Skip to content

رؤساء الكنائس في الأردن يدعون للوحدة المسيحية وينتقدون استمرار التشرذم

رابط المقال: https://milhilard.org/yp34
عدد القراءات: 1168
تاريخ النشر: يناير 25, 2024 9:47 م
صورة لغالبية رؤساء وكهنة كنائس الأردن تصوير نورسات- الأردن

صورة لغالبية رؤساء وكهنة كنائس الأردن تصوير نورسات- الأردن

رابط المقال: https://milhilard.org/yp34

داود كتاب- ملح الأرض

ألقى عدد من رؤساء ورعاة كنائس الاردن كلمات قوية شملت الاعتراف بالأخطاء في السابق ودعت الجميع للوحدة المسيحية مع ضرورة احترام التنوع تلبية لدعوة مجلس كنائس الشرق الاوسط. وقد شارك غالبية رؤساء الكنائس والخورة والراهبات والقسس إضافة للمؤمنين من معظم الطوائف إلا أنه كان واضحًا غياب أعضاء مطرانية و كنائس الروم الأرثوذكس.

جاء ذلك، يوم الاربعاء، بدعوة من مجلس كنائس الأردن حيث استضافت كنيسة الراعي الصالح اللوثرية في عمان خدمة الصلاة من اجل الوحدة المسيحية. 

افتتح القس عماد حداد راعي الكنيسة اللوثرية المضيفة للقاء بالقول اننا “أخطائنا بحق المسيح وبحق اخوتنا وبحق أنفسنا، لذلك في هذه الخدمة المسكونية نقول املائنا يارب بنعمتك”. كما و قال “نجتمع مرة واحدة في هذا العام ولكن صلاتي أن يكون يسوع في كل صلاة من اجل وحدة المسيحيين في الأعوام القادمة”.  يمكن مشاهد كلمة القس عماد حداد فيما يلي او هنا.

وقدم الخوري جوزيف سويد راعي كنيسة مار شربل المارونية وعظة شملت ابيات شعر وعبارت جاء فيها: القدِّيس بُولس كان واضِح لمِّن قال: “إِذًا فَلَسْتُم بَعْدُ غُرَبَاءَ ولا نُزَلاء، بَلْ أَنْتُم أَهْلُ مَدِينَةِ القِدِّيسِينَ وأَهْلُ بَيْتِ الله، أفسس 2: 11- 21 وبِ بيت الله ما فيه قرنه مخصّصَة للأورثوذُكس ولا منطقة مخصَّصة للكاثوليك، ولا أحياء للأقباط، ولا فيه منطقة مخصَّصة للإنجيليِّين ولا شوارِع مُخَصَّصة للُّوثَريِّين، 

من اليمين الخوري جوزيف سويد، المطران جوزيف جبارة، الاب رفعت بدر (يقراء الكتاب المقدس)، والقس فائق حداد

 واستمع المشاركين والحضور الى كلمات صادقة عبرت عن تواضع واعتراف بالخطأ والدعوة للوحدة. وشملت الخدمة ترانيم عكست ليتورجيات متنوعة للكنائس المسيحية في الأردن منها القبطي والسرياني.

وقالت السيدة باسمة السمعان مدير عام المكتب الاقليمي لفضائية نورسات الأراضي المقدسة الأردن وفلسطين ل ملح الأرض أنه من الضروري هدم الجدران بيننا وبين الآخر إذا أردنا الوحدة. في الماضي كان العذر لعدم التقدم في حوار الوحدة عصمة البابا وهذا اللي منع الوحدة آنذاك ولكننا تجاوزنا ذلك ولكن دون وحدة. وأكدت الدكتورة سمعان اهمية الثوابت التي تم بناء الكنائس عليها بغض النظر عن العائلات. “إذا ركزنا على الصليب وايماننا الثابت ممكن تتحقق الوحدة. يجب ان نطلب من الروح القدس بأن يقودنا حتى نتجاوز الإطار الذي تم وضعه. وقالت سمعان أن الأبتعاد وصل الى بعض المؤمنين العلمانيين. “اسمع مفارقات من الناس حول من هو الاصل ومن هو الأول وعلى الجميع ان يرجع الى الكنيسة الاولى معتبرين الباقي هرطقة. للاسف لن نصل الى اي وحدة بهذا الفكر بل الى الدمار”.

