السابق كنيسة أمريكيّة والجالية الفلسطينيّة الأمريكيّة تُرحِّب بطلّاب غزّة المنتسبين للجامعات الأمريكيّة
رابط المقال: https://milhilard.org/nht6
تاريخ النشر: يناير 1, 2025 7:33 م
رابط المقال: https://milhilard.org/nht6
بقلم أ. سامية وديع عطا*
تطلُّ علينا السَّنة الجديدة 2025 في الأوّل من يناير كانون الثّاني، حسب التقويم الغريغوري للعالم المسيحيّ، بعد أن رَحَل أمس آخِر أيّام العام الماضي بكلّ مآسيه وأحزانه، وأفراحه وأعراسه. ونقول الحمد لله. نشكر الله على صحَّتنا وعلى طاقتنا المتجدِّدة ونأمل حدوث الفرح والبَهجة لنا ولأطفالِنا هذه السَّنة.
لكن لا نريد أن تكون حياتنا كالطَّاحونة، تدور على مدار السَّاعة دون هدف فتجعلنا نَعتاد على الرُّوتين بأن نبقى على ما نحن عليه إلى دهر الدُّهور دون استغلال الفُرَص والتغيّير حسب طموحاتنا. والسّؤال: ماذا نفعل لنتقدّم إلى الأمام وننجح في حياتنا؟.
لقد فارقتنا سنة مليئة بالأحداث من حروب وأمراض وفراق الأحبَّة. ونأمل كالعادة كما في سنوات قبلها ألّا نحزن على فراقها، بل نرضى بما اختاره الله لنا. وأن تكون هذه السَّنة أفضل من سابقتها. وهذه العبارة توجز كلّ ما نفكّر به وهي:”لا تطلبوا من السَّنوات أن تكون أفضل بل كونوا أنتم الأفضل فيها.“ وأيضاً: ”دعْ نفسك تشتاق إلى نفسك الجديدة.“ بمعنى آخر: إجعل نفسك تتغيّر.
وبالحقيقة تَصدُق هذه الأقوال إن وضعنا هدفاً فاعلاً لحياتنا في بداية هذه السَّنة، وخطَّطنا لتحقيقه وبِتنا نحلُم ونسعى للوصول إليه. والنجاح مهما كان صغيراً يأتي بنشوة السُّرور فهو عدوى إذْ أنَّ النجاح يأتي بنجاح آخر بعده.
فما هو هدفك لهذه السَّنة؟ وهلا قمت باختيار المسار الّذي تنوي الإتجاه نحوه؟ إنَّ ما تفكِّر به تخزنه الدِّماغ في العقل اللّاواعي الباطنيّ. وحين الحاجة لاستعماله تخرج الأفكار إلى الظاهر. حينئذٍ وعند تنفيذ الأفكار الإيجابيّة فمن الطبيعيّ أن تُعيد تشكيل حياتك من جديد وتتقدَّم مرةً تلو الأخرى.
والواقع إنَّ كلّ خطوة صعود على درج التقدُّم تَصنَع فيك ثباتاً وثقة وقوّة، وتُقرِّبك إلى مَرتبَةٍ أعلى. وبالطَّبع هكذا يتحقق النجاح.
وبالعودة إلى موضوع بداية السّنة الجديدة يتبادر إلى ذهني سؤال: لماذا لا يبدأ الشّباب يتعلُّم حِرفة يعتاش منها أو هواية جديدة أو لُغة جديدة أو مهارة يدويّة يُستفاد منها؟ لقد إنتظر مُعظم البشر منتصف اللّيلة الماضية وكأنَّهم يَعتمدون عليها لتحقيق أحلامهم. فأُطفِئَت الأضواء وعِشنا في ظُلمة دقائق لرحيل عامٍ فات، لتعود الأنوار الباهرة تنبِّهنا بمولد العام الجديد وبآمالٍ لا تنتهي.
ومن باب المعلومات فإنَّ الإحتفال بإطلالة سنة جديدة بدأ قبل حوالي 4,000 سنة في مدينة بابل القديمة من أعمال العراق. وذلك عندما وجد البابليون تساوي بين الشمس والظلام في يومٍ خريف، فاعتَبَرَ البابليون الظُّلمة وبعدها النّور كبداية لعام جديد.
وهكذا جرت العادة في معظم أنحاء العالم إنطلاقاً من القرن الماضي بالإحتفال ببداية سنة جديدة في منتصف اللّيل حيث يجري إطلاق الألعاب الناريّة في السّماء والصافرات والصَّيحات والأهازيج مُعلنةً رحيل السّنة القديمة وقدوم الجديدة. ويُقدِّم الحاضرون التّهاني لبعضهم والدّعوات القلبيّة لعام سعيد. بعد ذلك تُقام ضيافة الكعك والشوكولاتة والّتي اشتهر بها الألمان لهذه المناسبة.
وبالتّأكيد وممّا لا شكَّ فيه أنّ كلّ شخص على وجه الكرة الأرضيّة يحبُّ النجاح والفوز بشيء ما. فلماذا لا يكون سعيكَ في بداية هذه السَّنة لما تريد تحقيقه للسّنة القادمة؟
قد تكون بداية السَّنة محطَّة لبعض الأشخاص لتغيير عاداتهم السلبيّة كالإقلاع عن التَّدخين والإبتعاد عن الكحول والمأكولات غير الصِّحية. وأمّا عن السُّلوك والتصرُّف الـمُجتمعيّ فالأفضل للمرء أن يترك ألفاظ الفَظاظة وتعابير الشَّتم ويستبدلها بكلمات اللُّطف الـمُحبَّبة الدافئة، فيُمسي جميلاً في نظر النّاس، محبوباً من أقربائه وجيرانه. فالكرامة لا تُصان بالعنف بل بالمودّة مع احترام الذات. وأمّا الكرَم والشَّهامَة ومُساعدة الـمُحتاج فهذه صفات إنْ لبِسها الإنسان، ظهر كرجل حَسَن الخُلْق دمِث الطَّباع. ”فالإصلاح يبدأ بالنَّفس.“
وفي الختام كلّنا تفاؤل أن يكون عام 2025 خيِّراً عامراً بالتَّوفيق والنجاح والفائدة المرجوّة للجميع. ”أحبوا بعضكم بعضاً.“
وكلّ عام وأنتم بخير.
****************************
الكاتبة من مواليد بيت لحم تحمل شهادة الماجستير في اللّغة الإنجليزية ودبلوم في الترجمة عملت طوال حياتها أستاذة في عدّة جامعات وكلّيّات .
لها شغف في القراءة وفي هواية كتابة المقالات المتنوّعة منها التربويّة والإنسانيّة والنفسيّة والاجتماعيّة تعكس ما تأثّرت به من قراءاتها المختلفة.كما لها هواية العزف على البيانو منذ الصغر.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.