
السابق حفل إطلاق كتاب “الأدلّة على وجود الله وظهوره” للكاتب القس د. سهيل مدانات- صور
ملح الأرض – ليث حبش
بين شغف الانتظار وتراكم الأمل، ترتفع أصوات أبناء الأرض المُقدّسة مع انتخاب البابا ليون الرابع عشر، مٌطالِبةً بأنْ تكون حبريّته علامةً للرّجاء ووقفةً صادقةً إلى جانب الشّعوب المقهورة، وخاصّةً الشّعب الفلسطينيّ الّذي يعيش في ظلِّ حربٍ لا تتوقّف، ومسيحيّي الشّرق الّذين يصارعون من أجل البقاء.
ففي استفتاء اجريناه مع عدد من الشخصيات المسيحية كان هناك تطابق في وجهات النظر حول ضرورة ان يستمر القادة الروحيون بدعم السلام العادل ووقف شلال الدماء.
م. نضال قاقيش نأمل ان يتبع توصية السيد المسيح للسلام والعدل
وقال المهندس نضال قاقيش ل ملح الأرض انه يأمل بان يسير بابا الفاتيكان بوصية السيد المسيح وموعظته على الجيل حيث طوب صانعي السلام. كما و استذكر الناشط الأرثوذكسي مسيرة البابا فرنسيس املا ان يسير في مسار سلفة. مؤكدًا ان مسيرة البابا الراحل كانت حافلة بالمواقف الإنسانية ودعمه للفقراء والمظلومين وموقفه الصلب بشان القضية الفلسطينية وضرورة وقف فوري لإطلاق النار وتوفير المساعدات الإنسانية .
د. هيثم عريفج: “نريده صوتًا صادقًا للعدالة والرّحمة”
يرى الدّكتور هيثم عريفج، المحامي والسّياسيّ المعروف، أنَّ على البابا الجديد أنْ يستثمرَ تأثيره الدّينيّ والأخلاقيّ من أجل العدالة ويقول لـ ملح الأرض: “نتطلَّعُ إلى أنْ يكون قداسة البابا ليون الرابع عشر صوتًا صادقًا للعدالة والرحمة، وأنْ يسعى بكلِّ ما أوتي من تأثيرٍ دينيّ وأخلاقيّ وسياسيّ للضغط من أجل وقف الحرب الظّالمة على الشّعب الفلسطينيّ في غزّة، والعمل من أجل فتح المعابر بشكلٍ فوريّ لإدخال المُساعدات الإنسانيّة، ومنع المجاعة الّتي تلوح في الأفق، ووقف مُخطّطات التّهجير القسريّ خارج القطاع.”
مضيفًا: “نأمل أنْ يجعل حماية الأبرياء أولويّة، وأنْ يستثمر مكانته العالميّة في مواجهة السّياسات الّتي تؤدّي إلى مُعاناة شعب بأكمله”، وفيما يخصُّ الفلسطينيّين خارج غزّة، يوضِّحُ عريفج “نرجو أنْ يحمل قداسته همّ الفلسطينيّين في القدس والضفّة الغربيّة، ويسعى لمنع انتهاك حقوقهم وتهجيرهم من أرضهم.”
ويختم برسالةٍ بشأن مسيحيّي الشّرق، قائلًا لـ ملح الأرض: “وفيما يخصُّ مسيحيي الشّرق، فإنَّنا نأمل أنْ يقود البابا جهودًا دوليّة فعّالة لحماية وجودهم التّاريخيّ في المنطقة، وأنْ يعمل على معالجة أسباب الهجرة القسريّة من خلال دعمهم اقتصاديًّا وتعليميًّا وأمنيًّا، والدّعوة إلى تحقيق العدالة والمساواة. إنَّ وجود مسيحيّي الشّرق ليسَ فقط حقًّا، بل هو جزء أساسيّ من التنوّع الحضاريّ والدّينيّ الّذي يجب أنْ يُصان ويُعزَّز”.