كما انتقد الخوري جوزيف سويد (بنكهة لبنانية) الاستخدام المفرط لكلمة “هرطقة” معتبرً أن العبارة “عنوان قاسي”:

–       الهرطقة بإنّو ما نتحلّى بالتّواضع…

–       الهرطقة بإنُّو ما نتخلَّى عن الأحكام المسبقة…

–       الهرطقة بإنُّو ما نقبل ضعف الآخرين…

–       الهرطقة بإنُّو ننسى الجمال لي موجود بالتَّنَوُّع بين الكنائس…

      الهَرطَقة بإنُّو نِستَمِرّ بتَهميش بعضنا البعض وما نشعر بِعَدم أمانتنا وما نتألَّم لانقِسامِنا…

      الهَرطَقة بإنُّو ما نعتمد خِطِّة الصّدق والشّجاعة تَ نعرِف حقيقتنا…

      الهَرطَقة بإنُّو تتصَلَّب قلوبنا وما نَطرَح عَنّا ما يَكمُنُ فينا من لامبالاة ورَيبَة ومن عَداءٍ مُتَبادَل…

             ونحنا مسيحيِّي اليَوم، كيف رَح نِنحَت هالجَسَد تَ نرِدُّو عَ صُورَة الله ومِثالُو؟؟؟ 

وقد تواصلت مجلة ملح الأرض مع العديد من المشاركين من إكليروس وعلمانيين دعموا بشكل او باخر موضوع الوحدة مع بعض الاستثناءات. فقد ايد القس فائق حداد راعي كنيسة الفادي الأسقفية العربية في حديث مع ملح الأرض خدمة الصلاة من أجل الوحدة. “أنا مع الوحدة وأصلي من أجل الوحدة وانا متابع خدمة صلاة الوحدة منذ 13 عاما وحدتنا قوتنا ووحدتنا أيضا في تنوعنا فمن يصلي أبانا الذي في السموات هو أخي كان مسيحي أرمني أو مسيحي سرياني تو غير ذلك فالمسيح للجميع ودعانا وهو في أصعب الأوقات ان نكون واحد”.

القس ابراهيم نيروز والقس جورج قبطي وفي الخلفية القس عماد حداد- تصوير نور سات- الأردن

وقال القس جورج قبطي القاضي في الكنيسة الاسقفية العربية الانجيلية ل ملح الأرض ان من اهم مكونات الصلاة هو الإعتراف امام الله القادر على كل شيء بالخطايا التي يرتكبها الأنسان في السر وفي العلن، فيعلنها امام الرب في قلبه، والخطايا في الإعتراف الكنسي ليس فقط عن فعل الخطيئة، بل التقصير في فعل ما هو صالح او واجب او مطلوب من الوصايا الإلهية. “لذا كانت الصلاة يوم أمس تتمحور حول خطية عدم المحبة، التقصير في اتمام وصية الرب يسوع بالمحبة الصادقة وقبول الاخر والوحدة معه في تنوع فسيفسائي حيث يكمل بعضنا الاخر ويجعلنا جسدا واحدا في المسيح”.

اللواء المتقاعد عماد المعايعة رئيس مجمع الكنائس الانجيلية في الأردن- تصوير نور سات- الأردن

اما اللواء الأسبق عماد المعايعة رئيس المجمع الإنجيلي الأردني فقد عبر عن تأييده للوحدة المسيحية. “تشرفت بحضور للقاء الوحدة المسيحية تلبية للدعوة من الكنيسة اللوثرية. وقد تأثرت بعظة الخوري جوزيف سويد والتي مست قلوبنا جميعا. نحن نحتاج هذه الأيام الى سامري صالح لينقذ الوحدة المهشمة”.

 وعبر الأمين العام لدار الكتاب المقدس في الأردن منذر النعمات ل ملح الأرض عن دعم الجمعية للوحدة كونها في صلب تعليمات المسيح. “إن مرجعيتنا حول الوحدة المسيحية هي الكتاب المقدس وهي كلمة الله حيث جاء قول السيد المسيح ““بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ». فالكنيسة مطالبة بإظهار محبة للجميع وأن تكون محبة صادقة.” وقال النعمات أن وحدتنا في تحقيق لصلاة الرب ليكونوا واحد، الوحدة لا تعني الكل بنفس اللون ما دام الكل يؤمن باللاهوت العقائدي وقانون الإيمان فهذا يكفي لأن قانون الإيمان هو الدستور بعد الكتاب المقدس”. وتسأل النعمات عن سبب استبعاد البعض. “أي شخص يوافق على قانون الإيمان فهو جزء من جسد المسيح. الاستبعاد غير موجود في الفكر المسيحي ومخالف لدعوات الرب يسوع”.

 وأعتذر الأب إبراهيم دبور أمين عام مجلس رؤساء الكنائس عن التعليق قائًلا أن مطران الروم الأرثوذكس طلب من الجميع عدم حضور خدمة الوحدة ولذا “أفضل عدم التعليق” تماشيا مع رغبات مطراننا. الجدير ذكره ان بطريرك الروم الارثوذكس في القدس قال في 6 كانون أول الماضي لوفد من الطائفة الأرمنية انه يؤيد الوحدة المسيحية. حيث جاء في بيان للوفد الشبابي الأرمني  ان غبطة بطريرك الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث شدد “على الحاجة إلى مزيد من الوحدة، بغض النظر عن فريقنا و اختلافاتنا الدينية، وشدد على الحاجة إلى تعاون أكثر انفتاحًا على المستوى المجتمعي أيضًا”.

وقال الارشمنتدريت بسام شحاتيت من طائفة الروم الملكين ل ملح الأرض ان الصلاة من أجل وحدة المسيحيين أمر في غاية الأهمية. “هي واجب كل مسيحي أن يسعي ويدعم الوحدة لأنه أمر كتابي من السيد المسيح: “لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي”.

