Skip to content

هل سيُسهم إطلاق الباص السريع في مادبا بتنشيط السياحة الدينية المسيحيّة وجذب الزوّار؟

تاريخ النشر: مارس 20, 2025 4:01 م
خارطة الفسيفساء التاريخية في كنيسة الروم الأرثوذكس في مأدبا

خارطة الفسيفساء التاريخية في كنيسة الروم الأرثوذكس في مأدبا

ملح الأرض – ليث حبش

تُعتبر مادبا واحدة من أبرز الوجهات السياحية الدينية والتاريخية في الأردن، لما تحتضنه من مواقع دينية هامة، مثل جبل نيبو وكنيسة الرُسل، بالإضافة إلى آثار مذهلة مثل خارطة مادبا الفسيفسائية ومع ذلك، تواجه المدينة تحديات كبيرة في جذب السياح، أبرزها ضعف الترويج الإعلامي ومشاكل المواصلات، ما يحد من إمكانيات توسع السياحة فيها.

بلدية مادبا تسلط الضوء على تحديات وآفاق السياحة الدينية في المدينة 

أكدت نائب رئيس بلدية مادبا الكبرى، بسمة السلايطة، في حديث خاص لـ”ملح الأرض“، أن المدينة تحتضن العديد من المواقع الدينية والتاريخية التي تجعلها وجهة سياحية بارزة، مثل جبل نيبو، وكنيسة قطع رأس يوحنا المعمدان، وكنيسة القديس جورجيوس، المعروفة باحتوائها على خارطة مادبا الفسيفسائية الشهيرة، إضافة إلى القصر المحترق وشارع السياحة وكنيسة الرسل.

وكشفت سلايطة عن اكتشاف كاتدرائية كبيرة حديثًا في حي العزيزات، مشيرة إلى أن هذه المواقع تضيف قيمة كبيرة لمكانة مادبا السياحية، لكنها تواجه تحديات، أبرزها مشكلة المواصلات، التي تؤثر على تجربة السياح وتحد من إمكانية إطالة مدة إقامتهم في المدينة. 

وأوضحت أن مشروع الباص سريع التردد، الذي أُعلن عنه مؤخرًا من قبل رئيس الوزراء، سيُسهم في تحسين الربط بين عمان ومادبا، لكنه لا يزال بحاجة إلى توسعة ليشمل مختلف المواقع السياحية داخل المحافظة، وصولًا إلى المطار، مما سيسهل حركة السياح. 

كما أشارت إلى أن غياب الأنشطة المسائية والفعاليات الترفيهية يؤثر على قدرة المدينة في جذب الزوار للإقامة لمدد أطول، موضحة أن البلدية تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية على تطوير أنشطة ومهرجانات موسمية، مثل الفعاليات الخاصة بأعياد الميلاد والفصح ورمضان، بالإضافة إلى الفعاليات التي تُقام بمناسبة يوم السياحة العربي. 

وأشادت بدور وزارة السياحة في تنشيط السياحة الداخلية من خلال برنامج “أردننا جنة”، مؤكدة أن هذا البرنامج ساعد في الترويج لمادبا داخل المملكة وخارجها، كما سلطت الضوء على الجهود التي تبذلها البلدية بالتعاون مع مختلف الجهات، مثل هيئة تنشيط السياحة ومديرية سياحة مادبا وغرفة التجارة، لتطوير القطاع السياحي وتعزيز الاستثمارات فيه. 

وفي ختام حديثها، أكدت سلايطة أن بلدية مادبا تعمل على تسهيل جميع الإجراءات أمام المستثمرين والسياح والجهات الراغبة في إقامة فعاليات أو مشاريع سياحية، مرحبة بأي جهود من شأنها دعم السياحة في المدينة، قائلة “أبوابنا مفتوحة دائمًا، ونعمل جاهدين لضمان تجربة سياحية أفضل للجميع”.

ضعف الترويج والمواصلات يعيقان ازدهار السياحة الدينية في مادبا

ومن جانبها أكدت الصحفية والمذيعة باسمة وليدات، في حديث خاص لـ”ملح الأرض“، أن مادبا تُعدّ من أبرز الوجهات السياحية الدينية في الأردن، حيث تحتضن مواقع تاريخية ودينية هامة، من بينها كنيسة الرُسل، وكنيسة القديس جورجيوس المعروفة بخارطة مادبا الفسيفسائية، بالإضافة إلى موقع المغطس، وقلعة مكاور، حيث يُعتقد أن رأس يوحنا المعمدان قد قُطع هناك.