إلياس الطوال: “كنيستنا يجب أنْ تكون بيتًا للرّاحة لا مكانًا للخوف”
أمّا إلياس الطوال، عضو مجلس رعيّة اللّاتين في الجبيهة، فقد عبّر عن رغبته في أنْ يتجلّى في البابا الجديد صوت الرّجاء الحقيقيّ لكلّ إنسان، وأنْ تواصِل الكنيسة مسيرتها كملجأ للرّحمة وقال لـ ملح الأرض: “أتمنّى أنْ أسمع من قداسة البابا ليو كلمات تعكس أملًا ورجاءً حقيقيًّا لكلّ إنسان، بغضِّ النّظر عن خلفيّته أو تجاربه. أودُّ أنْ أراه يواصل السّير على خطى المسيح، وكذلك على خطى البابا فرنسيس والّذي عاصرناه في الحقبة الماضية، مناديًا بالرّحمة قبل الحكم، وبالاحتواء قبل الإقصاء، أنْ تكون كنيستنا ملجًأ لا محكمةً، بيتًا للرّاحة لا مكانًا للخوف، هذا ما أتمنّاه من صميم قلبي.”
كما أشار إلى قضيّة دينيّة لا تزال تؤرق المؤمنين، بقوله: “وكذلك متمنّيًا من قداسته أنْ يعمل على جمع ما بين الطّوائف لتوحيد الأعياد” وختم بكلمة جامعة تعبِّرُ عن تطلُّعِه لعالم يسوده السّلام “وأخيراً، السّلام ثمَّ السّلام في العالم”.
وديع أبو نصّار: “زيارة البابا لغزّة ستكون علامة أمل”
من فلسطين، تحدَّثَ وديع أبو نصّار، منسِّق منتدى مسيحيّي الأرض المُقدّسة، مُشدِّدًا على أهمّيّة أنْ يُظهِرَ البابا الجديد التزامًا واضحًا برسالة السيّد المسيح والكنيسة، ومُطالبًا بأنْ يكون الكرسي الرّسوليّ طرفًا نزيهًا في حلِّ النّزاع الفلسطينيّ الإسرائيليّ. وقال لـ ملح الأرض: “ما أرغب سماعه من البابا ليون الرّابع عشر هو مزيد ممّا بدأ يقوله، يعني أنْ يكون أمينًا لرسالة السيّد المسيح، لرسالة الكنيسة، وهو فعلًا كذلك، لكن أنْ نسمع هذا الأمر أكثر وضوحًا”.
وأضاف في سياق حديثه عن دور الكرسي الرّسوليّ: “خاصّةً بكلِّ ما يتعلّق بضرورة المصالحة التّاريخيّة في الشّرق الأوسط، المُصالحة في الأرض المُقدّسة، أنْ يعرض نفسه والكرسي الرّسوليّ كوسيط نزيه من أجل حلّ الصّراع الفلسطينيّ الإسرائيليّ. بالنّسبة أيضًا لهذا الأمر، ما أتوقَّعُه وأرغبه وأقترحه”.
ثمَّ توجَّه بمقترحٍ رمزيّ ومؤثّر قال فيه: “أنْ يُعلِنَ قداسة البابا رغبته في زيارة الأرض المُقدّسة في المُستقبل القريب، وحتّى أنْ تشمل زيارته غزّة، حتّى يكون إلى جانب المحزونين، حتّى تكون هذه الزّيارة علامةً فارقةً، علامةَ أملٍ بعد نحو عامين من الحرب والدّمار”. وختم قائلًا “وقد يكون صعبًا في هذه المرحلة، ولكن مُجرَّد إعلان ذلك، هذا من شأنه أنْ يُربِكَ بالمفهوم الإيجابيّ حسابات الكثير من الأطراف، سواء في أرضنا المُقدّسة أو في العالم”.
تتوَحَّد أصوات المؤمنين والمُثقّفين في الشّرق الأوسط بنداءٍ واحدٍ: أنْ يكون البابا ليون الرّابع عشر مرآةً لآلامهم، ومنبرًا لقضاياهم، وجسرًا روحيًّا وإنسانيًّا بين شعوب تبحث عن الكرامة والعدالة، وبين ضمير العالم الّذي لم يعد يملك رفاهية الصّمت.
وكان الأمير غازي بن محمّد كبير مُستشاري الملك عبدالله الثّاني للشّؤون الدّينيّة والثّقافيّة، المبعوث الشّخصيّ قد شارك يوم الأحد الماضي في حفل تنصيب قداسة البابا لاون الرّابع عشر في الفاتيكان.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!