واعتبر الاب شحاتيت أن نكون واحدا هي إرادة الله لنا، وهي تمنح البركة والقوة والنعمة. “ما أحوجنا في هذه الأيام إلى الوحدة والتجاوب مع الدعوات العديدة لتوحيد الأعياد والعمل معا بقلب واحد وروح واحدة.. التوبة والاعتراف بالخطأ خطوة أولى على سلم الوحدة، ويتبعها خطوات المحبة المتبادلة وقبول الآخر بكل تواضع. في هذه الأيام يعمل ذوي الإرادة الصالحة مبادرات ايجابية نحو الوحدة، وهناك تراجع وتعصب لدى البعض. الصلاة هي الأساس ويتبعها خطوات عملية ولقاءات تساعد على التقارب. نحن حاجة إلى التخلي عن الكبر…وأعتبر الكبرياء والتمسك بالسلطة والتوجه نحو المركز والاساس وهو الله الذي يجمعنا. طريق الوحدة ليس سهل ومعبد بالورود وبحاجة إلى عمل وجهد وتضحية من الجميع من أجل الوصول للهدف المنشود. يؤمن المسيحي بالقيامة والرجاء والإنتصار على الانقسام والتشرذم. لذلك كلنا أمل بأن تلقي هذه الدعوات أذان صاغية. ونقدم الشكر لله ولكل من يسعى لبناء الوحدة والمحبة بين المسيحين والعالم أجمع”.

مبادرة الصلاة من اجل الوحدة بدأت عام 1908، كان اللقاء بين اتباع الكنائس المتنوعة خجولا والصراع على اشده، بعدما تبنت معظم كنائس العالم، وخصوصا الشرق الاوسط المسعى المسكوني والصلاة معا رغم الاختلاف. يقول القاضي جورج قبطي “اصبحنا على الاقل نصلي تحت سقف واحد وفي كنيسة واحدة ونستخدم ليتورجيا واحدة. فالخلاف امتد على مدى اكثر من 1400 سنة، والمصالحة والوحدة تحتاج الى وقت، وقد قطعنا شوط جيد جدا رغم ان البعض اليوم للاسف يحاول ان يعطل هذه المساعي بطريقة فظة! علينا ان نصلي بثقة ان صاحب الامر والسلطان في حياة الكنيسة الجامعة هو الرب يسوع في النهاية، فان كانت توبتنا صادقة و دعوتنا للوحدة شفافة ، الله يرى ويعرف ويعمل”.

وقد نشر موقع نورسات الاردن مقال وصور من موقع نوسات هنا عن الخدمة جاء فيها:

رؤساءِ الكنائسِ في الأردن يحيون وللسنةِ الثالثة عشرة على التوالي احتفاليةَ اسبوعِ الصلاةِ لأجل وحدةِ المسيحيينَ والتي جاءت هذا العام تحتَ عنوان : أحِبَّ الرَّبَّ إلٰهَكَ… وَأحِبَّ قَريبَكَ مِثلَمَا تُحِبُّ نَفْسَكَ” (لوقا 10: 27). جاء اختيار هذا العنوان في وقت يعاني فيه العالم والشرق الأوسط من حروب وصراعات وأزمات وانقسامات عدّة في ظلّ موجة من الظلم واللّاعدالة وخطاب الكراهية.

وقد أقيمت أمسيةَ الصلاةٍ هذه في كنيسةِ الراعي الصالح اللوثرية في عمان. حيث اجتمع مسيحيو المملكةِ من مختلفِ الكنائسِ والرعايا والمؤسساتِ الكنسيةِ والإكليروس الرهبانيات والفعالياتِ الرعوية. ورفعوا الصلاةَ بقلبٍ وفكرٍ واحدٍ للربِ يسوعِ المسيح لكي يجمعهم بالمحبةِ والأخوةِ لتعزيزِ الخيرِ والشهادةِ التي استحقها السيدُ المسيحُ بموتهِ وقيامته. وخلال اللقاء المسكوني دعا رؤساء الكنائس في تأملاتهم إلى الالتزام بالصلاة والمحبة الأخوية.

وقد شارك في احتفالية اسبوع الصلاة لهذا العام مطران الروم الكاثوليك في الأردن المطران جوزيف جباره ، وراعي كنيسة الأقباط الأرثوذكس القمص أنطونيوس صبحي ،والكنيسة اللوثرية و كنيسة الأرمن الأرثوذكس وكنيسة اللاتين والكنيسة الأسقفية العربية الإنجيلية و السريان الكاثوليك و الكنيسة المارونيّة وحشدٌ كبيرٌ من المؤمنين.

تفاصيل وصور من موقع نوسات هنا

كما وأجرى تلفزيون نورسات ببث برنامج كامل مع الاب نبيل حداد حول الوحدة المسيحية ودور الإعلام المسيحي. ممكن مشاهدته هنا.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content