Skip to content

“ميرسيفل فاذر” شبكة واسعة من المتطوعين ومبادرات تُحيي الأمل منذ 2006

رابط المقال: https://milhilard.org/17p7
تاريخ النشر: فبراير 15, 2025 1:32 م
469968325_18477126511048096_6948592249003334496_n
رابط المقال: https://milhilard.org/17p7

ملح الارض- ليث حبش

منذ عام 2006، انطلقت مبادرة “ميرسيفل فاذر” بروح من العطاء الصادق، تحمل في طياتها رسالة دعم ومساندة للعائلات الأكثر احتياجًا في الأردن، وتحديدًا في محافظة الزرقاء. في لقاء خاص مع مجلة “ملح الأرض”، يروي لنا الأستاذ عيسى نشوات، أحد مؤسسي المبادرة، قصة تأسيسها وتطورها على مدار السنوات، حيث تحوّلت من فكرة بسيطة إلى شبكة واسعة من المتطوعين الذين يعملون بلا مقابل، واضعين هدفهم الأول مساعدة المحتاجين ومدّ يد العون لكل من هم في ضائقة.

 حلم صغير يتحول إلى واقع ملموس

يستذكر نشوات بدايات المبادرة قائلاً: “بدأنا كطلاب في الجامعة الهاشمية، حيث اجتمعنا عشرة أصدقاء واتفقنا على تخصيص ثلاثة دنانير شهريًا من كل فرد، ليصل المبلغ إلى 30 دينارًا، كنا نوزعها على عائلتين على شكل طرود غذائية بقيمة 15 دينارًا لكل عائلة” ويضيف: “في ذلك الوقت، لم تكن هناك دورات تدريبية حول كيفية التعامل مع المحتاجين أو تقييم احتياجاتهم، بل كنا نعتمد على زياراتنا المباشرة لتحديد الأسر الأكثر احتياجًا ومع نهاية العام، قررنا تنظيم أول نشاط كبير لنا، وهو “جولة عيد الميلاد””.

جولة عيد الميلاد…بصمة المحبة الأولى

عن هذا النشاط، يوضح نشوات لـ “ملح الأرض” : “في ديسمبر 2006، قمنا بتنظيم زيارات إلى 16 عائلة محتاجة، ترافقنا فيها سانتا كلوز وعزف الغيتار والترانيم الميلادية لم تكن لدينا ميزانية كافية، لذا كانت معظم الهدايا التي قدمناها من مقتنياتنا الشخصية أو تبرعات من الأصدقاء ومع ذلك، كانت الفرحة التي رأيناها في عيون الأطفال لا تُقدّر بثمن” ويتابع: “كان الأمر صادمًا لنا أن نجد أطفالًا لم يحصلوا على هدايا ميلاد من قبل، أو أن تكون أولى هداياهم ذات قيمة فعلية كان هذا دافعًا لنا للاستمرار، فقررنا تكرار النشاط سنويًا، حتى أصبح تقليدًا مستمرًا إلى يومنا هذا”.

من الغذاء إلى الترميم والصحة والتعليم

لم تقتصر المبادرة على توزيع المساعدات الغذائية، بل تطورت لتشمل دعم الأسر في مجالات متعددة يوضح نشوات: “في 2007، اكتشفنا خلال زياراتنا أن العديد من المنازل تعاني من الرطوبة العالية، مما يؤثر سلبًا على صحة الأطفال فقررنا تشكيل فريق من المتطوعين الذين يمتلكون خبرة في الصيانة، وبدأنا بحملات ترميم للمنازل، شملت الطراشة والعزل وإصلاح الأسقف المتهالكة، بالإضافة إلى تزويد الأسر بمدافئ وحرامات خلال فصل الشتاء” ويضيف: “في 2009، أطلقنا برنامج ‘العودة إلى المدارس’، حيث كنا نوفر الحقائب المدرسية والقرطاسية للأطفال المحتاجين، إلى جانب تنظيم رحلات ترفيهية وتعليمية لهم في عمان كنا نحرص على أن تتناسب المستلزمات المدرسية مع عمر الطفل واحتياجاته، ما يعكس اهتمامنا بتقديم الدعم بطريقة مدروسة ومخصصة”.

