Skip to content
Skip to content

معلومات مُتضاربة حول اقتطاع أراضٍ من مقبرة المسيحيّين في سحاب…الأمانة تنفي وجود كُتب رسميّة ومخاوف شعبيّة من استنزاف المساحات

عدد القراءات: 507
تاريخ النشر: يوليو 16, 2025 2:30 م
WhatsApp-Image-2022-10-08-at-6.52.42-PM

ملح الأرض – خاص

أثار الحديث عن احتماليّة تخصيص جزء من أراضي مقبرة المسيحيّين في سحاب لصالح المقبرة الإسلاميّة جدلًا واسعًا في الأوساط الكنسيّة والمُجتمعيّة، وسط تضارب المعلومات حول وجود قرار رسميّ بهذا الخصوص.

تبلغ مساحة المقبرة المسيحيّة في منطقة سحاب 226 دونمًا، وبحسب معلومات من مصادر موثوقة لـ ملح الأرض فقد تمَّ استغلال نحو 40 دونمًا فقط منها فعليًّا حتّى الآن، ورغم ذلك، تبرز مخاوف داخل المُجتمع المسيحيّ من محاولات التوسُّع على حساب المقبرة مُستقبلاً.

تضارب في الرّوايات

أفاد مصدرٌ عليمٌ ذو علاقةٍ مباشِرةٍ بإدارة المقابر المسيحيّة لـ ملح الأرض، أنَّ كِتابًا قد وُجِّهَ بالفعل إلى المُطران الأرثوذكسيّ خريستوفوروس عطاالله، ومن المُتوقَّع أنْ يقوم المطران -حسب المصدر- بعرض الكتاب على الهيئة العامّة لـ “الرّابطة الإنسانيّة” خلال اجتماعها المُقبل في 28 تمّوز الجاري، للبحث في مضمونه ومناقشة الرّد المُناسب عليه.

في حين نفى مصدرٌ رفيعٌ مُطَّلعٌ في أمانة عمّان الكُبرى لـ ملح الأرض وجود أيّ قراراتٍ رسميّةٍ أو كُتب صادرة بشأن اقتطاع جزءٍ من أراضي المقبرة المسيحيّة لصالح المقبرة الإسلاميّة، مُعتبرًا ما يُثار في بعض الأوساط “غير دقيق ولا يستند إلى وثائق رسميّة”.

مخاوف من استنزاف المقبرة

من جهته، عبّر النّاشط في المجتمع المسيحيّ زياد العمش عن قلقه من الموضوع، مؤكِّدًا لـ ملح الأرض أنَّه وبحسب المعلومات الّتي وصلت إليه وشاركنا بها، “فقد عُقِدَ لقاءٌ خاصُّ بين المطران عطاالله ومحافظ العاصمة، طُرح فيه هذا الملف، وتمَّ التداول بإمكانيّة تخصيص جزء من المقبرة المسيحيّة لصالح الجهة المقابلة (الإسلاميّة)”.

وقال العمش “حتّى وإن لم يصدر كتاب رسميّ بعد، فإنَّ هناك مؤشِّرات على وجود نوايا مُستقبليّة لإعادة النّظر بتوزيع الأراضي، وهذا ما يدفعنا للمُطالبة بضمان الحقوق التّاريخيّة للمقبرة المسيحيّة في سحاب، والحرص على عدم المساس بمساحتها، خصوصًا في ظلِّ توقُّعات بزيادة أعداد المتوفّين خلال العقود القادمة”.

دعوات لإيجاد حلّ جذريّ

وبينما يرى البعض أنَّ الاقتراح قد يُخفِّف مؤقّتًا من أزمة الاكتظاظ في المقبرة الإسلاميّة، يؤكِّد مُهتمّون بالملف أنَّ “سلخ” ما بين 50 إلى 70 دونمًا من أراضي المقبرة المسيحيّة لن يُشكِّل حلًّا جذريًّا للمقبرة الإسلاميّة ، بل رُبّما يفتح الباب أمام تجاذبات دينيّة واجتماعيّة لا داعي لها. وشدَّدَتْ هذه الجهات على ضرورة أنْ تعمل أمانة عمّان على “إيجاد أرض بديلة جديدة لدفن المُسلمين، بدلًا من اللّجوء إلى اقتطاع أراضٍ مُخصّصة لطائفةٍ أُخرى”، داعين إلى مُراعاة الحساسيّات الدّينيّة والتاريخيّة المُرتبطة بالموقع.

الترقُّب سيّد الموقف

وفي انتظار ما ستؤول إليه مُداولات الهيئة العامّة للرّابطة الإنسانيّة في اجتماعها المُرتقب نهاية تمّوز، تبقى المسألة مفتوحة على عدّة سيناريوهات، وسط دعوات لتكريس الشّفافيّة والوضوح في أيّ خطوات تخصُّ الأراضي الوقفيّة أو التّابعة للكنائس، وتأكيدًا على أنَّ العيش المُشترك واحترام الخصوصيّات الدّينيّة يجب أنْ يظلَّ الأساس في كلِّ توجُّه رسميّ أو مُجتمعيّ.

موقف نيابي من القضيّة

وكان النّائب جهاد مدانات قد وجّه كتابًا إلى رئيس الوزراء جعفر حسان في تاريخ 24 حزيران الماضي لاطلاعه على رغبة أمانة عمّان في الاستيلاء على جزءٍ كبيرٍ من قطعة الأرض المُخصَّصة كمدافن للأموات. وأضاف، في كتابٍ للرّئيس حسّان، نشره موقع مدار السّاعة، أنَّ المقابر لا تُستبدل ولا يصحُّ مقايضتها وليس من الحقِّ التفريط بها مهما كانت الدّوافع والظّروف.

وبيَّن النّائب جهاد مدانات أنَّ أمانة عمّان ترتكب خطًأ فادحًا لا يُغتفر بالعبث في هذا الأمر، وأنَّ أي قرار غير مدروس يضعنا أمام مسؤوليّاتنا الأخلاقيّة وفي أبعادها الدّينيّة والاجتماعيّة والثّقافيّة الّتي ترفضها أيضًا قيمنا وعاداتنا وأعرافنا وشرائعنا.

فيما يلي نص كتاب النّائب جهاد مدانات نقلًا عن موقع مدار الساعة

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment