السابق Samia Khoury campaigns for her grandson’s release so they watch the World Cup together
رابط المقال: https://milhilard.org/m0wn
عدد القراءات: 442
تاريخ النشر: نوفمبر 9, 2022 3:27 م
رابط المقال: https://milhilard.org/m0wn
بقلم: بطرس منصور
نشرت مجلة فوربس تقريرها السنوي لأسماء “افضل الأطباء في اسرائيل” وهذه المرة احتوى العدد 1428 طبيبًا من مختلف التخصصات وبضمنهم 36 طبيبًا عربيًا فقط. وقد تم اختيار الأطباء من قبل زملائهم من نفس التخصص.
فيما يلي عدة ملاحظات حول هذا الخبر:
- ان نسبة الأطباء العرب المتميزين بحسب هذا التقرير هو 2.5% فقط في الوقت الذي تبلغ نسبة العرب في البلاد 21% ونسبة الأطباء العرب 17% من مجمل الأطباء في البلاد.
- ملفت للنظر ان حوالي نصف الأطباء العرب المتميزين هم من المسيحيين وهذه النسبة تناسب نسبتهم في الدولة ككل، ولكنها لا تناسب نسبة المسيحيين الذين يتعلمون الطب عامة وكانت قبل عدة سنوات ثلاث اضعاف المقبولين لدراسة الطب نسبتهم في الدولة.
- ان نسبة الأطباء المسيحيين المرتفعة هي شهادة فخر للمدارس الكنسية التي تخرّج منها العديد من الأطباء الذي ذكروا في التقرير كأفضل أطباء (وهذا يشمل أطباء مسلمين أيضا).
- ان نسبة النساء الطبيبات العربيات بين مجمل الأطباء هو 5 أي حوالي 14% بينما تشير الاحصائيات الى ارتفاع ملحوظ للطبيبات العربيات ممن ينتسبن للمهنة. يبدو اننا سنرى في السنين القادمة ارتفاع واضح في نسبة المتميزات العربيات في مجال الطب.
- يصعب قبول حقيقة ان الأطباء العرب هم اقل جودة وبهذا الفرق الهائل. ولا شك ان عوامل غير مهنية تقود الأطباء اليهود (وهم الأغلبية) الا يوصوا على طبيب عربي من تخصصهم بانه متميز.
- من المثير للاستغراب عدم وجود أطباء من مستشفيات الناصرة الثلاثة بين الأطباء المتميزين بحسب مجلة فوربس، رغم مستواها الجيد عامة كما تظهر أبحاث واستفتاءات عديدة تجري بين المستشفيات. أي ان المستشفى نفسه جيد لكن اطباؤه سيئون؟! اعتقد ان هذه النتيجة غير الطبيعية تعود لطريقة البحث الحجم الصغير لهذه المستشفيات، بحيث لن يكون وزن لعدد قليل من الأطباء يوصون على طبيب متميز معين.
- شهدنا في السنين الأخيرة هرولة غير مسبوقة للخريجين العرب لدراسة الطب في البلاد وخارجها نظرا لأصالة وإنسانية المهنة وأيضا الحاجة العامة وتوفر العمل فيها (رغم طول فترة الدراسة والتدريب بعدها). ونرى نجاح عدد غير مسبوق منهم في الطب وتبوأ عدد منهم لمراكز مرموقة في المستشفيات. لا نرى انعكاسًا لهذا بعد في لوائح “الأطباء المتميزين”.
- يلاحظ كون كثير من الأطباء “الفائزين” بلقب أفضل الأطباء انهم من الأطباء ذوي الخبرة والباع الطويل مما يفسر نسبة الأطباء العرب القليلة في اللائحة. فأعداد الاطباء العرب زادت بشكل ضخم فقط في العشرة سنين الأخيرة ونتوقع رؤية النجاح الباهر والتميّز عند اطبائنا العرب في السنين القريبة القادمة بعدما يكتسبون الخبرة.
- عدد كبير من الأطباء الذين تم اختيارهم كاطباء متميزين هم من الأطباء الذين لم يكتفوا بالتخصص في مجال معين وانما تخصصوا في مجال ثانوي او فرعي لذلك التخصص. ان هذه التخصصات تتطلب سنين من الممارسة والامتحانات وفي نهايتها يصبح الطبيب صاحب التخصص والتخصص الثانوي خبيرا ومعروفًا- ولربما أيضا طبيبًا متميزًا في لوائح “افضل الأطباء” التي تقام هنا وهناك وبضمنها في مجلة فوربس وغيرها.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.