دعم التعليم العالي…قرض الطالب الجامعي

وفي عام 2012، لاحظت المبادرة معاناة العديد من الطلبة الجامعيين في تغطية تكاليف دراستهم “قررنا حينها إطلاق ‘قرض الطالب الجامعي’، وهو قرض بدون فوائد يُمنح لطلبة الدبلوم والبكالوريوس، على أن يسددوه بأقساط شهرية خلال دراستهم، مما يسمح بإعادة تدوير المبلغ لدعم طلاب آخرين اليوم، بعد أكثر من عقد على إطلاق هذا البرنامج، استفاد منه مئات الطلاب، والعديد منهم بعد تخرجهم عادوا لدعم الصندوق لمساعدة غيرهم”.

استدامة المبادرة…تطوع بلا مقابل

رغم مرور 18 عامًا على انطلاقة المبادرة، لا يزال عمل الفريق قائمًا على التطوع الكامل يؤكد نشوات: “لم نتقاضَ يومًا أي تعويضات مالية، سواء بدل مواصلات أو اتصالات أو أي نفقات أخرى بل إن المتطوعين أنفسهم يساهمون ماديًا لدعم الأنشطة كما أننا استطعنا جذب أكثر من ألفي متطوع على مدار السنوات، بعضهم تبنّى الفكرة ونقلها إلى مجتمعه المحلي”.

تحسين المنازل والمساعدات المستمرة

إلى جانب الأنشطة السابقة، منذ تأسيس المبادرة، عملت “ميرسيفل فاذر” على تحسين بيوت العائلات المحتاجة يوضح نشوات: “الناس يطلبون تبرعات أثاث أو كهربائيات، ونحن نؤمن وسيلة النقل لنقل هذه المواد إلى العائلات المحتاجة، مع ضمان أن تكون في حالة جيدة. حتى لو كانت تحتاج إلى صيانة، فإننا نعتني بذلك من خلال المتطوعين المتخصصين لدينا، ونقدمها للعائلات بشكل مناسب وبأقل التكاليف” مبينن ان  “منذ بداية المبادرة، كان الهدف واضحًا في إظهار محبة ورحمة الله للناس، بالإضافة إلى تشجيع الدعم المحلي وتحفيز الأردنيين والأردنيات على أن يكون لديهم ممارسة مستمرة لمساعدة الآخرين”.

التعامل مع تحديات جائحة كورونا

أثناء جائحة كورونا، زاد الطلب على المساعدات، مما دفع المبادرة إلى توسيع نطاق نشاطاتها يوضح نشوات: “خلال فترة الإغلاقات، حاولنا دعم العائلات بطرد غذائي أكبر من المعتاد، حيث كانت الحاجة ملحة، خصوصًا في ظل ظروف العزل الشامل. بدأنا بتوفير سلال غذائية تحتوي على مستلزمات أساسية، وزيّناها برسائل دعم وتعاطف وأرسلنا هذه الطرود إلى العائلات على فترات منتظمة، مع تقديم المزيد للمحتاجين مثل عائلات العمال المياومين الذين فقدوا مصدر دخلهم”.

ميضيف ان “كما تمكنا من دعم الأطفال الذين لم يتمكنوا من متابعة دراستهم عبر الإنترنت بسبب ضعف الإنترنت في منازلهم. خصصنا ميزانية لشراء شحنات إنترنت لهم لكي يتمكنوا من متابعة دروسهم وتفادي تعطيل دراستهم”.

وفي عام 2021، قررت “ميرسيفل فاذر” تسجيل الجمعية بشكل رسمي في وزارة التنمية الاجتماعية تحت اسم “جمعية أمثال للحماية والرعاية الاجتماعية” يختتم نشوات قائلاً: “لقد تطورنا من مجموعة صغيرة من الأصدقاء إلى منظمة رسمية تضم أكثر من 2000 متطوع على مدار السنوات، العديد منهم لا يزالون يعملون معنا منذ 2006 رغم التحديات والظروف المتغيرة، نحن ملتزمون بمواصلة العطاء، وإحداث فرق في حياة العائلات التي تحتاج إلى الدعم”.

رسالة محبة وعطاء بلا حدود

ويختتم نشوات حديثه قائلاً: “”ميرسيفل فاذر” ليست مجرد مبادرة خيرية، بل هي أسلوب حياة يُترجم قيم العطاء والتكافل الاجتماعي نأمل أن تستمر رسالتنا في إحداث فرق حقيقي في حياة الناس، وأن نكون سببًا في نشر الفرح والأمل بين العائلات المحتاجة”.

هكذا، تظل “ميرسيفل الفاذر” نموذجًا يُحتذى به في العمل التطوعي، حيث يعكس شبابها روح العطاء الحقيقي، ليؤكدوا أن المحبة الفعلية تكمن في الأفعال، لا الأقوال.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

Skip to content