السابق صلاة الوحدة المسيحية بمشاركة واسعة في كنيسة الفادي بعمان
رابط المقال: https://milhilard.org/7p70
تاريخ النشر: يناير 25, 2022 11:02 ص
كنيسة الفادي الانجيلية الاسقفية العربية في عمان
رابط المقال: https://milhilard.org/7p70
داود كُتّاب- المغطس
بادرت كنيسة الفادي الإنجيلية في عمان صلاة الوحدة المسيحية في لقاء شارك فيه غالبية رؤساء الكنائس المسيحية في الأردن.
ورغم أهمية أسبوع الصلاة من أجل الوحدة المسيحية وضرورة اللقاء والمشاركة الصادقة إلا أنه تبقى العديد من الأسئلة التي بحاجة إلى الإجابة كي نبدأ بالخطوة الأولى في طريق الألف ميل نحو الوحدة الحقيقية والكنيسة الواحدة.
فرغم الاتفاق الإقليمي والعالمي على مشاركة الجميع في صلاة الوحدة إلا أنه لوحظ غياب هام في النشاط الذي بادرت له مشكورة الكنيسة الأسقفية.
اقراء ايضا صلاة الوحدة في كنيسة الفادي بعمان بحضور واسع
فقد تغيبت الكنيسة الأرثوذكسية الرومية عن الاحتفال ولم يتم توضيح سبب الغياب رغم أن باقي أعضاء العائلة الأرثوذكسية من أرمن وسريان وأقباط والكلدانيين شاركوا في مراسم الصلاة والاحتفال بالوحدة المسيحية.
كما لوحظ غياب عنصر مهم للوحدة المسيحية وهو عنصر الشباب رغم أنه يمكن القول أن فرق الكشافة المشاركة تضمنت شباب مسيحيون إلا أن ذلك لا يعتبر تمثيلاً حقيقياً للشباب وضرورة إبراز دورهم والسماع لطموحاتهم ودعواتهم.
يبقى أن موضوع الوحدة لا يزال شائكاً ومعقداً في غياب التمثيل الكامل لكافة المسيحيين في مجلس رؤساء الكنائس وفي غياب لأي تمثيل لهم في المحاكم الكنسية والتي تبت في أمور الأحوال الشخصية. فتلك الأمور بحاجة ماسة إلى تعديل وتحديث في ظل استمرار غياب أي دور للمحاكم الكنسية في أمر في غاية الأهمية وهو ضرورة مساواة الرجال والنساء في موضع الإرث.
فالمعروف أنه لا يزال يتم فرض قوانين تضاعف حصة الرجل عن المرأة في توزيع الإرث تماشياً مع النظام القائم على أساس الشريعة الإسلامية.
فرغم صدور قانون الطوائف المسيحية لعام 2014 والذي يوفر للكنائس المسيحية فرص هامة للاتفاق على نظام مستقل أكثر عدالة للعائلات المسيحية وخاصة تلك التي لا يوجد لها أطفال ذكور إلا أن قلة قليلة من المعارضين الرجال المتنفذين تؤخر التقدم في هذا الموضوع.
المطلوب من قادة ورعاة الكنائس وكافة أعضاء الكنائس المسيحية المؤمنة بضرورة الوحدة المسيحية أن تكمل الدعوات والصلوات بأعمال صادقة تجسد مبدأ الوحدة. يقول الكتاب المقدس ليكونوا واحدا كما انا واحد ويعلمنا الرسول يعقوب أن الإيمان بدون اعمال ميت كما أن الجسد بدون روح ميت.
فنحن بحاجة ماسة إلى وحدة صادقة وحقيقية يتم ترجمتها بأعمال تتم من خلال اتخاذ قرارات جريئة تجسد الوحدة وتبعد عنا الانقسام. فنحن بحاجة ماسة إلى ضرورة تشريع أنظمة داخلية لمعالجة المشاكل الإنسانية الموجودة في الجسد المسيحي الواحد والتي ستوفر للمواطن المسيحي في بلادنا العيش الكريم وتحقيق التقدم في المواطنة الكاملة في الوطن العزيز على الجميع.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.