Skip to content

معرض “فجر المسيحية” في الفاتيكان خطوة هامة لدعم السياحة المسيحية للأردن

رابط المقال: https://milhilard.org/34i9
تاريخ النشر: يناير 30, 2025 12:47 م
وزيرة السياحة لينا عناب والسفير البابوي في الأردن

وزيرة السياحة لينا عناب والسفير البابوي في الأردن

رابط المقال: https://milhilard.org/34i9

داود كُتّاب– ملح الأرض

زاد بصورةٍ مُفرطةٍ في الآونة الأخيرة، على مواقع التّواصل الاجتماعيّ، الهجوم غير العادل ضدّ وزيرة السّياحة الأردنيّة لينا عناب، وذلك على خلفيّة معرضٍ هامٍّ سيتمُّ افتتاحه قريبًا في دولة الفاتيكان في روما حول موقع المغطس، وانبرَتِ الانتقادات الّتي يبدو أنّها موجّهةٌ من طرفٍ ما، أنَّ المعرض يُعتبر هدرًا لمال الخزينة الأردنيّة، كما وجرى انتقادٌ لتصريحٍ تمَّ إخراجه عن سياقه لدعوة الوزيرة الأردنيّين زيارة المعرض في روما.

وكانت وزارة السّياحة الأردنيّة، بالتّعاون مع سفارة الفاتيكان في عمّان وهيئة تنشيط السّياحة الأردنيّة، قد أعلنَتْ عن تنظيم أوّل معرضٍ تاريخيٍّ من نوعه تحت عنوان “الأردن فجر المسيحيّة”. وسيُقام المعرض في قلب مدينة الفاتيكان، ابتداءً من 31 كانون الثّاني وحتّى 28 شباط المُقبل، بحضور المونسنيور المُعيَّن إياد طوال النّائب البطريركيّ للّاتين في الأردن.

وليسَ دفاعًا عن الوزيرة، ولكنَّ الحملة ضدَّ الوزيرة تشمل العديد من المُغالطات. المعرض الّذي سيتمُّ افتتاحه في الفاتيكان ليسَ مموّلًا من ميزانيّة الحكومة الأردنيّة ووزارة السّياحة، بل تمويلُ المعرض من هيئة تنشيط السّياحة، وهي هيئةٌ مستقلّةٌ تستمدُّ ميزانيّتها من مصادرَ مختلفةٍ منها مؤسّساتٌ سياحيّةٌ أردنيّةٌ وتمويلٌ أجنبيٌّ وغيره، ممّا ينسِفُ الإدعاء بأنَّ المعرض هدرٌ لخزينة الدّولة الأردنيّة.

الحملة ضدَّ الوزيرة لينا عناب تشمل العديد من المُغالطات

ولكن الأهمّ من ذلك أنَّ هناك فهمٌ خاطئٌ جدًّا لهدف المعرض. المعرض يأتي ضمن الاستراتيجيّة السّياحيّة الوطنيّة والّتي أقرّتها الحكومة وصادق عليها مجلس الأمّة الأردنيّ وتهدف إلى زيادة السّياحة الدّينيّة وبالذّات السّياحة المسيحيّة للأردن كون المملكة الأردنيّة الهاشميّة مليئة بالمواقع السّياحيّة المسيحيّة والّتي يتوق السّائح وبالذّات الحاج المسيحيّ لزيارتها.

