Skip to content

من الضروري التصويت لمن هم صادقون وحجب الصوت عن المرائين والانتهازيين والوصوليين

رابط المقال: https://milhilard.org/p47z
تاريخ النشر: أغسطس 22, 2024 3:43 م
www-st-takla-org--text-verse-56-06-12
رابط المقال: https://milhilard.org/p47z

داود كُتّاب– ناشر ملح الأرض

من المعروف أن الانتخابات حق وواجب وطني من أعلى الدرجات. ومعروف أن المرشحين للإنتخابات أنواع مختلفة. فمنهم من هو جاد وصادق في خدمة مجتمعه وبلده ومنهم من يبحث عن شهرة شخصية أو منفعة مالية أو قرب من أصحاب القرار لتحقيق أهداف شخصية.

ومن مسؤوليات المواطن الاختيار الصحيح والمشاركة الفعالة لان الغياب عن صندوق الانتخاب هو عمليًا تصويت سلبي لمن سيفوز ولا يحق انتقاد مجلس النواب إذا لم تشارك في اختياره.

وبما أن فترة العملية الانتخابية وبالذات الدعاية الانتخابية قصيرة فإن المواطن بحاجة إلى من يساعده ويوجهه وهذه مهمة صعبة وشبه مستحيلة في ظل غياب الشفافية لدى العديد من المرشحين على القوائم المحلية والأحزاب المشاركين على قوائم وطنية. فدور الاعلام توعية وشرح وكشف الاسرار وغيرها من المهام الصعبة- بل شبه المستحيلة في أوضاعنا المحلية.

وما يهم الناخب قبل أن يقوم بالاختيار هو فرز المرشح الصادق والمرشح الأنانيز الذي يبجث عن مصلحة. يمكن ان يتم ذلك من خلال تفضيل المرشح ذات تاريخ مشرف ورفض اخر ذات ادعاء غير مثبت في الوقائع. وقد يكون أهم عنصر يهم الناخب هو كشف المرشح الانتهازي الذي لا مبدأ له سوى وصول الى قبة البرلمان ولو على حساب مصلحي و على أساس مبادئ الآخرين.

تأتي هذه المقدمة لتوضيح موقفنا في ملح الأرض من الانتخابات الحالية وخاصة المنافسة على المقاعد المسيحية في القوائم المحلية وعلى الأحزاب الأفضل والتي يشمل بعضها مرشحين من المكون المسيحي. وفي هذا الخصوص نوضح ضرورة البحث واليقظة والتمحيص ورفض التصويت للوصوليين والانتهازيين والراكبين على أصوات من لا علاقة لهم بالمرشح سوى انه على قائمة معينة هم مقتنعين فكريا بها.

البعض يقول انه بما ان القانون لم يلغي أي حزب ذات طابع ديني فإن المشاركة في القائمة لحزب ديني مرخص ولو مرشح أردني مسيحي لجزب أردني إسلامي متاحة قانونيا. ولكن من الصعب إقناع المواطن المسيحي أن من يدخل البرلمان على ظهر قائمة حزب إسلامي سيكون ولاؤه للمكون المسيحي في العديد من الأمور ومنها على سبيل المثال لا الحصر موضوع المساواة في الإرث والذي أقرته كافة الكنائس والذي بحاجة الى دعم تشريعي.,هل يطالب مثلا تعليم الديانة المسيحية في المدارس الحكومية أو الطلب بإجازة وطنية بمناسبة عيد القيامة وغيرها من الأمور الخاصة بالمكون المسيحي؟

يعلمنا الكتاب المقدس ان “اَلْمَحَبَّةُ فَلْتَكُنْ بِلاَ رِيَاءٍ” ويقول الرسول بولس في رسالته الأولى لأهل كورنثوس “كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ.“قد يكون قانون الانتخاب الأردني شرع مشاركة مواطن مسيحي في قائمة إسلامية ولكن هل هذا الامر موافق مع رغبات وتطلعات المكون الأردني المسيحي. ننشر في هذا العدد من ملح الأرض آراء متعددة من المجتمع الأردني المسيحي  ترفص غالبيتها مشاركة مرشح مسيحي في قائمة حزب إسلامي. فمن الضروري أن تتم المشاركة الأردنية المسيحية في الترشح والانتخابات من هذا المنظور.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content