانية، والصلاة وتوجيه الناس للخير والمحبة والرحمة.

إن المواطن العربي الأردني المسيحي جزء لا يتجزأ من اردننا الغالي وجذوره ضاربة في أعماق تراب هذا الوطن، ويعمل من أجله بكل إخلاص ومحبة وولاء في جميع المجالات والقطاعات العامة والخاصة. ولا بد من الإشادة بالأشخاص الصادقين المخلصين من جميع أبناء الوطن الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجله ومن أجل نموه وتطوره.

ومع اقتراب موعد الانتخابات فإننا نؤكد على أهمية انخراط الشباب والشابات في العملية الانتخابية لانتخاب من يرونه مناسباً للخدمة وأداء الواجب. إن النائب الذي نتطلع اليه يجدر أن يتمتع بالتواضع وأن يسير على حسب قلب الله. ولا شك أن الاستقامة والضمير الصالح والصدق والنزاهة من الشروط الواجب توفرها في النائب، وعليه أن يؤمن الحياة الكريمة للمواطن الفقير قبل الغني، مع العمل المستمر ليكون الوطن مكانًا للأمان والسلام والكرامة.

حفظ الله صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني المعظم، وأبقى تعالى الأردن واحة للأمن والسلام والاستقرار.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content