وهنا لابدَّ من التّوضيح الهامِّ حول الفرق بين السّياحة الترفيهيّة والحجّ الدّينيّ. فالمعروف أنَّ السّائح الّذي يبحث عن مكانٍ لصرف إجازته السّنويّة يبحث عن شواطئ دافئةٍ وأسعارٍ منافسةٍ وغيرها من المتطلّبات الّتي توفِّر له الاستمتاع بأقلِّ الأثمان. في حين أنَّ الحاجّ الدّينيّ قد يكون حلمهُ ورغبتُهُ بأنْ يسير في أماكن مُقدّسةٍ وتكون لزيارته الدّينيّة تجربةٌ روحيّةٌ مميّزةٌ. وهذا الحاج للمناطق المُقدّسة لا يهمُّه الوضع الأمنيّ ويكون مُستعدًّا لأن يصرف الأموال الّتي قد يكون وفّرها طوال حياته لزيارة أماكن مُقدّسة قريبة لقلبه ولإيمانه. وهذا بالذّات الشّخص والجماعة الّتي تسعى هيئة تطوير السّياحة الأردنيّة لجذبه تطبيقًا للاستراتيجيّة السّياحيّة.

ينصُّ البندُ السّادس من الاستراتيجيّة السّياحيّة الوطنيّة 2021-2025 تحت بند السّياحة الدّينيّة ما يلي:

” تقدِّر منظّمة السّياحة العالميّة أنَّ ما يُقارب 330 مليون سائح يزورون المواقع الدّينيّة الرّئيسيّة في العالم كلّ عام. والأردن لديه فرصة جيّدة للغاية لتطوير سوق السّياحة الدّينيّة لجذب السُّيّاح المسلمين والمسيحيّين بغرض السّياحة الدّينيّة نظرًا لموقعه الفريد وتاريخه في الأرض المُقدّسة، حيث يضمُّ الأردن الموقع الرّئيسيّ لمعموديّة السّيد المسيح وجبل نيبو ومادبا ومكاور وأم قيس وبيلا والعديد من المواقع الإسلاميّة الهامّة مثل مقامات الأنبياء والصّحابة وموقع أهل الكهف وغيرها. وعليه يجب تطوير المنتجات الدّينيّة والتّجارب المحلّيّة لتعزيز السّياحة الدّينيّة وجذب الزّوّار على مدار العامّ.”

“المعرض الّذي سينتقل في عواصم أوروبا سيزيد بشكلٍ كبيرٍ السّياحة المسيحيّة للأردن”-العين ميشيل نزال

إذًا ما قامَتْ به هيئة تنظيم السّياحة والّتي ترأسها وزيرة السّياحة في ترويج السّياحة الأردنيّة وبالذّات موقع المغطس والّذي يُشرف عليه سمو الأمير غازي بن محمد، هو في صلب عمل الهيئة والوزارة. وكما قال العين ميشيل نزّال رئيس لجنة السّياحة في مجلس الأعيان في حديثٍ لموقع ملح الأرض المُختصّ بالشّأن المسيحيّ في الأردن وفلسطين فإنَّ المعرض الّذي سينتقل في عواصم أوروبا سيزيد بشكلٍ كبيرٍ السّياحة المسيحيّة للأردن, حيث قال: “نحنُ مع أيّ نشاط يؤدّي إلى زيادةٍ في السّياحة والحجّ المسيحيّ للأردن، ومن المؤكَّد أنَّ المعرض في الفاتيكان والّذي سينتقل إلى العديد من الدّول الأوروبيّة يأتي ضمن الاستراتيجيّة الوطنيّة للسّياحة الدّينيّة والّتي ستوفِّر دخلًا ممتاز للخزينة الأردنيّة.”

لذا وبعيدًا عن التّراشق غير الموفّق لبعض الجهلاء في الموضوع السّياحيّ من الضروري أنْ يتمَّ الشدّ على أيديّ الهيئة والوزارة ودعم وزيرة السّياحة لينا عنّاب في عملها، ومن الضروري أيضًا أن يكون للمتابع الأردنيّ صدر واسع لقبول بعض الهفوات غير المقصودة كتصريح صحفيّ هُنا أو هُناك

داود كُتّاب: صحفيّ مقدسيّ، مدير عام شبكة الإعلام المجتمعيّ وناشر موقع ملح الأرض المختصّ بالشّأن المسيحيّ في الأردن وفلسطين.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

Skip to content