وأشارت وليدات إلى أن الترويج لهذه المواقع لا يزال محدودًا، حيث يتركز الاهتمام بشكل أساسي على موقع المغطس، فيما تبقى المواقع الأخرى بحاجة إلى جهود أكبر لتعريف السياح بها محليًا وعالميًا، وأوضحت أن الزوار غالبًا ما يأتون بدافع الاهتمام الشخصي، وليس نتيجة لجهد حكومي أو خطط ترويجية مُمأسسة.

وبيّنت وليدات أن مشكلة المواصلات تُعدّ من أكبر التحديات التي تواجه السياحة في مادبا، حيث يعاني السياح من صعوبة التنقل بين عمان ومادبا، وكذلك بين المواقع السياحية داخل المحافظة. وأشارت إلى أن مشروع الباص سريع التردد، الذي أُعلن عنه مؤخرًا، من شأنه أن يُسهم في حل هذه المشكلة وتحريك عجلة السياحة بشكل عام، والسياحة الدينية بشكل خاص.

وأضافت أن غياب وسائل نقل مريحة وفعالة يمنع السياح من الإقامة لفترات أطول في مادبا، حيث تقتصر الزيارات على جولات قصيرة دون استمتاع حقيقي بالتجربة السياحية المتكاملة.

وشددت وليدات على أن الترويج يجب أن يتجاوز البعد الديني ليشمل الجانب الثقافي والتاريخي، فالكثير من المواقع في مادبا تروي قصصًا تاريخية مهمة وتعكس فنونًا معمارية مميزة. وقال لـ ملح الأرض “إن تجهيز هذه الأماكن لاستقبال الزوار بمختلف اهتماماتهم، سواء الدينية أو التاريخية، يُعدّ أمرًا ضروريًا لتعزيز مكانة مادبا على الخارطة السياحية”.

كما لفتت إلى أن ضعف الترويج الإعلامي يُعدّ من العقبات الرئيسية، حيث لا يتم استثمار وسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي بالشكل المطلوب للتعريف بالمواقع السياحية. موضحة أن الجهات المعنية بحاجة إلى استراتيجيات جديدة وأكثر ابتكارًا لجذب الاهتمام بهذه المواقع.

وأوضحت وليدات أن مادبا تفتقر إلى برامج سياحية متكاملة تُسهل على السياح التخطيط لزياراتهم، مشيرة إلى أن المواقع الأثرية منتشرة في مناطق مختلفة ولا توجد خرائط أو مسارات واضحة تربطها ببعضها البعض كما أن العديد من هذه المواقع لا تزال غير مجهزة بالخدمات الضرورية، مما يجعلها أقل جذبًا للزوار.

وأضافت لـ ملح الأرض أن التعاون بين الجهات المعنية في القطاعين العام والخاص لا يزال محدودًا، حيث تُركّز الجهود في الغالب على مبادرات فردية بدلاً من خطط استراتيجية شاملة تستهدف استدامة السياحة في مادبا.

وأشارت وليدات إلى أن الفعاليات السياحية في مادبا تقتصر غالبًا على مبادرات القطاع الخاص، ولا توجد برامج حكومية كافية لتنشيط السياحة على مدار العام وأن إقامة فعاليات دينية وثقافية وموسمية من شأنه أن يعزز من جاذبية المدينة، سواء للسياح المحليين أو الأجانب، ويشجعهم على البقاء لفترات أطول.

واختتمت وليدات حديثها لـ ملح الأرض بالتأكيد على ضرورة تكثيف الجهود الترويجية، وتحسين البنية التحتية للنقل، وإطلاق برامج سياحية متكاملة لزيادة إقبال السياح على مادبا كما دعت إلى استثمار الإعلام والسوشيال ميديا في إبراز ثراء المدينة التاريخي والديني، مشيرة إلى أن مادبا تمتلك إمكانيات كبيرة تجعلها قادرة على استقطاب المزيد من الزوار إذا ما تم العمل على تطوير القطاع السياحي بشكل منظم وفعّال.

وكانت الحكومة قد أعلنت في جلسة عُقدت هذا الأسبوع في محافظة مأدبا، انه سيتم تشغيل مسار للباص سريع التردد بين مأدبا وعمّان، بمعدل 52 رحلة يومياً، وبدعم مباشر من الحكومة، وذلك لامتلاكها مزايا فريدة ومعالم سياحية ودينية، وانه لا بدّ من العمل لإبرازها، وسنبدأ بإنجاز المرحلة الثانية من درب الحجّ المسيحي، واستكمال مركز زوار ذيبان ليصبح جاهزاً لاستقبال الزوّار في القريب العاجل.

جبل نيبو

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

Skip to content