السابق قوات الاحتلال تعتدي على المسيحيين وتضيق عليهم احتفالاتهم بـ “سبت النور” في القدس- صور وفيديو
رابط المقال: https://milhilard.org/ppsv
عدد القراءات: 633
تاريخ النشر: أبريل 15, 2023 6:53 م
رابط المقال: https://milhilard.org/ppsv
داود كُتّاب– ملح الأرض
كل مرة اشاهد بزوغ النور من موقع قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة، ان كان ذلك في ساحة كنيسة القيامة أم مشاهدته ببث تلفزيوني حي ، اشعر بفخر. تصوروا أن ملايين الناس في كافة أنحاء المعمورة ينتظرون بفارغ الصبر وصول النور من كنيسة القيامة الموجودة في بلدنا.
تخيلوا ان الكشافة العربية المسيحية تنتظر اضاءة الشموع والفوانيس المغلقة لنقله بأسرع وقت لرام الله وبيت لحم والناصرة وعبر جسر الملك حسين الى الأردن ومنه عبر طائرات خاصة في مطار عمان وغير ها من المطارات لتنقل النور الصادر من مدينتنا، القدس، إلى كنائس منتشرة في أنحاء المعمورة. تخيلوا ملايين الشموع التي ستضاء كلها من نور صدر اولاً في بلدنا. رغم الحواجز وتحديد الإحتلال لعدد المسموح لهم التواجد في الكنيسة وساحاتها إلا أن كل قوى الاحتلال المدجج بالسلاح لا تستطيع أن تمنع انتشار النور من قلب البلدة القديمة في القدس إلى المعمورة.
” النور يطرد الظلمة وكم نحن بحاجة الى عدل ينهى الظلم والشر في بلادنا والعالم أجمع.”
طبعا قد يكون للمرء نقاش طويل حول تكرر معجزة النور سنويًا في نفس الوقت وفي نفس اليوم، ولكن لا بد أن نركّز قليلًا على رمزية الأمر. فالنور الصادر من قبر المسيح والذي يشهد بالقيامة المجيدة لا يمكن اطفاءه مهما حاول كائنًا من كان.
ان النور الصادر من قلب القدس القديمة يرمز للكثير.
إن انتشار النور من كنيسة القيامة في القدس الى أركان العالم الأربع له معان وعِبَر في موضوع التعاون والوحدة والاستمرارية.
“النور يوفر الدفء وكم نحن بحاجة الى كلمات دافئة مطمئنة بدل من خطاب الكراهية والحقد والتعصب”
فالمعروف أن النور يطرد الظلمة، وكم نحتاج الى عدل ينهى الظلم والشر في بلادنا والعالم أجمع.
كما ان النور يوفر الدفء. كم نحن بحاجة الى كلمات دافئة مطمئنة بدل من خطاب الكراهية والحقد والتعصّب.
فللنور فوائد ومضار.
صحيح ان النور يوفر لنا الإضاءة والدفء، ولكن هناك من يهمل أهمية النور ويقلل من قوته التي ممكن ان تكون مدمرة، وبذلك قد يدفع ثمن كبير جراء لسعة النار مما يقود لتدميره في حال إساءة استخدامه. وذلك ينطبق على الحكام والقادة وليس فقط الأفراد.
لقد مر على القدس وفلسطين محتلين كُثر، ولكن النور استمر بالفيض من كنيسة القيامة رغم التشريد والاحتلال الحصار كما هو في غزة، حيث منعت السلطات الإسرائيلية سبعمئة مسيحي فلسطيني من حق المشاركة في احتفالات العيد ومنها سبت النور.
لقد شهد القدس وأهلها العديد من الغزاة منهم من احترم تعددها وضمن لكل شخص وجماعة حرية العبادة في أماكن عبادتهم بحرية ودون تدخل. ومنهم من رفض الآخر فكان مصيره أن حضوره في القدس كان قصير المدة.
يعتبر سبت النور في القدس واحداً من الأحداث الرمزية حيث تجتمع جموع المسيحيين من جميع أنحاء العالم للاحتفال ببزوغ النور الذي ينبعث من قبر المسيح، وهذا النور يعتبر رمزاً الأمل والإيمان والحب لكل الخليقة.
إن فيض النور من القيامة رمز غلبة الحق على الظلم ورمز الخلاص العجيب الذي غيّر المعمورة والذي مهد الطريق أمام أحد القيامة والانتصار على الموت والظلام.
وكل عام وأنتم بخير
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.