Skip to content

منذر عويس دكتور أسنان ناجح في كندا يقرر العودة للوطن

رابط المقال: https://milhilard.org/hrph
تاريخ النشر: يونيو 15, 2022 12:22 م
الدكتور منذر عويس وهو مستمتع في أحضان محمية دبين

الدكتور منذر عويس وهو مستمتع في أحضان محمية دبين

رابط المقال: https://milhilard.org/hrph

داوُد كُتّاب- ملح الارض
لم يتردد الدكتور منذر عويس وهو مستمتع في أحضان محمية دبين مع عائلته في الإجابة عن سبب قراره للهجرة قبل أكثر من 24 عاماً.
“كان لي عيادة طب اسنان في مخيم البقعة وأخرى في عمان. تقدمت للحصول على قرض من أحد البنوك وقدمت كوشان اشقة لضمان القرض” يقول عويس. ولكن مسؤولي دائرة الأراضي وضعوه في دوامة بيروقراطية استمرت أربعة أيام متتالية. “لقد سرقوا مني أربعة أيام بدون وجه حق ولم يكن لهم أي اهتمام بموضوع الوقت لدى الإنسان.” لقد كانت العيادة مغلقة بسبب قراراتهم والتي تبين في النهاية أن التأخير لم يكن له أي ضرورة حيث تم حل الإشكال الذي تسبب بمتابعات طويلة استمرت أربعة أيام بمجرد مكالمة هاتفية من المدير. كانت تلك القشة التي كسرت ظهر البعير وشعرت أن بلدي لا تحترم أبسط الامور واهمها وقت الانسان بالاضافة الى التلوث البيئي من انبعاثات الديزل والأنكى عندما ينفخ الشخص سيجارته في وجهك.”

الدكتور منذر عويس في عيادته في كندا

قرار الهجرة لم يكن سهلاً ولكن بعد الحصول على شهادة مزاولة طب الأسنان (بعد عدة امتحانات صعبة) عمل عويس في محافظة كالغاري غرب كندا وبعد أن نجح بتوفير بعض الأموال استطاع د. منذر توسيع العيادة وثم قام بشراء عيادة أخرى ورغم زيادة فرص العمل, إلا أن حنينة للعائلة والوطن لم ينطفئ فقد باع كل ما يملك في كندا وعاد للوطن.
عندما قرر بصورة نهائية العودة قام بيع العيادة ونفذ رغبته الصادقة وقام هو وزوجته لمياء بطارسة بالعودة للأردن.
سألته ما هو أهم ما وجدته بعد العودة. نظر منذر من حوله وهو مستمتع بمناظر دبين ل وقال بدون تردد “العائلة والمجتمع ودبين.”
قال منذر مازحاً أنه اختار العودة في ما بين الربيع والصيف لكي يستمتع بالتين والجرتق والعنب واللوز. “لا يمكن ايجادها لو دفعت ثمنها بالذهب في كندا”

الدكتور منذر عويس مع عائلته


يُذكر أن طبيعة الطقس في غرب كندا شديد البرودة في غالبية السنة سوى أشهر الصيف.
“لقد عشنا 24 عاما في كندا ولم يزورنا أحد ولم نزور أحد إلا العائلة والاجتماعات الكنسية.”
تزوجت ابنته وانتقلت للعيش في شيكاغو وقام ابنه بفتح مشروع تجاري ووجد منذر ولميا أنفسهما في بيت كبير ولكن لوحدهما.
تقول لمياء بطارسة أن الوضع الاجتماعي في الغرب لم يكن مريحاً حيث أصبح توسيع مفرط في الانفتاح حتى في الأمور الحساسة أكثر بكثير مما يستطيع الإنسان الشرقي تقبله في ما يتعلق بأمور الجنس والإجهاض والمثلية وغيرها.
يقول منذر انه رغم الغياب الطويل إلا أن بعض الأمور لم تتغير. صحيح أصبحت العديد من الخدمات سريعة ومتوفرة عبر الهاتف النقال الآن, ولكن العقلية التي لا تعطي للوقت أهمية لا تزال مستمرة لدى القطاعين العام والخاص بالاضافة للسواقة بدون اخلاق او ذوق.
يأمل الدكتور منذر عويس المتقاعد عن العمل ولكن المليء بالحيوية ان يقوم بتدريب أطباء أسنان جدد ويقدم محاضرات حول اخر تطورات العلم في مجال طب وزراعة الاسنان وينوي التعاون مع نقابة أطباء الأسنان لنقل الخبرات رغم أنه بقي ملتزم بدفع الرسوم ورسوم التقاعد وكانت الصدمة الكبرى عندما قامت النقابة بحرمانه التقاعد بسبب ازدواجية الجنسية رغم أن نصف الوزراء وغيرهم لهم جنسية مزدوجة ولا يتم معاقبتها, كما قال عويس. ورغم الشعور بالغبن مما جرى له من نقابة أطباء الاسنان إلا أن الدكتور عويس اكد ل “ملح الارض” أنه يرغب بتقديم محاضرات مجانية للأطباء الجدد وغيرهم عن اخر التطورات في عالم طب الأسنان.”
استأجر منذر وزوجته شقة في عمان ولم يعودوا للسكن في جرش رغم ان والدته وشقيقته لا زالوا في جرش. “الوضع في جرش للأسف لم يتطور مع مرور العقود. لا تزال جرش بدون فنادق ومقاهي راقي او سينما او حتى متجر للكحول رغم أنه من المفترض أن تكون مدينة سياحية وللأسف لم تتطور أو يتحسن العيش فيها.”
منذر ولميا ليس الوحيدون الذين قرروا العودة بعد سنوات من الهجرة. هناك آخرون عادوا ولو لم يتم الإشارة لهم. ولكن لا شك أن عدد المهاجرين أكثر بكثير من العائدين و يبقى السؤال كيف يمكن وقف الهجرة وتشجيع العودة؟

الدكتور منذر عويس مع عائلته

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content