Skip to content

نداءٌ نبويٌّ إلى ألف قسّ زاروا إسرائيل وتجاهلوا جسد المسيح في فلسطين

عدد القراءات: 1585
تاريخ النشر: ديسمبر 7, 2025 10:50 ص
د. جاك سارة رئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس

د. جاك سارة رئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس

القس د. جاك سارة*

دخل نحو ألف قسّ – معظمهم من الولايات المتّحدة- إسرائيل الأسبوع الماضي في جولةٍ حظيَتْ بتغطيةٍ إعلاميّةٍ واسعةٍ. جاؤوا مُعلنين تضامنهم، ومباركتهم، ومُلتقطين الصور في الأماكن المُقدّسة. لكن ما غاب عن تصريحاتهم بشكلٍ مؤلمٍ هو أيُّ اعترافٍ بجسد المسيح الحيّ المُتألِّم في هذه الأرض. سرتم حيث سار يسوع، لكنَّكم رفضتم السّير بجانب أتباعه الّذين يُكافحون للبقاء هُنا. صلَّيتم عند الحجارة، لكنَّكم تجاهلتم “الحجارة الحيّة” الّتي تشهد للمسيح اليوم. باركتم دولةً، لكنَّكم أغفلتم النّاس الّذين يُشرّدون أو يُقصفون أو يُكمّمون.

إليكم عشرة أسئلةٍ واجبة الطّرح:

  1. ألا تخجلون من زيارة مهد المسيحيّة دون لقاء المسيحيّين الّذين لا يزالون يحملون اسم المسيح هنا؟
    “إن تألَّم عضوٌ، تألَّمَتْ جميع الأعضاء معه.” (١ كورنثوس ١٢: ٢٦)
  2. ألا تخجلون من الحديث عن “مباركة إسرائيل” متجاهلين الوصيّة الكتابيّة بالعدل—أو مُباركة فلسطين؟
    “اصنعوا العدل، أحبّوا الرّحمة، واسلكوا متواضعين مع إلهكم.” (ميخا ٦: ٨)
  3. ألا تخجلون من الوقوف في موقع التطويبات بينما تصمتون عن آلام الحزانى؟
  4. ألا تخجلون من تعليم مثل السامري الصّالح، وأنتم تمرّون بجانب جريح اليوم على الطّريق؟
  5. ألا تخجلون من الاحتفال بالحجارة القديمة مُتجاهلين “الحجارة الحيّة” الّتي تُمحى مجتمعاتها؟
    “أنتم أيضًا، كحجارة حيّة، تُبنون بيتًا روحيًا.” (١ بطرس ٢: ٥)
  6. ألا تخجلون من إعلان إنجيل المصالحة بينما تتبنّون خطابًا سياسيًّا مُنحازًا؟
    لقد عهد إلينا المسيح بخدمة المصالحة، لا بالاصطفاف السياسي.
  7. ألا تخجلون من أنَّ صرخات الأطفال الفلسطينيّين -الّذين رحّب بهم يسوع- لا تُحرّك قلوبكم؟
    عشرات الآلاف من الأطفال الفلسطينيّين قُتلوا أو صُدموا، وأنتم التزمتم الصمت.
  8. ألا تخجلون من الدّعوة إلى محبّة الجار بينما تتجاهلون جيرانكم الفلسطينيّين؟
  9. ألا تخجلون من الدّفاع عن “الحريّة الدّينيّة” في الولايات المتّحدة بينما تتجاهلون تقلُّص حريّات المسيحيّين الفلسطينيّين؟
  10. ألا تخجلون من المجيء إلى الأرض المُقدّسة دون أنْ تستمعوا للكنيسة الّتي حملت الإنجيل هُنا منذ ألفي عام، مُكتفين بالاستماع إلى السياسيّين؟

كلمةٌ نبويّةٌ لهذه اللّحظة

كان من الممكن لزيارتكم أنْ تحمل التشجيع والتضامن والشّفاء. لكنَّها جاءت أشبه برحلة حجٍّ إلى السُّلطة السياسيّة، لا إلى ملكوت الله. واجه الأنبياء الملوك. بكى يسوع على أورشليم. وقف الرسل مع المضطهدين. لكن كثيرين من رعاة اليوم يقفون فقط مع أصحاب الامتيازات والأقوياء. وفي الوقت نفسه، تصرخ الأرض تحت وطأة المعاناة—دماء تُسفك، تهجير، خوف، وفقدان. تتقلص الكنائس، تتشتت العائلات، وتختفي مجتمعات بأكملها. جاء رعاة أمريكا… لكنَّهم لم يروا.

دعوةٌ إلى التوبة

  • لنتب عن الرحمة الانتقائيّة.
  • لنتب عن اختيار الراحة السياسيّة بدلًا من حمل الصليب.
  • لنتب عن تجاهل معاناة إخوتنا وأخواتنا في المسيح.
  • لنتب عن استخدام الكتاب المُقدّس لتبرير الصمت والتواطؤ بدلًا من السعي إلى العدل.

 وَلْيَجْرِ الْحَقُّ كَالْمِيَاهِ، وَالْبِرُّ كَنَهْرٍ دَائِمٍ..” (عاموس ٥: ٢٤)

أبواب التوبة مفتوحةٌ. شهادة هذه الأرض لا تزال تنادي. الروح لا يزال يُبكّت. والمسيح لا يزال يبكي على أورشليم.

القس د.جاك سارة رئيس كلية بيت لحم للكتاب المُقدّس، وراعي كنيسة الإتحاد المسيحيّ في القدس. القس ساره ايضًا سكرتير عام فرع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتّحالُف الإنجيليّ العاليّ

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment