Skip to content

نور النّعمة والفنّ والإيمان في المتحف الأرمنيّ بالقدس

رابط المقال: https://milhilard.org/vupo
تاريخ النشر: نوفمبر 25, 2024 1:46 م
افتتح ارمن
رابط المقال: https://milhilard.org/vupo

بقلم لوسيا بورجاتو مُترجَم عن موقع حراسة الاراضي المقدسة

“هل من المناسب اليوم أنْ نتحدَّث عن الجمال والفنّ، في وقتٍ يتّسم بالكثير من المعاناة؟ أعتقد أنَّ هذا ضروريّ أكثر من مناسب. أنا مقتنعة بأنَّ الجمال هو مصدر الأمل والقوّة”. بهذه الكلمات، تتحدَّث ماريّا رويز رودريغيز عن قرار عرض أعمالها للجمهور في أمسيةٍ مُخصّصةٍ للفنّ والموسيقى المُقدَّسة.

افتُتِح المعرض بعنوان “نور النّعمة” في 22 نوفمبر، في متحف إدوارد وهيلين مارديجان، في البطريركيّة الأرمنيّة في القدس.

حضور الافتتاح

تمَّ إنشاء هذه المجموعة من اللّوحات الأصليّة بمناسبة الطّبعة الجديدة من كتاب القُدَّاس باللّغة العربيّة، لكنائس الطّقس الرّومانيّ للبطريركيّة اللّاتينيّة في القدس. توضِّح مجموعة الرّسومات الأسرار المختلفة الّتي تصاحب الاحتفالات طوال العام اللّيتورجيّ. حضر الافتتاح غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، وتمَّ افتتاح المعرض بحفلٍ موسيقيٍّ من الموسيقى الكلاسيكيّة والأوبرا.
اكتشفت الفنّانة الإسبانيّة المولد ماريّا رويز شغفها بالفنّ البيزنطيّ في سياق رهبانيّ. تابعت دورة دراسيّة في بلدان مختلفة بما في ذلك إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، على خُطى أساتذة الأيقونات الرّوس العظماء.

قالت ماريّا: “في البداية، كان الرّسم رحلةً روحيّةً ورحلةً للّقاء الله. وجدت في الأيقونات وسيلةً لإبقاء قلبي مرتبطًا بيسوع، في علاقةٍ وحوارٍ دائمين. ثم أدركْتُ تدريجيًّا أنَّ هناك دعوة لعيش هذا كخدمة، لذلك تلقّيْتُ تدريبًا تقنيًّا ولاهوتيًّا أكثر تخصّصًا”.

الكاردينال بيتسابالا يتفقّد الكتاب الُمقدَّس بالعربيّ وإلى جانبه الفنّانة ماريّا

إنَّ كتاب القدّاس باللّغة العربيّة هو نتيجة عامين من العمل والتّفاني. يحتوي على اثنين وعشرين رسمًا توضيحيًّا، استغرق كلٌّ منها حوالي شهر من العمل.

لا شكّ أنَّ التّدريب البيزنطيّ يبرز في أعمال ماريّا، لكنّها تتحدَّث بنفسها عن كيف أثّر اكتشاف التّقاليد الأرمنيّة بشكل كبير على إبداع أعمالها. وهكذا نشأت مبادرة المعرض في المتحف الأرمنيّ في القدس. وبفضل لقائها بالأبّ أرشاك غازاريان، أمين الأرشيف وأمين المتحف، تمكّن هذا المشروع من أنْ ينبض بالحياة.

بطريرك اللّاتين وإلى يمينه بطريرك الأرمن يتفقّدا لوحات في المتحف

قال الأبّ أرشاك: “في أعمال ماريّا، رأيتُ تأثيرَ التّقاليد الأرمنيّة، في المنمنمات والرّسوم التّوضيحيّة. كانتْ لدينا فكرة إقامة معرض في متحفنا لإظهار أنَّ فنّ المخطوطات لم يبقَ في الماضي. إنَّه لأمرٌ فريدٌ من نوعه أنَّ هذا الفنَّ لا يزالُ حاضرًا في القرن الحادي والعشرين، الآن، في القدس”.

في وقتٍ يتميَّز بالصّراع والمعاناة، ما هو المجال الّذي يمكن أنْ يكون للفنّ والجّمال؟ يدعونا هذا المعرض إلى التّفكير في هذا السؤال، واقتراح الإبداع الفنّيّ كعلامة أمل.

“إنَّ عنوان هذا المعرض،” أكَّد الأبّ أرشاك، “يذكِّرنا بأنَّ نعمة الله لا حدود لها وفي هذه الأوقات الصّعبة ما يمكننا فعله هو البحث عنها، مع العلم أنَّها ستستمرُّ في التّألُّق. من المهم أنْ نستمرَّ في إظهار أنَّنا، المسيحيّون في الأرض المُقدَّسة، موجودون. الخلق يعني الوجود. لهذا السّبب نريد أنْ نبدع الفنَّ ونحافظ على هذا التّقليد العظيم والغنيّ للمخطوطة على قيد الحياة.”

الفنّانة الإسبانيّة المولد ماريّا رويز

واختتَمَتْ ماريّا: “من الضّروريّ اليوم إظهار الجمال لأنَّ هذا يسمح لنا بالانفتاح على بُعدٍ أكبر يعطي معنى للحياة حتّى في خضّمِ مثل هذه المعاناة.”

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content